المشرق-العربي
17-12-2024 | 06:32
شمال سوريا: منطقة جيوسياسية واقتصادية تتزاحم عليها القوى الدولية
منطقة الشمال السوري التي سنفصّل واقعها السياسي والمذهبي والاقتصادي ستكون عبارة عن المساحة الجغرافية الممتدّة من الساحل السوري، طرطوس واللاذقية، مروراً بإدلب وحلب وحماة، وصولاً إلى الرقّة، وهي منطقة يحدّها لبنان من الحدود الغربية الجنوبية، البحر من الجهة الغربية، تركيا من الجهة الشمالية، ومنطقتا الحسكة ودير الزور من الشرق، وحمص جنوباً.

مدفع دبابة في شمال سوريا (أ ف ب).
رمزية كبيرة يتمتع بها الشمال السوري، كونه معقل الفصائل المسلّحة التي أطاحت نظام بشّار الأسد، مقر المعارضة لسنوات طويلة، ومنطقة نفوذ لتركيا وروسيا والولايات المتحدة بنسب متفاوتة، وقد يكون في صدارة المشهد في المرحلة المقبلة بسبب اختلاف الانتماءات السياسية بين المعارضة ذات الانتشار الأوسع، والأكراد الداعمين للإدارة الذاتية و"قسد"، والموالين للنظام السابق بدرجة وجود أقل.
منطقة الشمال السوري التي سنفصّل واقعها السياسي والمذهبي والاقتصادي ستكون عبارة عن المساحة الجغرافية الممتدّة من الساحل السوري، طرطوس واللاذقية، مروراً بإدلب وحلب وحماة، وصولاً إلى الرقّة، وهي منطقة يحدّها لبنان من الحدود الغربية الجنوبية، البحر من الجهة الغربية، تركيا من الجهة الشمالية، ومنطقتا الحسكة ودير الزور من الشرق، وحمص جنوباً.
"هيئة تحرير الشام" هي الجهة الأكثر انتشاراً ونفوذاً في منطقة شمال سوريا، يتحدّث عنها الصحافي السوري ابراهيم مراد ليُشير إلى أنها انطلقت من إدلب ذات الأكثرية السنّية والتي سيطرت عليها الهيئة منذ العام 2016، وتوسّع تمدّدها حتى بات يشمل حلب وحماة واللاذقية وطرطوس بعد شن عملية "ردع العدوان"، مع وجود فصائل أخرى مقرّبة منها أقل انتشاراً.
وفي حديث لـ"النهار"، يتطرّق مراد إلى الفصائل الأخرى المتواجدة في الشمال، وبشكل خاص في ريف حلب الشمالي، من جرابلس إلى عفرين، وهي مجموعات مسلّحة مقرّبة من تركيا حضر وجودها بعد العملية العسكرية التركية "غصن الزيتون"، ضد قوّات سوريا الديموقراطية "قسد"، وبعض هذه المجموعات "لا تنحدر من ريف حلب" حسب مراد.
منطقة حلب ذات أكثرية سنّية، لكن التعدد المذهبي طاغٍ أكثر من باقي مناطق شمال سوريا، فالمسيحيون موجودون كأقلّيات في حلب إلى جانب الأرمن والسريان، لكن الأقلية الكبرى حسب ما يقول مراد هم الأكراد الذين كانوا يسكنون في حي الشيخ مقصود والأشرفية وعفرين، قبل أن ينزحوا من قراهم بعد عملية "غصن الزيتون" التركية، و"فجر الحرية" التي قامت بها فصائل موالية لأنقرة.
الساحل السوري، وهو منطقة اقتصادية بامتياز نسبة للمرافئ البحرية والمناطق السياحية، وإذ كان معقلاً لنظام بشّار الأسد كون العلويين يتواجدون بكثرة في طرطوس، وبنسبة أقل في اللاذقية، مع تواجد للسنّة والأقليات الشيعية والاسماعيلية، فإن السيطرة انتقلت إلى المعارضة، مع وجود مجموعة مسلّحة صغيرة مقرّبة من الأسد في بلدة جبلة، من غير المرجّح أن تبقى ومن المتوقع أن تُحل، حسب مراد.
شمالاً باتجاه الرقّة، فإن الموزاييك السياسي يختلف، فالمنطقة ذات الغالبية الكردية تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وتتواجد فيها قوات سوريا الديموقراطية "قسد" منذ العام 2017 إلى جانب قوات التحالف الدولي بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وفق ما يروي مراد، وقد هاجر إليها أكراد حلب وريفها بعد عملية "فجر الحرية" التي شنّتها الفصائل المقرّبة من تركيا.
