طبيب في أبوظبي يعيد الأمل لعشرة مبتوري أطراف

الخليج العربي 03-09-2025 | 17:53

طبيب في أبوظبي يعيد الأمل لعشرة مبتوري أطراف

"لقد منحتني هذه البلاد الأمل مرتين في حياتي"
طبيب في أبوظبي يعيد الأمل لعشرة مبتوري أطراف
في غرفة العمليات (النهار)
Smaller Bigger

عندما كان الفتى الفلسطيني أنس الجيجي يلهو أمام منزل عائلته داخل مخيّم طولكرم للاجئين ويجمع الأعشاب للأغنام، عثر على قطعةٍ تشبه ثمرة الأفوكادو. حاول حفرها لمعرفة ما بداخلها، فانفجرت القنبلة بين يديه. أُسعف على الفور إلى المستشفى، ليخرج الجرّاح ويبلغ العائلة الخبر المأسوي: أنس فقد ساقه اليسرى وعينه اليمنى، وكان حينها في الثانية عشرة من عمره.

بعد 18 عاماً من المعاناة، تبدّلت حياة الشاب الثلاثيني على يد جرّاح هنديّ مقيم في أبوظبي قرّر التبرّع لعشر حالات مشابهة من حول العالم بزراعة أطراف لهم. قبل 3 أشهر، أعلن الدكتور شمشير فاياليل، مؤسّس ورئيس مجلس إدارة "شركة برجيل القابضة"، مبادرةً بقيمة 4 ملايين درهم إماراتي لمساعدة المرضى غير القادرين على تحمّل تكاليف عمليات زراعة الأطراف. وحتى الساعة، نُفّذت 3 عمليات ناجحة عبر جراحات دقيقة تحت إشراف البروفيسور منجد المدرّس، على أن تتبعها سبع عمليات أخرى في الأشهر المقبلة.

 

 

جانب من الجراحة التي أجريت (النهار)
جانب من الجراحة التي أجريت (النهار)

 

"اتصالٌ من أبوظبي بدّل حياتي"
يقول أنس، الذي لا يزال في المستشفى بعد العملية، لـ"النهار": "عندما تلقّيتُ اتصالاً من فريق الدكتور منجد، بدأتُ الرقص في الشارع. كنتُ أعلم أن هذه ستكون لحظة فارقة في حياتي. منذ اليوم الأول هنا، شعرتُ باحترام ورعاية لم أختبرهما من قبل".

واصل أنس تعليمه رغم كل الصعاب، وهو اليوم يتابع دراسة الماجستير في الهندسة الكهربائية، كما أنه لاعب كمال الأجسام منذ عام 2016. ويضيف: "حصلت على أول طرف اصطناعيّ من مبادرة في الإمارات، والآن أُجريت أول عملية اندماج عظميّ لي هنا أيضاً. لقد منحتني هذه البلاد الأمل مرتين في حياتي. أريد لمبتوري الأطراف أن يعرفوا أن علاجات كهذه قادرة على تغيير كل شيء".

 

 

أحد المرضى بعد خضوعه للجراحة (النهار)
أحد المرضى بعد خضوعه للجراحة (النهار)

 

من الهند إلى أبوظبي… رحلة بحث عن أمل
بالنسبة إلى شارون شيريان (33 عاماً) من كوتايام في كيرالا، شكّلت رحلته إلى أبوظبي الفصل الأخير من قصة كفاح بدأت قبل أكثر من عقد. في الحادية والعشرين من عمره، كان يركب دراجة خلف صديقه عندما تعرّضا لحادث أودى بحياة الصديق على الفور وأصابه هو بجروح بالغة. أمضى تسعة أشهر في المستشفيات قبل أن يبتر الأطباء ساقه اليمنى.

يقول: "مرّت عائلتي بأوقات عصيبة، عاطفياً ومالياً، حتى اضطررنا إلى بيع منزلنا لتغطية تكاليف علاجي. لسنوات كنتُ أسير بعصا، ولم أشعر بأن المجتمع تقبّلني تماماً".

قبل ثلاث سنوات، تعرّف شارون إلى جراحات الاندماج العظمي وتواصل مع البروفيسور منجد، لكن التكاليف كانت باهظة على عائلته. ثم جاءت نقطة التحوّل: "تلقّيت بريداً إلكترونياً حول مبادرة الدكتور شمشير. عندما رأيت اسمه، عرفتُ أن هذه فرصتي".

برفقة والدته وابنة عمّه، جاء شارون إلى أبوظبي لإجراء العملية. يقول: "منذ اليوم الأول، شعرتُ بالكرامة. لم أشعر بمثل هذه الرعاية والتعاطف من قبل".

 

 

مبادرات وتجارب سابقة
استُلهمت مبادرة "الرحلات العشر" من شام وعمر، الطفلين الناجيين من زلزال سوريا عام 2023، لتتحوّل قوّتهما إلى أساسٍ يمتدّ عبر الحدود دعماً لمبتوري الأطراف المحتاجين، وفق ما يؤكّد البروفيسور منجد المدرّس لـ"النهار".

ويضيف الجرّاح، الذي أجرى منذ عام 2009 أكثر من 1200 جراحة اندماج عظمي حول العالم، أنّ أنس وجوشوا وشارون اختيروا بعد تقييمات سريرية مفصّلة، وأنهم يتعافون بشكل جيّد وسيبدؤون قريباً إعادة التأهيل باستخدام أطرافهم الاصطناعية.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/21/2025 9:30:00 AM
نشرت الحكومة اللبنانية النص الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، المستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701. 
مجتمع 11/21/2025 8:31:00 AM
تركيا وسواحل سوريا ولبنان وفلسطين ستكون من بين المناطق المستهدفة بالأمطار بعد إيطاليا