وقالت جماعة هيئة تحرير الشام التي تقود الهجوم الشامل في منشور على تيليغرام "حررت قواتنا آخر قرية على تخوم مدينة حمص، وباتت على أسوارها، ومن هنا نوجه النداء الأخير لقوات النظام فهذه فرصتكم للانشقاق".

وذكرت مصادر أن الفصائل سيطرت على مدينة درعا القريبة من الأردن بعد أن توصلت إلى اتفاق مع الجيش لضمان انسحاب منظم لجنوده.

وقالت إن قوات المعارضة منحت كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين العاملين في المدينة ممرا آمنا إلى دمشق.


ومن شأن استيلاء المعارضة على حمص قطع العاصمة دمشق عن الساحل السوري، حيث تتركز الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد ويوجد لحلفائه الروس قاعدة بحرية وأخرى جوية.

وقال مصدر عسكري سوري إن أي تقدم للفصائل من شمالي حمص سيواجه قوات من حزب الله التي تتمركز هناك لتعزيز دفاعات القوات الحكومية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع في سوريا ويتخذ من بريطانيا مقرا أن الآلاف بدأوا يفرون من حمص منذ مساء أمس الخميس باتجاه اللاذقية وطرطوس على ساحل البحر المتوسط الخاضعتين لسيطرة الحكومة.

وقال أحد السكان على الساحل إن آلاف الأشخاص بدأوا يصلون إلى هناك من حمص خشية التقدم السريع لقوات المعارضة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن الجيش ينفذ عملية في ريف حمص بدعم من القوات الجوية السورية والروسية والمدفعية والصواريخ والمركبات المدرعة. ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن العشرات من مقاتلي الفصائل قتلوا.

كما أعلنت ثلاثة مصادر سورية لرويترز اليوم أن الأسد تعرض لانتكاسة أخرى بعد أن سيطر تحالف تدعمه الولايات المتحدة ويقوده مقاتلون أكراد سوريون على مدينة دير الزور، وهي نقطة الارتكاز الرئيسية للحكومة في المناطق الصحراوية شرقي البلاد.

وهذه ثالث مدينة كبرى يفقد الأسد السيطرة عليها خلال أسبوع، بعد حلب في الشمال الغربي وحماة في وسط البلاد.

ومع تكثيف الضغط، قال مصدران في الجيش السوري إن التحالف المعروف باسم قوات سوريا الديمقراطية اجتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق أمس الجمعة.

وفي محافظة درعا بجنوب البلاد، قال مصدران من قوات المعارضة لرويترز أمس الجمعة إن مقاتلين محليين سوريين ومقاتلين سابقين من المعارضة سيطروا على إحدى القواعد الرئيسية للجيش المعروفة باسم اللواء 52 قرب بلدة الحراك فيما امتد القتال إلى الحدود مع الأردن.

وأضافت المصادر أنهم سيطروا أيضا على أجزاء من معبر نصيب الحدودي مع الأردن حيث تقطعت السبل بعشرات المقطورات وسيارات الركاب.

وقال التلفزيون الرسمي السوري نقلا عن مركز التنسيق الروسي في سوريا إن 200 مسلح على الأقل قتلوا أمس الجمعة في غارات جوية روسية سورية استهدفت مقرات لقوات المعارضة في ريف حماة وإدلب وحلب.


وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نُشرت أمس الجمعة، تعهد زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني بأن تتمكن الفصائل من إنهاء حكم الأسد. وقال في إشارة إلى الهجوم الخاطف "هذه العملية حطمت العدو".

وأضاف للصحيفة أن هدفهم هو تحرير سوريا من هذا "النظام القمعي".

وقال البيت الأبيض أمس الجمعة إنه يراقب عن كثب التطورات في سوريا.

وذكر مصدر بوزارة الخارجية التركية أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أبلغ نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي أن الحكومة السورية يجب أن تنخرط في حوار مع الفصائل وتبدأ عملية سياسية.

وفي تطور آخر مثير للقلق بالنسبة للأسد، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية إن تنظيم الدولة الإسلامية، الذي فرض حكما متشددا على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل هزيمته على يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في عام 2017، سيطر الآن على بعض المناطق في شرق سوريا.

وقال آرون لوند، وهو باحث في مؤسسة سنشري للأبحاث، إن حكومة الأسد "تقاتل من أجل حياتها في هذه المرحلة".

وأضاف أنه كان من الممكن أن تبقي الحكومة سيطرتها على حمص، "لكن بالنظر إلى السرعة التي تتحرك بها الأمور حتى الآن، لا أعتقد أن ذلك سيحدث".