المشرق-العربي
10-12-2024 | 16:28
"فراغ السلطة والحروب"... "داعش" سيسعى لاستغلال حالة الفوضى في سوريا
تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لجهاديي تنظيم "داعش" المتطرف الذين قد يحاولون استغلال أي حالة من الفوضى لاستعادة أراض وتحرير مقاتلي التنظيم المسجونين في المنطقة الكردية في شمال شرق البلاد.

من سوريا (ا ف ب)
تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لجهاديي تنظيم "داعش" المتطرف الذين قد يحاولون استغلال أي حالة من الفوضى لاستعادة أراض وتحرير مقاتلي التنظيم المسجونين في المنطقة الكردية في شمال شرق البلاد.
ولا شك أن عدم اليقين والحروب وفراغ السلطة هي ما ينشده عناصر التنظيم الذين يتحركون ضمن خلايا صغيرة في صحراء شرق البلاد وسيسعون لا ستغلال المرحلة الانتقالية الصعبة بعد 13 عاما من الحرب.
ويحذر المدير العلمي لمركز "سوفان" في نيويورك كولن كلارك، من أن "الفوضى والإنفلات ستكون حتما نعمة لتنظيم داعش الذي ينتظر مثل هذه الفرصة ليعيد بناء شبكاته ببطء ولكن بثبات في جميع أنحاء البلاد".
أعلن البنتاغون الأحد أنّ طائراته أغارت على أكثر من 75 هدفا لتنظيم "داعش" في سوريا "من أجل منع التنظيم الإرهابي من تنفيذ عمليات خارجية وضمان عدم سعيه للاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه في وسط سوريا".
اكد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الاثنين أن الولايات المتحدة عازمة على منع تنظيم "داعش" من إعادة تنظيم صفوفه في سوريا، وكذلك الحؤول دون تفكك هذا البلد بعد سقوط النظام.
وأعلن تنظيم "داعش" من خلال مجلته "النبأ" رفض أي شكل من أشكال السلطة في دمشق غير سلطته.
وقالت لورانس بيندنر، المؤسسة المشاركة لمشروع JOS، وهي منصة لتحليل التطرف عبر الإنترنت، إن التنظيم الذي أعلن إقامة خلافة تمتد بين العراق وسوريا في الفترة 2014-2019، يرى أن "هدف الفصائل المسلحة في سوريا هو إنشاء دولة مدنية وديموقراطية، وهذا الشيء بعيد جدًا عن مشروعه المتمثل في دولة تقوم على الشريعة".
وأضافت لوكالة فرانس برس: "إنه يعتبر نفسه البديل الوحيد الذي يمكنه فرض التعاليم الدينية والوقوف في وجه المصالح الأجنبية"، مشيرة إلى أن دعوات الفصائل إلى "التعايش السلمي مع الأقليات الدينية تتعارض مع رؤية التنظيم المتطرفة".
النموذج الأفغاني
مني تنظيم "داعش" بضربة قاسمة ولم يعد قادرا على التنسيق بين فروعه في الشرق الأوسط وإفريقيا. وانخفض عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في سوريا من 1055 هجوما في عام 2019 إلى 121 هجوما في عام 2023.
لكن هذه الهجمات زادت في عام 2024 إلى 259 هجوما حتى منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، بحسب المحلل آرون زيلين من مركز الأبحاث الأميركي "هدسون".
وأضاف أن "هناك أدلة مهمة تشير إلى أن تنظيم داعش تعمد التقليل من تبني هجمات في سوريا ليبدو أضعف مما هو عليه في الواقع"، مشيراً إلى أنه يقوم بفرض الضرائب على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ولكن رغم ذلك يبقى قادرا على المناوشة ومضايقة السلطات حتى بعد إنتصار "هيئة تحرير الشام" التي أطاحت بالنظام.
ويعتقد يورام شفايتسر الذي كان يعمل مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويعمل حاليا في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب إن "تنظيم داعش سيحاول الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي من هيئة تحرير الشام".
