الخليج العربي 06-10-2025 | 15:50

مجلس التّعاون الخليجي: الظّروف الإقليمية تتطلّب مضاعفة جهود إنهاء الصّراعات المسلّحة

جاسم البديوي: "لا تنمية ممكنة في ظل النزاع ولا ازدهار قابل للبلوغ في غياب السلام".
مجلس التّعاون الخليجي: الظّروف الإقليمية تتطلّب مضاعفة جهود إنهاء الصّراعات المسلّحة
جاسم البديوي (إكس).
Smaller Bigger

أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، اليوم الاثنين، أن "الاجتماع الوزاري المشترك الـ29 بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي ينعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية في غاية التعقيد، وتصعيدات عسكرية بالغة الخطورة تتطلب مضاعفة الجهود المشتركة لإنهاء كل الصراعات المسلحة ودعم الحلول السلمية والسياسية والديبلوماسية القائمة على الحوار البناء والمفاوضات، وتعزيز الوساطة وبناء الثقة وتمكين الدعم الإغاثي والإنساني والتنموي، باعتبار ذلك كله عنصراً رئيسياً لتحقيق السلام والأمن والنمو المستدام وبناء مستقبل أكثر عدالة لشعوبنا وللأجيال القادمة".

 

وشدد في كلمته خلال الاجتماع الـ29 بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في الكويت اليوم، على أنه "لا تنمية ممكنة في ظل النزاع ولا ازدهار قابل للبلوغ في غياب السلام".


وأشار البديوي في هذا الصدد إلى التزام مجلس التعاون الراسخ بمواصلة الانخراط مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإرساء السلام الذي لا يمكنه أن يتحقق من دون الإيمان التام والامتثال الكامل لمبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، وفض النزاعات من خلال السبل السلمية والديبلوماسية. 


ودان الاعتداء الإسرائيلي وانتهاكه الصارخ لسيادة قطر، معتبراً "هذا التصرف الغادر تصعيداً خطيراً ومخالفةً واضحة للقانون الدولي يقوّض الجهود الحثيثة والمثمنة دولياً وإقليمياً التي تبذلها دولة قطر في سياق وساطتها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن".


وأكد وحدة الصف الخليجي بحزم مع قطر، وهو الأمر الذي تبرهنه الإجراءات المتخذة المضادة لهذا الاعتداء، بما فيها القمة العربية الإسلامية والقمة الخليجية الطارئتين، إضافة إلى الاجتماع الاستثنائي لمجلس الدفاع المشترك والاجتماع العاجل للجنة العسكرية العليا لمجلس التعاون والتي استضافت جميعها مدينة الدوحة، بهدف بحث العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، ليتم التأكيد أن أمن دول مجلس التعاون كلُ لا يتجزأ وأن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء على جميعها وفقاً لما نصت عليه اتفاقية الدفاع المشترك.

 

القضية الفلسطينية

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ثمّن البديوي "الجهود المقدرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وفرنسا لدفع المسار السياسي نحو حل عادل وشامل بما يستند إلى حل الدولتين وبما يعكس الالتزام الصادق لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".


ورحب بإعلان كل من السعودية وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وآيسلندا وإيرلندا واليابان والنروج وسلوفينيا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة، عن إطلاق التحالف الطارئ للاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية، الذي يأتي استجابةً للأزمة المالية غير المسبوقة التي تواجه السلطة الفلسطينية، بهدف تثبيت أوضاعها المالية وضمان قدرتها على الحكم وتقديم الخدمات الأساسية والحفاظ على الأمن، مشيراً إلى أنها جميعها عناصر أساسية لاستقرار المنطقة وصون حل الدولتين.


وفي ما يتعلق بإنهاء الحرب في غزة، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بالخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجميع الجهود والمبادرات الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء هذه الأزمة ووضع حد للكارثة الإنسانية في قطاع غزة، معرباً عن دعم كل الجهود التي تؤدي لانفراجة لهذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة.


وجدد إدانة مجلس التعاون ورفضه القاطع لاستمرار انتهاكات القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني "وما ترتكبه من جريمة إبادة جماعية وسياسة الحصار المتعمدة التي أحدثت المجاعة في قطاع غزة ومواصلة تدمير الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس بهدف تهجير سكان القطاع واستيطانه، إضافة استمرار استهداف المنظمات الإنسانية والأممية وعرقلة وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية". 


وطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته التاريخية والسياسية والإنسانية والأخلاقية لوقف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكداً مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لمجلس التعاون وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وثمّن في هذا الشأن الاعترافات الدولية المتزايدة بالدولة الفلسطينية.

