المشرق-العربي 11-12-2024 | 14:38

بالفيديو - "النهار" داخل صيدنايا... بحث عن رائحة الموت وأحد السجناء: إعدام جماعي عام 2017

دخلت عدسة "النهار" إلى سجن صيدنايا، الذي ذاع سيطه السيّء منذ سنوات، لكن "السمع مش متل الشوفة". فاقت قدرات السجّان خيال أكثر المتشائمين، وابتدع أساليب جديدة للتعذيب والقتل والتخلّص من الجثث، حتى أن أسلوب الحياة بشكل عام هو عذاب بحد ذاته، فالمشاهد من داخل السجن تعكس ظروف معيشة سيئة جداً لا تحيى فيها حتى الحيوانات.
بالفيديو - "النهار" داخل صيدنايا... بحث عن رائحة الموت وأحد السجناء: إعدام جماعي عام 2017
سجن صيدنايا (أ ف ب).
Smaller Bigger

شوارع دمّرتها الحرب، وصور ممزّقة لبشّار وحافظ الأسد، وأعلام الثورة السورية على الطريق نحو سجن صيدنايا، أو "المسلخ البشري" الأفظع، الواقع قرب العاصمة السورية دمشق. وفي محيط السجن، سوريون ينتظرون أي خبر عن ذويهم ممن اعتقلهم النظام السوري السابق لسنوات، وأذاقهم كل أنواع التعذيب، من دون أن يعرفوا مصيرهم.

 

 

(حسام شبارو)

دخلت عدسة "النهار" إلى سجن صيدنايا، الذي ذاع سيطه السيّئ منذ سنوات. لكن "السمع مش متل الشوفة". فاقت قدرات السجّان خيال أكثر المتشائمين، وابتدع أساليب جديدة للتعذيب والقتل والتخلّص من الجثث، حتى أن أسلوب الحياة بشكل عام هو عذاب بحد ذاته، فالمشاهد من داخل السجن تعكس ظروف معيشة سيئة جداً لا تحيا فيها حتى الحيوانات.

 

(حسام شبارو)


 

غرف ضيّقة جداً كان يتكدّس فيها عشرات أو مئات السجناء، جدران غطّتها العفونة والرطوبة، وثياب معلّقة على السقوف القريبة من الأرض، وحمّامات محطّمة لم تعالجها الصيانة منذ فترات طويلة بحالة يُرثى لها، والحشرات الطائرة تغزو المكان، والأوساخ على مرمى كل نظر، تشكل مع بعضها موزاييك بيئة لا تصلح لعيش نبتة أو حيوان.

 

(حسام شبارو)


 

الحبال التي أُعدم بوساطتها سجناء صيدنايا مرمية في الغرف التي كانت تنفّذ فيها العمليات، وجنبها مكبس كبير كان السجّانون يستخدمونه لكبس الجثث وتصغير حجمها. وحسب ما يروي أحد الشهود، فإن الجثث تُرمى في الأسيد من أجل التخلّص منها، لكون أعداد الجثث كبيرة جداً، ولا مكان لدفنها كلها، فكان اللجوء إلى هذه الأساليب.

 

 

(حسام شبارو).


 

يحاوط السوريون السجن من كل زواياه، وينتظرون بأمل حذر جداً وقلق خروج معتقلين يخصّونهم في الداخل أو أخبار عنهم، ويتابعون مع عناصر الأمن التابعين لفصائل المعارضة لوائح أسماء المساجين الأحياء منهم والذين خرجوا والأموات، ويتبادلون في ما بينهم ومع الصحافة أخباراً وذكريات حول المعتقلين والأمال التي يعلّقونها.

 

(حسام شبارو).


 

معظمهم من الأهالي الذين يحملون صور أولادهم أو أخواتهم، ويجولون على معتقلين محرّرين أو عناصر أمن أو صحافيين أو أي شخص يتواجد في محيط السجن للسؤال عمّا إذا كانوا قد رأوا وجوهاً مشابهة، مع العلم أن سجن صيدنايا يغيّر معالم الوجه والجسد من شدّة التعذيب الذي يحصل، فلا السجين يتذكّر ملامحه السابقة ولا الأهالي يتعرّفون على الملامح الجديدة.

 

بعض الأهالي اتجه نحو سجين محرّر يقبع في مستشفى، بسبب حالته الصحية السيئة، لسؤاله عن مساجين آخرين. دخل السجن قبل أربع سنوات، وخرج مع سقوط الأسد. يقول السجين إن "إدارة السجن أعدمت في العام 2017 كل السجناء الذين كانوا محتجزين في الداخل"، وبالتالي، وحسب إفادته، فإن كل السجناء المحرّرين دخلوا بعد العام 2017.

 

آخرون يلاحقون روائح الموت في السجن، ويحاولون تحطيم كل الجدران الذين يعتقدون أنها قد تخبّئ خلفها جثث سجناء، فيما يصوّر مراسل "النهار" أحد الأشخاص الذين يحملون وثيقة يقول إنها صادرة عن إدارة السجن في العام 2024، فيها معلومات مفادها أن أكثر من 130 ألف سجين دخلوا إلى زنازين صيدنايا، متسائلاً عن مصيرهم، وبينهم أخوه.

 

إحدى النساء تبحث عن زوجها وولدها اللذين فُقدا في العام 2012، ولم تجدهما بعد، وتنتظر بقلب يملؤه القلق الأخبار عنهما، وتبحث في السجّلات فتجد اسم ابنها من دون أن تجده شخصياً، فيما اسم الزوج مفقود؛ وامرأة أخرى تبحث عن أخيها الذي لم تجد عنه أي معلومة، ولا حتى اسماً في السجّلات، والجميع يرفع النداء للسلطات الجديدة مُطالبين بكشف مصير ذويهم.

 

(حسام شبارو).


 

لا يجب أن يُهدم سجن صيدنايا، بل يجب أن يبقى تذكاراً حيث وقعت أبشع الجرائم بحق الإنسان والإنسانية. كثير من القصص تركها معتقلون في داخل أقبية هذا السجن، الذي يجب أن يكون عبرة لكلّ مَن اعتبر، مفادها أن مضطهدي حقوق الإنسان وحقوق الشعوب بتقرير مستقبلها سيكون مصيرهم مصير الأسد، وإن حاول المجتمع الدولي إعادة تأهيله.

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".