الخليج العربي 28-08-2025 | 07:25

في يوم المرأة الإماراتية: رائدات دخلنَ سوق العمل وحققنَ نجاحات رغم الصعوبات

برزت المراة الإماراتية في القرن الماضي بالعمل الاجتماعي، ولم تكن مجرّد ربة منزل
في يوم المرأة الإماراتية: رائدات دخلنَ سوق العمل وحققنَ نجاحات رغم الصعوبات
صورة من الامارات في مرحلة الستينات
Smaller Bigger

قبل اكتشاف النفط  في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي ستينيات القرن الماضي، شاركت المرأة الإماراتية في الحياة الاجتماعية، ولو  كان على نطاق ضيّق؛ فهي مارست الحرف اليدوية وصناعة الأغذية والزراعة. حينها لم تكن الفتاة تتعلم. لكن في مطلع السبعينيات بدأت الدولة تشّجع الجنسين على التعلّم والتخصّص الجامعي، لتنطلق المرأة لاحقاً في مجالات عدة، أبرزها الطب والتمريض والتعليم ثم الهندسة والسلك العسكري. 

برزت المراة الإماراتية في القرن الماضي بالعمل الاجتماعي، ولم تكن مجرّد ربة منزل؛ فمنهن من برزن في مجال القبالة القانونية وفي الحياكة وصناعة المأكولات، وفي عالم الزراعة، وفي الأشغال اليدوية، وحتى في صيد الأسماك.

 

في هذا التقرير، نستعيد مع بعض المسنّات الإماراتيات ذكريات عن انخراطهن في تلك الحياة إلى جانب تربيتهن لأولادهن، ولا سيّما أنه في تلك المرحلة كانت العائلة تنجب الكثير من الأولاد على عكس اليوم؛ ورغم ذلك استطاعت الأم التوفيق بين عائلتها وعملها.

ربّة منزل ومزارعة وصاحبة مسمكة
فاطمة العامري كانت من أولى السيدات اللواتي امتلكن دكاناً لبيع المنتجات اللبنية. كانت تصنعها بنفسها وتبيعها لسكان إمارة الشارقة. يمكن وصفها بسيّدة أعمال من نوع مختلف وقديم، لأنها فعلياً هي كذلك؛ فحين خرجت للعمل لمساعدة زوجها كان عمرها 20 سنة، وفق حديثها إلى "النهار". "كان عندي 3 أولاد حينما وقفت في الدكان لبيع منتجات مصنوعة من حليب الماعز والجمال. كنت أستيقظ عند الرابعة فجراً لتحضير تلك المنتجات، ثم عند التاسعة صباحاً أذهب إلى الدكان حتى الظهيرة لأعود وأحضّر الطعام لأولادي".

 أنجبت فاطمة 6 أولاد، ورغم ذلك لم تتوقف عن عملها، بل طوّرته ودخلت مجال بيع السمك، إذ كان زوجها صياداً، وكان دورها بيع ما يجنيه من أعماق البحار. ولكي تطور عملها ساعدت زوجها مادياً على شراء مركب، وبعد فترة مركبين. وبعد جهد وتعب حققت مع زوجها نجاحات في عملهما. ومع مرور الوقت استطاعت أن تمتلك منزلا كبيراً ومحلاً تجارياً في الشارقة، وأدخلت أولادها إلى الجامعات، وهي اليوم جدّة في سن الـ85، تعيش بسعادة وسط عائلتها الكبيرة، فخورة بما أنجزته رغم أنها لم تكن متعلمة.

طبيبة الأعشاب والقابلة القانونية من الفجيرة إلى مختلف المناطق 
كان الطب العربي والتداوي بالأعشاب من أبرز المهن المنتشرة  في الخليج العربي، ولا سيما في الإمارات. يومها لم تكن متّحدة  بل عبارة عن مناطق منفصلة إلى أن حصل الاتحاد في العام 1971. في إمارة الفجيرة، اشتهرت في أواخر الخمسينيات عائشة الزعابي بأنها من أمهر القابلات القانونيات، بل من أهمّ الطبيبات العربيات اللواتي داوين الرجال والنساء، رغم أن الأمر كان فيه حرج بالنسبة إلى رجل يذهب إلى سيدة لتكشف على جسده لمعرفة أسباب أوجاعه.

تقول الزعابي ( 83 سنة ) لـ "النهار":  "تعلمت هذه المهنة من جدي، وكنت دائماً معه أراقبه، وأتعلّم منه التركيبات، حتى تعملّت أيضاً تجبير كسور الأيدي والأقدام. بعدها تعلمت من عمتي توليد الأطفال، لأنه في ذلك الوقت لم تكن هناك مستشفيات متخصصة، وجميع النساء كن  يلدن في المنازل. وهذه المهنة كانت حكراً على النساء، لأن من المعيب أن تنكشف المرأة أمام الرجال، فحققت صيتاً كبيراً في الفجيرة حتى وصل اسمي إلى رأس الخيمة. كنت أعمل يومياً ما لا يقلّ عن 12 ساعة، وأحيانا تصلني حالة طارئة في منتصف الليل فأستيقظ من نومي؛ وفوق ذلك كان لديّ 5 أولاد".

تختم: "والله حينما أتذكر الآن استغرب كيف كنت أوفق بين البيت والعمل، وكيف تعبت وجاهدت ونجحت وأنا أميّة غير متعلمة؛ ورغم ذلك لم أخطئ يوماً بعلاجٍ ما، وقد تركت المهنة منذ 30 سنة حين بدأ الطب الجديد ينتشر في الإمارات".

  

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