تستضيف بغداد السبت القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية في ظلّ تواصل الغارات الإسرائيلية على غزة حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، وبعد جولة خليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أكّد رغبته في "امتلاك" القطاع.
وزينت أعلام الدول العربية الـ22 شوارع العاصمة العراقية التي تشهد، على غرار مدن أخرى في البلاد، استقرارا نسبياً بعد أربعة عقود من النزاعات والحروب.
"النهار" تواكب مجريات هذه القمة في تغطية مباشرة لحظة بلحظة...
كلمة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في القمة العربية المنعقدة في بغداد بدورتها الـ 34 pic.twitter.com/6AWVqnJVcx
— Annahar النهار (@Annahar) May 17, 2025
يرأس وفد الإمارات... منصور بن زايد يصل بغداد للمشاركة في القمة العربية@HHmansour pic.twitter.com/OcQAXGtUsW
— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) May 17, 2025
فيديو.. وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة بغداد للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ34#قمة_بغداد_2025 pic.twitter.com/wk2TnPBhmd
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) May 17, 2025

رئيس الوزراء اللبناني #نواف_سلام:" الضوء الذي ينير في بيروت دليل على كرم #العراق.. نشكر الحكومة والشعب على الدعم"!
— AlsumariaTV-السومرية (@alsumariatv) May 17, 2025
شاهدوا المقابلة كاملة على #السومرية: https://t.co/bcWBUfsFt0#السومرية #القمة_العربية #قمة_بغداد @nawafasalam @MuhameedSami pic.twitter.com/AVJdgwoISG
سرى همسٌ ليل أمس في بغداد بأن من المفاجآت المتوقعة في القمة حضور ولي العهد السعودي مصطحباً معه الرئيس السوري، قبل أن يتراجع هذا الاحتمال بعد الإعلان الليلي المباغت عن تراجع الملك الأردني عن الحضور، ناسفاً قمة ثلاثية كانت مقررة مع العراق ومصر على هامش القمة العربية.
حتى قبيل منتصف ليل الجمعة – السبت، كان يمكنك أن تسمع في العاصمة العراقية كمّاً هائلاً من الشائعات والتكهنات بشأن قمة بغداد التي تُعقد اليوم، ومحورها الرئيسي هو مستوى التمثيل، حتى جاء الخبر الليلي المباغت: ملك الأردن ينتدب رئيس وزرائه لتمثيل بلاده، ملغياً مشاركته المعلنة مسبقاً.
يومان فقط إلى الوراء. في وقت مشابه مساءً، قبيل منتصف ليل الأربعاء – الخميس، كان ثلاثة وزراء خارجية عرب ينهون وقت الانتظار الطويل الذي أنهك الصحافيين في بهو كبير لأحد الفنادق الرئيسية الجديدة التي تستضيف وفوداً واجتماعات أساسية تمهيداً للقمة. تقدّم بدر عبد العاطي (مصر)، وأيمن الصفدي (الأردن)، والمضيف فؤاد حسين (العراق) نحو منصّة ثلاثية ليقدّموا آخر مواقفهم بشأن تحضيرات القمة ومسار شراكاتهم التنموية والاقتصادية.
اعتذر ملك الأردن عبدالله الثاني عن عدم المشاركة في قمة بغداد التي تُعقد اليوم، في قرار مفاجئ بعدما كان مخطّطاً حضوره للمشاركة في القمة إضافة إلى الاجتماع الثلاثي الذي يجمعه عادة بالرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي ضمن آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن.
وقبيل منتصف الليل نشرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" الخبر الآتي:
"مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، يشارك رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان غداً (اليوم) السبت في مؤتمر القمة العربية بدورته العادية الرابعة والثلاثين ومؤتمر القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية بدورته الخامسة اللذين تستضيفهما بغداد".
تعود إلى بغداد من جديد القمة العربية، بعد 13عاماً من انعقادها، لكن بظروف وخصوصية تختلف جذرياً عن الظروف التي عقدت فيها عام 2012؛ فالقمة الرابعة والثلاثون التي يستضيفها العراق على مستوى القادة تتزامن مع المتغيرات المتسارعة في المنطقة، وحجر الزاوية فيها هو التأكيد الأميركي والإسرائيلي على رسم الشرق الأوسط الجديد والذي سيشمل عدداً من الدول العربية.
وتتصف القمة بخصوصية في أنها تأتي بالتزامن مع انهيار المشروع الإقليمي لإيران في سوريا ولبنان واليمن، باستثناء العراق، فضلاً عن أن القمة تُعقد مع خصوصية عربية تتمثل بطبيعة التحولات التي شهدتها النظم السياسية في سوريا والمتمثلة بسقوط نظام بشار الأسد، وانهيار "حزب الله" وفقدانه السيطرة السياسية والعسكرية في لبنان واستعادة الدولة فيه، واستسلام الحوثيين بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية والذي سيؤدي تالياً إلى قبولهم بمسار سياسي يضمن الشرعية في اليمن، الأمر الذي سيجعل لهذه التحولات انعكاسات على فاعلية هذه الدول أولاً وقرارها في اجتماعات قمة بغداد تالياً.
رحّب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بالزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدول خليجية، نافياً أن تكون ألحقت الضرر بمستوى التمثيل المتوقع في القمة العربية المرتقبة في بغداد بعد غد السبت.
وفي حديث لـ"النهار" على هامش التحضيرات للحدث في العاصمة العراقية، أكد حسين أن العلاقات بين بغداد والسلطات الجديدة الحاكمة في دمشق "جيدة وطبيعية"، عازياً غياب الرئيس السوري أحمد الشرع إلى حرية كل دولة في انتداب من يمثلها، وليس إلى الضغوط الداخلية من قوى عراقية رفضت دعوة الشرع لحضور القمة، معتبراً أن تلك المواقف هي نتيجة أن العراق "دولة ديموقراطية، وللديموقراطية ثمنها".
انعقد الخميس اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة - الدورة الرابعة والثلاثين الذي يعقد في العاصمة العراقية بغداد، من أجل إعداد مشروع جدول أعمال القمة التي تعقد في هذا العام تحت شعار "حوار وتضامن وتنمية".
يتضمن مشروع جدول الأعمال تقرير رئاسة القمة للدورة السابقة حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام حول العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي ومستجداته، بما يشمل متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية، والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية في القدس، إلى جانب دعم دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، والجولان السوري المحتل.
تنعقد الدورة 34 من القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد، في وقت يشهد تحولات إقليمية مصيرية، ليس آخرها التبدّل الجذري في سوريا، والحرب الضروس في غزة، وانكفاء إيران وأدواتها بعد هزيمة "حزب الله" وحماس، في الحرب الأخيرة.
ملفّ خاص من "النهار" عشية انعقاد القمة العربية في بغداد:
لقراءة الملف الكامل، إضغط هنا.