العلم السوري "الشاهد"... حقبات في التاريخ بدّلت ألوانه
لم يسلم العلم السوري، بألوانه ومعانيها، من التحوّلات التاريخية التي مرّت بها سوريا، إذ كان شاهداً على تغيّر الأنظمة فيها من الحكم العثماني حيث كانت الأراضي السورية جزءاً منه منذ معركة "مرج دابق" عام 1516 وظلّت لعام 1918 عندما رُفع علم الثورة العربية، إلى يوم إسقاط الفصائل السورية المعارضة نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024 فرفرف رسمياً مجدّداً "علم الثورة" أو ما يُعرف بـ"العلم الأخضر".
يعود تاريخ "العلم الأخضر" إلى فترة استقلال سوريا عن الانتداب الفرنسي إذ رُفع للمرّة الأولى في دمشق عام 1932، وحمله المعارضون للانتداب للدلالة على انتمائهم السياسي. فاعتُمد كعلم رسمي عندما نالت سوريا استقلالها في 17 نيسان (أبريل) عام 1946.
ونصّت المادّة السادسة من الفصل الأول في النسخة النهائية لدستور سوريا، الذي أقرّته الجمعية التأسيسية عام 1950: "يكون العلم السوري على الشكل التالي: طوله ضعف عرضه، وهو ذو ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، ويحتوي القسم الأبيض في خط مستقيم على ثلاثة كواكب حمر خماسية الأشعة".
ظلّ العلم مستخدماً حتّى عام 1958 مع إعلان وحدة سوريا ومصر وإنشاء "الجمهورية العربية المتحدة" التي اعتمدت علماً جديداً مكوّناً من 3 ألوان من الخطوط الأفقية الأحمر والأبيض والأسود.
وتميّز علم الاتّحاد عن العلم الأول بنجمتين باللون الأخضر في الشريط الأبيض، يرمزان إلى المكوّنين للاتحاد، إلّا أنه بعد حلّ الوحدة عام 1961 أعيد استخدام "العلم الأخضر" حتّى عام 1963.
وبعد سيطرة حزب "البعث" على مقاليد الحكم في 1963 بانقلاب قاده الرئيس الراحل حافظ الأسد، اعتمدت دمشق علم "الجمهورية العربية المتحدة"، للدلالة على الرغبة في الوحدة العربية.

عام 2011، انطلقت الثورة السورية فأعاد معارضو نظام آل الأسد رفع "علم الاستقلال" خلال احتجاجاتهم بناء على اقتراح المعارض أديب الشيشكلي، حفيد الرئيس السوري الأسبق الذي يحمل اسمه، ابن حماة الذي قاد الانقلاب الثالث في تاريخ سوريا عام 1940، وقد تبنّاه رسمياً لاحقاً الائتلاف السوري المعارض و"الجيش السوري الحر".
ويتكوّن العلم من 4 ألوان يمثّل اللون الأخضر الخلافة الراشدة، الأبيض الدولة الأموية والأسود يرمز إلى الدولة العباسية. أما النجوم الحمراء الثلاث فكانت في أصلها تمثّل 3 مناطق هي حلب ودمشق ودير الزور.
وفي عام 1936، ضُمّ سنجق اللاذقية وجبل الدروز إلى سوريا فتغيّرت معاني النجوم، إذ تمثّل النجمة الأولى حلب ودمشق ودير الزور، والنجمة الثانية تمثّل جبل الدروز أمّا النجمة الثالثة فتمثّل سنجق اللاذقية.
ويعتبر "العلم الأخضر" العلم الثاني الأطول استخداماً بالتاريخ السوري بعد "علم النظام" السابق بـ27 عاماً.
وهناك اختلاف وحيد بين "علم الاستقلال" والعلم الذي تعتمده المعارضة السورية هو مقياس طول العلم وعرضه، إذ يعتمد علم عام 1932 بنسبة عرض إلى ارتفاع تبلغ 1.2 بينما اعتُمد عام 2011 من قبل المعارضة مع نسبة عرض إلى ارتفاع تبلغ 2.3.
نبض