أبوظبي تحتضن منصة "أداي": ثورة رقمية للفن العربي والمعاصر
منصة رقمية فنية رائدة، بتجربة جديدة لا مثيل لها، هذه المرة في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، حيث أقيمت فعاليات الإطلاق التمهيدي لمنصة "أداي Adai" ضمن معرض حصري للفن والتصميم بعنوان "منظورات شكلية"، بتنظيم خولة للفن والثقافة، وحوّلت الفعالية فيلا في جزيرة الجبيل إلى تجربة فنية وثقافية متكاملة ومتعددة الحواس، تستكشف التقاطع بين الفن المادي والابتكار الرقمي من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية المعاصرة.
وبحسب الرئيسة التنفيذية للمنصة ريان حقي، فإن "أداي" التي أُطلقت حديثًا لدعم الفن والثقافة العربية على المستويين المحلي والدولي، تسعى إلى تقديم مساحة متكاملة تجمع الفنانين والمعارض وهواة جمع الأعمال الفنية، بهدف تعزيز الاستثمار في الفن العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا وإيران، وإبراز الإبداع العربي على الخريطة العالمية.
وتضيف حقي لـ "النهار" أن المنصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تقديم خدماتها، حيث تتيح للفنانين والمعارض والمهتمين بالسوق الفني الوصول السريع إلى البيانات، وتحليل أسعار الأعمال الفنية، وتتبع حركة السوق، ما يعزز الشفافية ويفتح فرصًا أوسع لدخول السوق الدولي. كما تتيح المنصة للمعارض عرض أعمالها ليس فقط على المستوى المحلي، بل على نطاق دولي، ما يمنح الفنانين فرصة للتواصل مع جمهور عالمي والترويج لإبداعاتهم.

تنقسم منصة أداي إلى ثلاثة أقسام رئيسية: القسم الأول يختص بالاستشارات والاستثمار الفني، حيث يمكن لجمع الأعمال الفنية التواصل مع المنصة لبناء محفظة فنية متكاملة، بينما تستطيع المعارض الوصول إلى جمهور أوسع وتحقيق حضور دولي أكبر، إضافة إلى إدارة المحفظات وتحليل السوق.
أما القسم الثاني، فيتيح للمعارض عرض أعمالها على المنصة، ليس فقط من خلال منطقتها المحلية، بل عبر شبكات دولية، بهدف دخول السوق الفني العالمي وإبراز الثقافة والفن العربي على الخارطة الدولية. ويشمل هذا القسم جمع بيانات دقيقة عن حركة السوق، الأسعار، والمبيعات، بما يعكس تاريخ وتراث الفن العربي.
القسم الثالث مخصص لخدمات أرت كونسيرج، حيث يمكن للراغبين في السفر لاستكشاف المشهد الفني في العالم العربي تسجيل تفاصيل رحلاتهم والتعرف على الفعاليات والمعارض التي يمكن زيارتها، مدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي لتسريع الوصول إلى المعلومات وتحليل السوق، ما يضمن شفافية وفعالية أكبر.
وتؤكد حقي على ضرورة الحفاظ على العنصر الإنساني في تجربة الفن، سواء للزوار أو للفنانين المشاركين، مع التأكيد أن الثورة الرقمية في عالم الفن لا تعني فقدان التواصل الإنساني والإبداعي، بل تعزيز فرص الانتشار والتأثير.
المعرض الحالي يجمع بين أعمال تقليدية وحديثة، مع التركيز على دمج التراث العربي بالفن المعاصر. ومن بين الأعمال المميزة، تبرز قطعة فنية بعنوان "ذا لايت كبير" للفنانة اللبنانية لميس عكر مستوحاة من شخصية "الدومري" التقليدية في لبنان، وهو الذي يضيء قناديل الغاز والزيت قبل وصول الكهرباء إلى المنازل، ولأن هذه الشخصية تبقى غامضة بالنسبة إلى اللبنانيين رغم كثرة استخدام العبارة وتحولت إلى تصميم مبتكر يمزج بين الحرفية التقليدية والابتكار العصري. وتعكس هذه الأعمال رؤية الفنانين في ربط الطبيعة والتاريخ بالتقنيات الحديثة، مع التركيز على الجانب الإبداعي الشخصي الذي يبقى جوهر الفن العربي.
وعن أهمية مشاركتها في المنصة تقول عكر لـ "النهار" أن كل الشركات بدأت باستخدام الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في مجال التصميم، أحببت المشاركة في منصة أداي، بما أنها منصة أونلاين تتيح الفرصة للمصممين والفنانين بعرض ما يريدون وتعريف الناس بأعمالهم.
نبض