هل تسلّم موسكو بشار الأسد إلى السلطات السورية الجديدة؟

أثارت الأنباء التي أوردتها وكالة الصحافة الفرنسية عن أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيطلب خلال زيارته الأولى لموسكو استرداد الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي فرّ إلى هناك في كانون الأول/ديسمبر، تساؤلات عن إمكان حصول ذلك.
ونسبت الوكالة إلى مصدر حكومي فضّل عدم كشف هويّته أن "الرئيس الشرع سوف يطلب من الرئيس الروسي تسليم كل من ارتكب جرائم حرب وموجود في روسيا، وفي مقدمهم بشار الأسد".
الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن سمير التقي استبعد إمكان تسليم موسكو الرئيس السوري المخلوع إلى السلطات السورية.
وقال التقي لـ"النهار" إن القضية مرتبطة بسمعة روسيا وبموقفها العام وتحالفاتها، مذكّراً بأنه "لم يسبق لروسيا أن سلمت شخصيات من نوع بشار الأسد، وعلى هذا الأساس لا أتصوّر ذلك". ويستدرك: "ستبقى الديبلوماسية السورية تتحدث عن ذلك لأسباب لها علاقة بالإعلام". وأكد أن هذا الأمر لن يكون أحد شروط تطوير العلاقات، ولا يمكن تصوّر أن تقوم روسيا بذلك.
واستمرت المحادثات الروسية-السورية في الكرملين بين بوتين والشرع لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، بحث خلالها الرئيسان العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدّات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكّد بوتين خلال لقائه الشرع أن "الانتخابات البرلمانية التي شهدتها سوريا تمثّل نجاحاً كبيراً وستُسهم في تعزيز العلاقات بين مختلف القوى السياسية داخل البلاد".
وشدّد خلال اللقاء الأول مع الشرع منذ سقوط نظام بشار الأسد، على رغبة موسكو في تعزيز الدولة السورية واستئناف عمل اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين.
وأضاف أن روسيا "مستعدّة لإنجاز المشاريع المشتركة مع سوريا"، لافتاً إلى أن بين البلدين "علاقات ديبلوماسية تاريخية ممتدة وأُسَراً وصداقات تربط الشعبين منذ عقود".
وختم: "مستعدّون للتواصل عبر وزارتي الخارجية في البلدين ومصالح الشعب السوري هي التي تحرّكنا دوماً".
من جانبه، عبّر الشرع عن تقديره للدعم الروسي، مؤكّداً أن "العديد من محطّات الطاقة والغذاء في سوريا تعتمد على روسيا".
وأشار إلى أن دمشق "تحترم جميع الاتّفاقيات السابقة" الموقّعة بين البلدين.
ولفت إلى أن سوريا "تسعى إلى إعادة تعريف طبيعة العلاقات مع روسيا بما يعكس المصالح المشتركة والرغبة في توطيد الروابط التاريخية".
وقالت مديرية الإعلام في الرئاسة السورية لوكالة الأنباء السورية "سانا" في وقت سابق إنّ من المقرّر أن يناقش الشرع مع بوتين المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وبحث سبل تطوير التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
بدوره، لفت نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى أن "سوريا بحاجة إلى إعادة إعمار وروسيا قادرة على تقديم الدعم في هذا الإطار"، وقال: "شركاتنا مهتمّة باستخدام المعدّات الروسية في سوريا ونحن مستعدّون لاستغلال احتياطيات الخام".