وشدد على أنه على الرغم من الاختلافات الجوهرية بين البلدين، "يجب أن نلاحظ ما فعله تنظيم داعش عندما سيطرت طالبان على السلطة"، في إشارة إلى الهجمات التي نفذها الفرع الأفغاني للتنظيم بعد رحيل الأميركيين من كابول في آب (أغسطس) من عام 2021.
تهديد مخيم الهول
وإذا ما ثبت فصيل آخر سيطرته على الدولة السورية في نهاية المطاف فستكون النتيجة متطابقة. وأضاف إنهم "سيعتبرون أن من يسيطر على السلطة في دمشق عدواً أساسياً يجب عليهم التحرك ضده".
وفي الوقت نفسه، هناك الخطر الذي يمثله تنظيم "داعش" على واحدة من نقاط الضعف في الحرب ضد الإرهاب وهي المخيمات المكتظة وغير المؤمنة في المنطقة الكردية، حيث يقبع عشرات الآلاف من عناصر "داعش" مع نسائهم وأطفالهم.
وفي كانون الثاني (يناير) 2022، هاجم التنظيم سجن غويران في الحسكة (شمال شرقي البلاد)، حيث يتم إحتجاز آلاف الجهاديين. ويعتقد يورام شفايتسر أن التنظيم لا يمكنه سوى وضع مخيم الهول العملاق نصب عينيه، "إما من خلال مهاجمته أو من خلال مساعدة المحتجزين هناك على الهروب".
واجه الأكراد في السنوات الأخيرة "صعوبة في الحفاظ على النظام داخل المخيم"، كما يشير الباحث الإسرائيلي، الذي يعتقد أنهم لن يتمكنوا من تأمينه لفترة أطول، خاصة إذا تعرضوا لهجوم من قبل الجيش التركي الذي يعتبر القوات الكردية "إرهابية".
وفي نهاية المطاف، سيتوقف الأمر جزئيا على ما إذا كانت هناك رغبة لدى الولايات المتحدة أم لا في الاحتفاظ ببضعة آلاف من الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا لمحاربة تنظيم "داعش" ومنع أنقرة من مهاجمة الأكراد في سوريا.
وإذا كان لا يمكن التنبؤ بخطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، فإن الحرب ضد التنظيم "هي جزء من إرث" ولايته الأولى، وفق كولن كلارك.
واضاف: "لا أعتقد أنه سيرغب في التراجع عن هذا الإرث من خلال سحب قواته وإعطاء الضوء الأخضر للأتراك". وإلا فإن "تنظيم داعش سيكون هو المستفيد الأول".
ولا شك أن عدم اليقين والحروب وفراغ السلطة هي ما ينشده عناصر التنظيم الذين يتحركون ضمن خلايا صغيرة في صحراء شرق البلاد وسيسعون لا ستغلال المرحلة الانتقالية الصعبة بعد 13 عاما من الحرب.
ويحذر المدير العلمي لمركز "سوفان" في نيويورك كولن كلارك، من أن "الفوضى والإنفلات ستكون حتما نعمة لتنظيم داعش الذي ينتظر مثل هذه الفرصة ليعيد بناء شبكاته ببطء ولكن بثبات في جميع أنحاء البلاد".
أعلن البنتاغون الأحد أنّ طائراته أغارت على أكثر من 75 هدفا لتنظيم "داعش" في سوريا "من أجل منع التنظيم الإرهابي من تنفيذ عمليات خارجية وضمان عدم سعيه للاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه في وسط سوريا".
اكد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الاثنين أن الولايات المتحدة عازمة على منع تنظيم "داعش" من إعادة تنظيم صفوفه في سوريا، وكذلك الحؤول دون تفكك هذا البلد بعد سقوط النظام.
وأعلن تنظيم "داعش" من خلال مجلته "النبأ" رفض أي شكل من أشكال السلطة في دمشق غير سلطته.
وقالت لورانس بيندنر، المؤسسة المشاركة لمشروع JOS، وهي منصة لتحليل التطرف عبر الإنترنت، إن التنظيم الذي أعلن إقامة خلافة تمتد بين العراق وسوريا في الفترة 2014-2019، يرى أن "هدف الفصائل المسلحة في سوريا هو إنشاء دولة مدنية وديموقراطية، وهذا الشيء بعيد جدًا عن مشروعه المتمثل في دولة تقوم على الشريعة".