 

صورة للحضور (إكس).
صورة للحضور (إكس).

 

عن سوريا...

وفي الشأن السوري، رحب البديوي بإعلان سوريا عن التوصل إلى خريطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء، مشيداً بالجهود التي بذلتها المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية في هذا السياق.


وجدد تأكيد دعم مجلس التعاون لكل الخطوات التي تتخذها الحكومة السورية بما يعزز أمنها واستقرارها ويحافظ على مقدراتها ووحدة أراضيها ويساهم في بناء مؤسسات الدولة وتعزيز سيادة القانون، بما يلبي تطلعات الشعب السوري إلى مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.


ودان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الهجمات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية والتدخلات الأجنبية في شؤونها، معرباً عن دعم المجلس الراسخ لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها باعتبار أمنها واستقرارها ركيزتين أساسيتين من ركائز أمن المنطقة واستقرارها، مع دعم كل الإجراءات والتدابير المضادة للإرهاب وأعمال العنف الهادفة لزعزعة أمنها واستقرارها مهما كانت دوافعها ومبرراتها.

 

عن أوكرانيا...

وفي الشأن الأوكراني، أشار البديوي إلى أنه منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا تبنى مجلس التعاون موقفا يرتكز إلى مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على منهج احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شئونها الداخلية وعدم الاستخدام القوة أو التهديد بها مع إيمانه التام بأن التسوية السلمية من خلال الحوار والمفاوضات وعدم التصعيد العسكري هما السبيل الأوحد لحل الأزمة وهو ما جرى تأكيده خلال الاجتماع الوزاري المشترك الذي عُقد مؤخرا مع الجانب الروسي في إطار الحوار الاستراتيجي للمجلس مع الجانب الروسي.


ونوه البديوي باعتماد مجلس التعاون، في إطار مشاركة الأمانة العامة لمجلس التعاون في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال اجتماع مع الجانب الأوكراني في نيويورك الشهر الماضي، لخطة للعمل المشترك بين مجلس التعاون وأوكرانيا للفترة (2025-2030)، تشمل مقترحات تفصيلية للتعاون في مختلف المجالات والآليات التنفيذية لها، بما فيها تعميق المشاورات السياسية، وتعزيز التعاون في المجالات التجارية والاستثمارية والطاقة والزراعة والثقافة والتعليم والصحة، وسنعمل على تفعيل هذه الخطة من خلال مواصلة التنسيق والمشاورات مع الجانب الأوكراني.


رأي
حسان خضر
سندات بمليارات الدولارات… هل تصبح الحل الأمثل لمعادلة موازنات الخليج؟
الوضع اليوم مختلف بعض الشيء، فدول المجلس بمعظمها تمر في مرحلة من النهضة والتوسع بحيث لم تعد إيرادات موازنتها كافية لسد العجز الناجم عن تمويل بعض المشاريع التنموية الكبرى.

 

 

ولفت إلى أن اجتماع مجلس التعاون الخليجي مع الاتحاد الأوروبي، اليوم، يجسد متانة الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتي وضعت أسسها اتفاقية التعاون التي أبرمها الجانبان في عام 1988، وعززت قواعدها - القمة المشتركة الأولى بينهما الذي جاء انعقادها أواخر العام الماضي.


وأوضح البديوي أن هذه القمة وضعت خريطة طريق واضحة لمزيد من التعاون المثمر ونواصل العمل بجدية على ترجمتها إلى خطوات عملية وملموسة تُعنى بتعزيز الشراكة الاقتصادية والتبادلات التجارية والاستثمارية، وتوسيع آفاق التعاون في مجالات الطاقة والتحول الأخضر، وتطوير المشاورات السياسية والتعاون الأمني، ومعالجة التحديات العالمية بما فيها التغير المناخي، وحل النزاعات وتسوية الخلافات، وتوطيد العلاقات بين شعوب المنطقتين.


ودعا الجانب الأوروبي إلى مواصلة العمل لوضع تدابير عملية وجادة لتحقيق الإعفاء التام من تأشيرات الدخول بين منطقة شنجن في الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لكون هذه الخطوة ليس من شأنها المساهمة في تيسير إجراءات التنقل بين المنطقتين فحسب، وإنما تخلق آفاقا أوسع للتبادلات التجارية والاستثمارية والأكاديمية والثقافية والسياحية، وهو ما يدعم في جملته النمو الاقتصادي المستدام ويعزز الروابط الإنسانية ويرسخ أركان جسور التفاهم الممتدة ما بين الخليج وأوروبا.

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".