تتزاحم القوى الدولية على النفوذ في منطقة شمال سوريا. إن روسيا موجودة من خلال منشآت عسكرية، على رأسها مطار حميميم في اللاذقية، فيما يتمركز نفوذ الولايات المتحدة في الشمال الشرقي حيث القوات الكردية، لكن "النفوذ الأقوى كان وبقي لتركيا التي تربطها علاقات قوية بالفصائل الموالية لها في ريف حلب، وتواصل مع هيئة تحرير الشام"، حسب مراد.
ويتحدّث مراد عن التفاصيل الجغرافية للنفوذ الإقليمي والدولي، ويُشير إلى أن الفصائل الموالية لتركيا تُسيطر على ريف حلب، من منطقة منبج إلى عفرين، وهي منطقة حدودية بين سوريا وتركيا تهدف الأخيرة لإبقائها تحت سيطرتها لإبعاد الأكراد عنها، أما المناطق التي تُسيطر عليها "هيئة تحرير الشام"، فهي غير خاضعة لنفوذ دولي وإن كانت العلاقة "طيبة" بين الهيئة وأنقرة، وفق مراد.
مزاحمة القوى الدولية على هذه المنطقة مردّه إلى أهميتها الجيوسياسية والاقتصادية. ومن المنطلق الأول، فإن شمال سوريا منطقة حدودية متاخمة للعراق وتركيا، وبالتحديد للمناطق الكردية في هاتين الدولتين، أي في شمال العراق وجنوب شرق تركيا، والأخيرة تُريد تشتيت الوجود الكردي انطلاقاً من صراعها القديم مع هذه البيئة ورفضها لإقامة دولتها في هذه التضاريس الجغرافية.
اقتصادياً، فإن شمال سوريا هو منطقة غنية بالثروات الطبيعية والنفط والممر باتجاه تركيا وأوروبا، وبالتالي منطقة ترانزيت وتجارة، وقد تتضاعف أهميتها في حال تنفيذ مشروع نقل الغاز القطري عبر سوريا وتركيا نحو أوروبا، برأي مراد، الذي يقول إن المنطقة الشمالية الغربية هي المنفذ الوحيد لسوريا على البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي أيضاً معبر تجاري مهم.
في المحصّلة، فإن لمنطقة شمال سوريا أهمية جيوسياسية وجيواقتصادية، ورمزية خاصة كونها تُعتبر عاصمة المعارضة، وإن كانت الأخيرة تُسيطر على القرار الأول والأخير فيها، إلّا أنها ستكون أمام امتحانين أساسيين، الأول يكمن في قدرتها على حل الفصائل، والثانية حول إمكانية حل النزاع مع الأكراد وإبعادهم عن المشاريع الانفصالية.
منطقة الشمال السوري التي سنفصّل واقعها السياسي والمذهبي والاقتصادي ستكون عبارة عن المساحة الجغرافية الممتدّة من الساحل السوري، طرطوس واللاذقية، مروراً بإدلب وحلب وحماة، وصولاً إلى الرقّة، وهي منطقة يحدّها لبنان من الحدود الغربية الجنوبية، البحر من الجهة الغربية، تركيا من الجهة الشمالية، ومنطقتا الحسكة ودير الزور من الشرق، وحمص جنوباً.
"هيئة تحرير الشام" هي الجهة الأكثر انتشاراً ونفوذاً في منطقة شمال سوريا، يتحدّث عنها الصحافي السوري ابراهيم مراد ليُشير إلى أنها انطلقت من إدلب ذات الأكثرية السنّية والتي سيطرت عليها الهيئة منذ العام 2016، وتوسّع تمدّدها حتى بات يشمل حلب وحماة واللاذقية وطرطوس بعد شن عملية "ردع العدوان"، مع وجود فصائل أخرى مقرّبة منها أقل انتشاراً.
وفي حديث لـ"النهار"، يتطرّق مراد إلى الفصائل الأخرى المتواجدة في الشمال، وبشكل خاص في ريف حلب الشمالي، من جرابلس إلى عفرين، وهي مجموعات مسلّحة مقرّبة من تركيا حضر وجودها بعد العملية العسكرية التركية "غصن الزيتون"، ضد قوّات سوريا الديموقراطية "قسد"، وبعض هذه المجموعات "لا تنحدر من ريف حلب" حسب مراد.
منطقة حلب ذات أكثرية سنّية، لكن التعدد المذهبي طاغٍ أكثر من باقي مناطق شمال سوريا، فالمسيحيون موجودون كأقلّيات في حلب إلى جانب الأرمن والسريان، لكن الأقلية الكبرى حسب ما يقول مراد هم الأكراد الذين كانوا يسكنون في حي الشيخ مقصود والأشرفية وعفرين، قبل أن ينزحوا من قراهم بعد عملية "غصن الزيتون" التركية، و"فجر الحرية" التي قامت بها فصائل موالية لأنقرة.
