لقاء مباشر بين البشر والروبوت الذي يشبههم داخل متحف المستقبل في دبي

في شهر نيسان/أبريل الماضي كشف متحف المستقبل في إمارة دبي عن النسخة الجديدة من الروبوت البشري "أميكا" Ameca، الذي كان يعد الأكثر تطوراً على مستوى العالم، إذ يتميز بامتلاكه قدرات تفاعلية فائقة وغير مسبوقة مع الزوار. وبعد خمسة أشهر فقط أطلق المتحف الروبوت "يوني تري جي1" الذي يعتبر النسخة الأكثر تطوراً وتفاعلاً ويشبه البشر بحركاته وتفاعله.
وقال كبير مهندسي الروبوتات في مختبرات دبي المستقبل أحمد العطار لـ"النهار " إن هذه الروبوتات موجودة لبناء الألفة وتقليل المخاوف وخلق فرص آمنة للجمهور للتفاعل مع الروبوتات. فمن خلال مواجهة الروبوتات الشبيهة بالبشر في المتحف أو ضمن عروض عامة، تتم دعوة الناس إلى تخيّل أدوارها المستقبلية في أماكن مثل المراكز التجارية والمطارات، وفي نهاية المطاف داخل البيوت — مع إدراك أن هذه التقنيات لا تزال في مراحلها الأولى.
الروبوت "يوني تري جي1" حصل على تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي الشهر الماضي بعد نشر فيديو يُظهر نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وهو يلوح بيده للروبوت البشري الذي رد على التحية وركض داخل المجلس أمام أنظار الحضور من الشخصيات البارزة.
يتميز الروبوت بخفة وزنه وتوازنه الممتاز وقدرته على تقليد حركة الإنسان، ويمثل أحدث ما توصلت إليه تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي. ويبلغ ارتفاع الروبوت نحو 130 سنتيمتراً، ويزن تقريباً 35 كيلوغراماً. ويضم معالجاً قوياً بثماني نوى، مع مستشعرات متقدمة مثل كاميرا عمق، ماسح ليزري ثلاثي الأبعاد، مجموعة ميكروفونات، مكبر صوت، اتصال "واي فاي 6" و"بلوتوث 5.2". ويعمل الروبوت لمدة تصل إلى ساعتين باستخدام بطارية ليثيوم ذات 13 خلية، وفق العطار.
يشرح العطار: "يشعر الزوار بالدهشة والبعض منهم بالقلق حينما يزورون المتحف ومقابلة الروبوت الذي يشبههم بكل التصرفات والتفاعلات وعند رؤيته شخصياً، تبدو حركات الروبوت أكثر ألفة وأقل ميكانيكية مما قد يتوقعه بعضهم. سواء مشى عبر المسرح أم حيّا شخصاً بالتلويح، تبقى التجربة عاطفية ولا تُنسى، وتطمس الحدود بين الخيال والواقع".
يلعب "يوني تري جي1" دوراً في مجال التعليم أيضاً وقد بيع 100روبوت من هذا النوع إلى الجامعات الإماراتية للبحث في التفاعل بين الإنسان والروبوت. ومع تزويده بتقنية «ليدار»، وكاميرات عمق، وميكروفونات ومكبرات صوت، فإن "جي1" قادر على الرؤية والسماع والاستجابة لمحيطه. سعره يقارب 16 ألف دولار، بينما من المنتظر أن يُطرح نموذج وحدة «يوني تري آر1» الموجه للمستهلكين لاحقاً هذا العام بسعر 6 آلاف دولار، ما قد يتيح دخول الروبوتات إلى أماكن أكثر انتشاراً.
وكان الشيخ محمد بن راشد لفت خلال إطلاق هذا الروبوت داخل متحف المستقبل استمرار تقدم دولة الإمارات على طريق بناء نموذج تنموي فريد قائم على الانفتاح والتنافسية ودعم ريادة الأعمال، مشدداً على أن نجاح الدولة نابع من الأهداف الطموحة، والتركيز على الإنسان، والشراكة المتينة بين القطاعين العام والخاص. وأشار إلى أن الإنجازات المتحققة خلال العقود الماضية ما هي إلا نتيجة رؤية واضحة أساسها التخطيط والإرادة والعمل الجماعي.