وأضافت لوكالة فرانس برس: "إنه يعتبر نفسه البديل الوحيد الذي يمكنه فرض التعاليم الدينية والوقوف في وجه المصالح الأجنبية"، مشيرة إلى أن دعوات الفصائل إلى "التعايش السلمي مع الأقليات الدينية تتعارض مع رؤية التنظيم المتطرفة".
النموذج الأفغاني
مني تنظيم "داعش" بضربة قاسمة ولم يعد قادرا على التنسيق بين فروعه في الشرق الأوسط وإفريقيا. وانخفض عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في سوريا من 1055 هجوما في عام 2019 إلى 121 هجوما في عام 2023.
لكن هذه الهجمات زادت في عام 2024 إلى 259 هجوما حتى منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، بحسب المحلل آرون زيلين من مركز الأبحاث الأميركي "هدسون".
وأضاف أن "هناك أدلة مهمة تشير إلى أن تنظيم داعش تعمد التقليل من تبني هجمات في سوريا ليبدو أضعف مما هو عليه في الواقع"، مشيراً إلى أنه يقوم بفرض الضرائب على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ولكن رغم ذلك يبقى قادرا على المناوشة ومضايقة السلطات حتى بعد إنتصار "هيئة تحرير الشام" التي أطاحت بالنظام.
ويعتقد يورام شفايتسر الذي كان يعمل مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويعمل حاليا في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب إن "تنظيم داعش سيحاول الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي من هيئة تحرير الشام".
وشدد على أنه على الرغم من الاختلافات الجوهرية بين البلدين، "يجب أن نلاحظ ما فعله تنظيم داعش عندما سيطرت طالبان على السلطة"، في إشارة إلى الهجمات التي نفذها الفرع الأفغاني للتنظيم بعد رحيل الأميركيين من كابول في آب (أغسطس) من عام 2021.
تهديد مخيم الهول
وإذا ما ثبت فصيل آخر سيطرته على الدولة السورية في نهاية المطاف فستكون النتيجة متطابقة. وأضاف إنهم "سيعتبرون أن من يسيطر على السلطة في دمشق عدواً أساسياً يجب عليهم التحرك ضده".
وفي الوقت نفسه، هناك الخطر الذي يمثله تنظيم "داعش" على واحدة من نقاط الضعف في الحرب ضد الإرهاب وهي المخيمات المكتظة وغير المؤمنة في المنطقة الكردية، حيث يقبع عشرات الآلاف من عناصر "داعش" مع نسائهم وأطفالهم.
وفي كانون الثاني (يناير) 2022، هاجم التنظيم سجن غويران في الحسكة (شمال شرقي البلاد)، حيث يتم إحتجاز آلاف الجهاديين. ويعتقد يورام شفايتسر أن التنظيم لا يمكنه سوى وضع مخيم الهول العملاق نصب عينيه، "إما من خلال مهاجمته أو من خلال مساعدة المحتجزين هناك على الهروب".
واجه الأكراد في السنوات الأخيرة "صعوبة في الحفاظ على النظام داخل المخيم"، كما يشير الباحث الإسرائيلي، الذي يعتقد أنهم لن يتمكنوا من تأمينه لفترة أطول، خاصة إذا تعرضوا لهجوم من قبل الجيش التركي الذي يعتبر القوات الكردية "إرهابية".
وفي نهاية المطاف، سيتوقف الأمر جزئيا على ما إذا كانت هناك رغبة لدى الولايات المتحدة أم لا في الاحتفاظ ببضعة آلاف من الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا لمحاربة تنظيم "داعش" ومنع أنقرة من مهاجمة الأكراد في سوريا.
وإذا كان لا يمكن التنبؤ بخطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، فإن الحرب ضد التنظيم "هي جزء من إرث" ولايته الأولى، وفق كولن كلارك.
واضاف: "لا أعتقد أنه سيرغب في التراجع عن هذا الإرث من خلال سحب قواته وإعطاء الضوء الأخضر للأتراك". وإلا فإن "تنظيم داعش سيكون هو المستفيد الأول".
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال
10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان
10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان
10/7/2025 1:21:00 PM
النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت