"كافيه البومة"... حين تتحوّل القهوة إلى تجربة استكشاف في أبو ظبي

تخيّل أن تشرب قهوتك مع البومة! ما كان يمكن أن يكون مجرد فكرة طريفة حقّقه شاب إماراتي يدعى محمد محفوظ الشحي.
ففي مشهد المقاهي المتنوعة الذي تشتهر به العاصمة الإماراتية، يبرز "كافيه البومة" كوجهة مختلفة تجمع بين متعة احتساء القهوة وشغف اكتشاف الطيور النادرة. المقهى يقدّم تجربة فريدة للزوار، إذ يتيح لهم الجلوس بين مجموعة من بومات نادرة جُمعت بعناية من أنحاء العالم.
يروي الشحي لـ"النهار" قصة شغفه بجمع البومات التي كان يأتي بها ليربيها في المنزل منذ سنوات، ولكن بحكم عمله في قطاع النفط، كان يغيب عن المنزل لمدة لا تقلّ عن أسبوعين شهرياً، ففكّر في أن يفتح لها مقهى مخصّصاً، هكذا تشعر بالألفة عند رؤية الزبائن، كما أنه فصل بين المقهى ومكان رؤية البومات حفاظاً على النظافة التامة، حتى إن الموظفين في قسم الاعتناء بالبومات مفصولون فصلاً دائماً عن المقهى، ومع ذلك فعندما تدخل إلى المقهى لا بد من أن ترى كيف صمّم بدقة كي يتماشى مع ذوق محبي البومات، من اللوحات المعلقة إلى الهدايا التي تعبّر عن حبّ هذا الطائر النادر.
من بومة في المقهى ("النهار")
بين الشحي وبوماته علاقة خاصة، فـ"شيخة" هي الأكثر تعلقاً به، وقد تشعر بالغيرة الشديدة عندما يأتي من الخارج ويسلّم على غيرها قبلها، لذلك يسعى دائماً إلى إعطائها الاهتمام الكافي قبل إلقاء السلام على أصدقائها، أما "لونا" فهي البومة الأندر في الشرق الأوسط، ندرك تميّزها فوراً من خلال شكل العينين وحجمها الكبير أيضاً، نصل إلى "صن" وصديقتها "نبتون" اللتين لا تفارقان بعضهما بعضاً، بل يمكنك التمعن في النظر إليهما وهما تلعبان وتدغدغان بعضهما بعضاً.
أما كيف يتواصل معها، فيؤكّد الشحي أن مشاعرها تظهر واضحة لمن يعرفها ويعيش معها فترة طويلة، فيمكن أن تكثر حركتها عندما تشعر بالانزعاج أو الملل ويمكن أن تتفاعل مع المارين في الشارع إذا كانت ذاهبة في نزهة، وحتى يمكن أن تظهر غضبها إذا ضايقها شخص ما، وقد تشعر أحياناً بعدم الرغبة في التفاعل حتى مع صاحبها وأصدقائها.
فكرة المقهى لم تكن مجرد مشروع تجاري، بحسب الشحي الذي يؤكّد أنه رسالة لنشر ثقافة الاهتمام بالحياة البرية وتسليط الضوء على جمال الطيور وحاجتها إلى الحماية.
ويوضح: "أردت أن أجمع بين شغفي بالطيور وحب الناس للقهوة في مكان واحد، بحيث يخرج الزائر بتجربة مختلفة، ترفيهية وتعليمية في الوقت نفسه".
ومع تزايد الإقبال، يسعى صاحب "كافيه البومة" إلى التطوير عبر توسيع المقهى، وزيادة مجموعته من الطيور النادرة التي يعاينها بدقة قبل استقدامها وتدريبها، لتظل التجربة في تطور دائم.