أهمية استراتيجية بالغة... ماذا نعرف عن قاعدة العديد الأميركية في قطر؟

تُعد قاعدة العديد الجوية في قطر التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية اليوم الاثنين، إحدى أهم القواعد العسكرية الأميركية خارج الولايات المتحدة، وتكتسب أهمية استراتيجية بالغة في سياق التوترات الإقليمية.
وفي وقت سابق اليوم، توعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي بالرد "الحاسم والقاطع" على الضربات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية في إيران، بينما أشارت تقديرات في الولايات المتحدة إلى أن الرد قد يأتي خلال يوم أو يومين.
كما أعلنت قطر اليوم بأن "الجهات المختصة تعلن عن إيقاف حركة الملاحة الجوية موقتاً في أجواء الدولة حرصاً على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين، وضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها استنادا إلى تطورات الأوضاع في المنطقة".
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن الجهات الرسمية "تراقب الوضع عن كثب وبشكل مستمر، وتقوم بتقييم المستجدات بالتنسيق مع الشركاء الاقليميين والدوليين.
وقبل أيام، أظهرت صور للأقمار الصناعية سحب عشرات الطائرات العسكرية الأميركية من مدرج قاعدة العديد.
وبين 5 و19 حزيران/ يونيو 2025، فرغت قاعدة العديد الأميركية في قطر بصورة شبه كاملة من الطائرات العسكرية الظاهرة، وفق ما بيّنت صور بالأقمار الاصطناعية عائدة لـ"بلانيت لابز بي بي سي" حللتها وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان هناك نحو 40 طائرة عسكرية متوقفة على مدرج القاعدة في 5 حزيران/ يونيو بما يشمل حاملات معدات كبيرة وناقلات جنود وطائرات استطلاع وطائرات عمليات خاصة من طراز "سي-130 هيرقليس"، لكن في صورة ملتقطة في 19 حزيران/ يونيو لم يتبقَّ سوى 3 طائرات نقل مرئية.
من جهة أخرى "كإجراء احترازي وفي ضوء الأعمال العدائية الإقليمية المستمرة"، نصحت الولايات المتحدة "الموظفين بتوخي الحذر الشديد" و"تقييد الوصول مؤقتا" إلى قاعدة العديد، وفق مذكرة مؤرخة الخميس نُشرت على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية في قطر.
وتبرز أهمية هذه القاعدة في عدة جوانب رئيسية:
العمق الاستراتيجي والقيادة:
تعد العديد مقراً للقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية (AFCENT)، مما يجعلها مركزًا محوريًا للتخطيط والإشراف على العمليات الجوية في منطقة واسعة تمتد من شمال إفريقيا إلى آسيا الوسطى. هذا الدور القيادي يمنح الولايات المتحدة قدرة فريدة على إدارة الأزمات والتحكم بالعمليات الجوية بفعالية.
القدرات التشغيلية واللوجستية
تستضيف القاعدة مجموعة واسعة من الطائرات العسكرية، بما في ذلك المقاتلات وطائرات الاستطلاع وطائرات التزود بالوقود، مما يمكنها من تنفيذ مهام متعددة مثل المراقبة، وجمع المعلومات، والدعم الجوي القريب، والعمليات الهجومية. كما أنها بمثابة مركز لوجستي حيوي لتوزيع القوات والمعدات، مما يسرع من الاستجابة لأي تطورات طارئة في المنطقة.
الردع الإقليمي
بوجود الآلاف من الجنود الأميركيين والمعدات العسكرية المتطورة، تعمل قاعدة العديد كعنصر ردع قوي ضد أي تهديدات محتملة للاستقرار الإقليمي. وجودها يعزز القدرة الأمريكية على حماية المصالح الحيوية وحلفائها في منطقة الخليج العربي، ويقدم رسالة واضحة حول التزام واشنطن بالأمن الإقليمي.
الشراكة الإقليمية
تمثل القاعدة نقطة ارتكاز للتعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وقطر وحلفائها الآخرين في المنطقة. فهي تسهل التدريبات المشتركة وتبادل الخبرات، مما يعزز القدرات الدفاعية لدول المنطقة ويساهم في بناء جبهة موحدة لمواجهة التحديات الأمنية.
أظهرت صور للأقمار الصناعية سحب عشرات الطائرات العسكرية الأميركية من مدرج قاعدة العديد في قطر إحدى أكبر القواعد الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.
وبين 5 و19 يونيو/حزيران 2025، فرغت قاعدة العديد الأميركية في قطر بصورة شبه كاملة من الطائرات العسكرية الظاهرة، وفق ما بيّنت صور بالأقمار الاصطناعية عائدة لـ"بلانيت لابز بي بي سي" حللتها وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان هناك نحو 40 طائرة عسكرية متوقفة على مدرج القاعدة في 5 يونيو/حزيران بما يشمل حاملات معدات كبيرة وناقلات جنود وطائرات استطلاع وطائرات عمليات خاصة من طراز "سي-130 هيرقليس"، لكن في صورة ملتقطة في 19 يونيو/حزيران لم يتبقَّ سوى 3 طائرات نقل مرئية.
من جهة أخرى "كإجراء احترازي وفي ضوء الأعمال العدائية الإقليمية المستمرة"، نصحت الولايات المتحدة "الموظفين بتوخي الحذر الشديد" و"تقييد الوصول مؤقتا" إلى قاعدة العديد، وفق مذكرة مؤرخة الخميس نُشرت على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية في قطر.
مرونة العمليات
توفر العديد للولايات المتحدة مرونة كبيرة في تنفيذ العمليات العسكرية دون الحاجة إلى الاعتماد على قواعد بعيدة، مما يقلل من وقت الاستجابة ويزيد من فعالية العمليات. كما أن موقعها الجغرافي الاستراتيجي يجعلها مثالية للوصول إلى نقاط التوتر المحتملة بسرعة.
بشكل عام، تعتبر قاعدة العديد ركيزة أساسية للأمن الإقليمي ومحورًا حيويًا للقوة الأمريكية في الشرق الأوسط، مما يبرر أهميتها القصوى في أي سيناريو جيوسياسي محتمل.