الساحل السوري، وهو منطقة اقتصادية بامتياز نسبة للمرافئ البحرية والمناطق السياحية، وإذ كان معقلاً لنظام بشّار الأسد كون العلويين يتواجدون بكثرة في طرطوس، وبنسبة أقل في اللاذقية، مع تواجد للسنّة والأقليات الشيعية والاسماعيلية، فإن السيطرة انتقلت إلى المعارضة، مع وجود مجموعة مسلّحة صغيرة مقرّبة من الأسد في بلدة جبلة، من غير المرجّح أن تبقى ومن المتوقع أن تُحل، حسب مراد.
شمالاً باتجاه الرقّة، فإن الموزاييك السياسي يختلف، فالمنطقة ذات الغالبية الكردية تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وتتواجد فيها قوات سوريا الديموقراطية "قسد" منذ العام 2017 إلى جانب قوات التحالف الدولي بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وفق ما يروي مراد، وقد هاجر إليها أكراد حلب وريفها بعد عملية "فجر الحرية" التي شنّتها الفصائل المقرّبة من تركيا.
تتزاحم القوى الدولية على النفوذ في منطقة شمال سوريا. إن روسيا موجودة من خلال منشآت عسكرية، على رأسها مطار حميميم في اللاذقية، فيما يتمركز نفوذ الولايات المتحدة في الشمال الشرقي حيث القوات الكردية، لكن "النفوذ الأقوى كان وبقي لتركيا التي تربطها علاقات قوية بالفصائل الموالية لها في ريف حلب، وتواصل مع هيئة تحرير الشام"، حسب مراد.
ويتحدّث مراد عن التفاصيل الجغرافية للنفوذ الإقليمي والدولي، ويُشير إلى أن الفصائل الموالية لتركيا تُسيطر على ريف حلب، من منطقة منبج إلى عفرين، وهي منطقة حدودية بين سوريا وتركيا تهدف الأخيرة لإبقائها تحت سيطرتها لإبعاد الأكراد عنها، أما المناطق التي تُسيطر عليها "هيئة تحرير الشام"، فهي غير خاضعة لنفوذ دولي وإن كانت العلاقة "طيبة" بين الهيئة وأنقرة، وفق مراد.
مزاحمة القوى الدولية على هذه المنطقة مردّه إلى أهميتها الجيوسياسية والاقتصادية. ومن المنطلق الأول، فإن شمال سوريا منطقة حدودية متاخمة للعراق وتركيا، وبالتحديد للمناطق الكردية في هاتين الدولتين، أي في شمال العراق وجنوب شرق تركيا، والأخيرة تُريد تشتيت الوجود الكردي انطلاقاً من صراعها القديم مع هذه البيئة ورفضها لإقامة دولتها في هذه التضاريس الجغرافية.
اقتصادياً، فإن شمال سوريا هو منطقة غنية بالثروات الطبيعية والنفط والممر باتجاه تركيا وأوروبا، وبالتالي منطقة ترانزيت وتجارة، وقد تتضاعف أهميتها في حال تنفيذ مشروع نقل الغاز القطري عبر سوريا وتركيا نحو أوروبا، برأي مراد، الذي يقول إن المنطقة الشمالية الغربية هي المنفذ الوحيد لسوريا على البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي أيضاً معبر تجاري مهم.
في المحصّلة، فإن لمنطقة شمال سوريا أهمية جيوسياسية وجيواقتصادية، ورمزية خاصة كونها تُعتبر عاصمة المعارضة، وإن كانت الأخيرة تُسيطر على القرار الأول والأخير فيها، إلّا أنها ستكون أمام امتحانين أساسيين، الأول يكمن في قدرتها على حل الفصائل، والثانية حول إمكانية حل النزاع مع الأكراد وإبعادهم عن المشاريع الانفصالية.
الأكثر قراءة
العالم العربي
10/17/2025 6:20:00 AM
"وقهوة كوكبها يزهرُ … يَسطَعُ مِنها المِسكُ والعَنبرُوردية يحثها شادنٌ … كأنّها مِنْ خَدهِ تعصرُ"
ثقافة
10/17/2025 6:22:00 AM
ذلك الفنجان الصغير، الذي لا يتعدّى حجمه 200 ملليليتر، يحمل في طيّاته معاني تفوق حجمه بكثير
ثقافة
10/17/2025 6:23:00 AM
القهوة حكايةُ هويةٍ وذاكرةٍ وثقافةٍ عريقةٍ عبرت من مجالس القبائل إلى مقاهي المدن، حاملةً معها رمزية الكرم والهيبة، ونكهة التاريخ.
ثقافة
10/17/2025 6:18:00 AM
من طقوس الصوفيّة في اليمن إلى صالونات أوروبا الفكرية ومقاهي بيروت، شكّلت القهوة مساراً حضارياً رافق نشوء الوعي الاجتماعي والثقافي في العالم.