أكّد وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي أن "مشاركة الإمارات في المؤتمر الوزاري خارطة الطريق نحو الطاقة النووية الجديدة 2025 في باريس تعكس التزام الدولة بدعم الجهود الدولية الرامية إلى تطوير الطاقة النظيفة"، مشيداً بدور وكالة الطاقة النووية وحكومة جمهورية كوريا في تنظيم هذا الحدث المهم.

وأوضح في كلمة له خلال المؤتمر في مقر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن "ما أقرّه المجتمع الدولي خلال مؤتمر الأطراف (COP28)  في دبي بشأن مضاعفة الطاقة النووية 3 مرّات بحلول عام 2050، يشكّل خطوة تاريخية تتطلّب تحويل الالتزامات السياسية إلى مشاريع عملية، وتمويل مستدام، وشراكات دولية راسخة".

وأشار إلى أن "محطّات براكة للطاقة النووية تمثّل نموذجاً رائداً وملهماً على مستوى العالم، إذ تنتج 40 تيراواط في الساعة سنوياً، وهو ما يعادل توفير نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء النظيفة والموثوقة على مدار الساعة، وتحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنوياً، لتكون أول برنامج نووي سلمي في العالم العربي يحقق التشغيل الكامل وفق أعلى المعايير الدولية".

وأضاف أن "دولة الإمارات تستشرف المرحلة المقبلة من خلال دراسة تقنيات نووية متقدّمة، بما في ذلك المفاعلات المعيارية المصغرّة والتصاميم الجديدة، لفتح آفاق أوسع أمام استخدامات الطاقة النووية في إنتاج الهيدروجين وتوفير الطاقة للصناعات الحيوية ومراكز البيانات، وبما يعزز مسيرة الدولة نحو الحياد المناخي".

محطّات براكة للطاقة النووية. (مواقع)

وأكّد أن "التحدّي الأكبر أمام توسّع الطاقة النووية يتمثّل في التمويل"، داعياً إلى "إدراجها ضمن تصنيفات التمويل المستدام ودعمها من قبل المؤسسات المالية الدولية"، مشدّداً على "التزام الإمارات بأعلى معايير السلامة والأمن وعدم الانتشار، واستعدادها لتقاسم خبراتها مع الدول الأخرى، بما يعزّز دور الطاقة النووية في مواجهة تحدّيات المناخ، وضمان أمن الطاقة، ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة".

وعلى هامش القمّة التقى المزروعي وبحضور المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حمد علي الكعبي والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية محمد الحمادي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي. 

ويجمع المؤتمر، الذي تنظّمه حكومة جمهورية كوريا ووكالة الطاقة النووية التابعة لمنظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وزراء الطاقة من أكثر من 30 دولة وممثّلي حكومات ورؤساء تنفيذيين من 50 شركة لمناقشة الخبرات والإستراتيجيات وتعظيم الموارد لتعزيز سلاسل التوريد، وتنمية القوى العاملة، والموارد المالية.

‏‎ويعد مؤتمر "خارطة الطريق نحو الطاقة النووية الجديدة" منتدى فريداً لإجراء حوارات صريحة بين كبار صناع القرار من القطاعين الحكومي والخاص بشأن الإجراءات الرئيسية اللازمة لإعادة إطلاق زخم القيادة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مجال الطاقة النووية. وتمثّل دورة هذا العام إنجازاً هاماً في التقدّم المحرز في بناء محطّات نووية جديدة في ظل زخم كبير في هذا القطاع، وفق وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

‏‎وسلطّت القمّة الضوء على دور الطاقة النووية في التصدي لتحدّيات أمن الطاقة العالمية ودفع التنمية الاقتصادية وذلك استناداً إلى التوصيات التاريخية لمؤتمر الأطراف "COP28" الذي استضافته دولة الإمارات وأكّد أهمية التوسّع في تنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة بما يشمل الطاقة النووية في سبيل تحقيق الأهداف المناخية، وأيّدت نحو 31 دولة الدعوة لمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية في العالم 3 مرّات بحلول العام 2050.