ماذا لو تحتّم على ترامب نشر قوات برية لتقييد الحوثيين؟

الخليج العربي 21-03-2025 | 08:26

ماذا لو تحتّم على ترامب نشر قوات برية لتقييد الحوثيين؟

يعتقد مراقبون أن هذه الخطوة ستساعده على تحقيق هدفه. لكن ثمة تفصيلان على الأقل يستحقان النقاش.
ماذا لو تحتّم على ترامب نشر قوات برية لتقييد الحوثيين؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أ ب)
Smaller Bigger

"هل صواريخ ماغا أفضل من قنابل بايدن؟"

 

سؤال مثير للاهتمام طرحه الكاتب في صحيفة "ذا تلغراف" توم شارب. خدم شارب في البحرية الملكية نحو ربع قرن، بالتالي، تمنح إجابته بعض الرؤى الدقيقة في احتمالات نجاح أو فشل حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحباط التهديد الحوثي في البحر الأحمر.

 

للاختصار، بدا جوابه متشائماً: "لا ليست أفضل". لكن ثمة دوماً "ولكن".

 

"من دون أن تترافق (الصواريخ) مع استراتيجية شاملة لهزيمة الحوثيين، ستتواصل الهجمات على السفن التجارية". من أهم ركائز الاستراتيجية نشر قوات خاصة على الأرض. تابع شارب موضحاً: "يمكن للقوات الخاصة المتمركزة على الشاطئ أن تحدث فوضى وتحسن بشكل كبير معلومات الاستهداف للأسلحة البحرية والجوية... هذا النوع من الحملات البرية المشابهة للحرب على داعش... يمكن أن يحقق نجاحاً كبيراً".

 

عن المقارنة الأوسع

إن الرهان الأكثر معقولية في هذا الإطار هو أن ترامب لن يرسل قوات برية إلى المنطقة. الرجل الذي بنى مسيرته على الحد أو محاولات الحد من التدخلات الخارجية، حتى في المناطق الأكثر حيوية للمصالح الأميركية مثل أفغانستان، لن يصبح فجأة أكثر ميلاً لإرسال جنود على الأرض. وعلى أي حال، ثمة انقسام في القاعدة الشعبية الجمهورية بشأن الضربات الأخيرة ضد الحوثيين. وقفت شخصيات جمهورية بارزة ضد القصف، في مقدمها المخطط الأسبق في ولاية ترامب الأولى ستيف بانون والإعلامي الأميركي تاكر كارلسون إضافة إلى مشرعين وكتّاب آخرين. بعيداً من مقارنة "الصواريخ" بـ "الصواريخ"، وهو ما لم يكن مقصد شارب على أي حال، يمكن مقارنة الفرق بين حملتي بايدن وترامب على الحوثيين بشكل واسع، ولو أن الوقت لا يزال مبكراً لرسم صورة مكتملة.

 

مع إطلاق بايدن "تحالف حارس الازدهار"، كان الحوثيون قد قرأوا تردده في الرد على الهجمات التي أطلقها وكلاء إيران في سوريا والعراق بين سنتي 2021 و2023. لذلك، تمكنوا من استباق محدودية حملته عليهم. كان واضحاً أن قسماً كبيراً من حملته استند إلى الدفاع لا الهجوم. ما فاقم وضع بايدن أكثر هو انتماؤه السابق إلى فريق عمل باراك أوباما المؤيد للانفتاح على إيران، ولو على حساب حلفاء أميركا التقليديين في الخليج العربي. ساهمت كل هذه العوامل وغيرها في تردد بعض الحلفاء الغربيين حيال الانضمام إلى "تحالف حارس الازدهار" بالرغم من أنهم أكثر تأثراً بتعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر. دفع ذلك جان-لو سمعان من "أتلانتيك كاونسيل" إلى كتابة أن "القضية الكبرى التي تواجه البيت الأبيض ليست التهديد الحوثي بل فشل الولايات المتحدة في حشد الشركاء والحلفاء خلف قيادتها".

 

الوضع مختلف مع ترامب إلى حد كبير. كانت ضرباته (كما إعادة تصنيفه للحوثيين على لائحة الإرهاب) سريعة جداً. والسرعة في الرد هي إحدى الركائز الأساسية لتأسيس ردع صلب بحسب بعض النظريات. ومع أخذ استهداف كبار قادة الحوثيين في الضربات الأخيرة بالاعتبار، يمكن قول إن حملة ترامب راعت الركيزة الثانية في بناء الردع وهي شدة العقاب. وما من أدلة كثيرة على أن إدارة بايدن استهدفت قادة حوثيين.

 

كذلك، ذهب ترامب وفريقه إلى حد تهديد إيران مباشرة واعتبار أن أي إطلاق نار من قبل الحوثيين ستتعامل معه الولايات المتحدة على أنه صادر عن أسلحة وقيادة إيران، وبالتالي، هي ستعاني بنتيجة ذلك من "تداعيات قاتمة". يعد هذا الموقف افتراقاً واضحاً أيضاً عن إدارة بايدن، إذ تستهدف واشنطن حالياً ما تراه مصدراً لنفوذ وسلاح الحوثيين، وربما الأهم، مصدر استخباراتهم. صحيح أن هناك تباينات بشأن تقدير حرية الحركة والاستقلالية اللتين يتمتع بهما الحوثيون إزاء إيران، لكن تهديد الأخيرة بتحميلها المسؤولية يمكن أن يساهم على الأقل في خفض منسوب التصعيد الحوثي.

 

عودة إلى القوات البرية

ليس نهج ترامب خالياً من الثغرات. بالرغم من حملته العسكرية والاقتصادية والخطابية العنيفة ضد الحوثيين وإيران، لا يزال هناك شك كبير في قدرة ترامب على توجيه تركيزه مطولاً نحو اليمن. علاوة على ذلك، قد يجد ترامب تردداً أوروبياً آخر بالانخراط في حملته، وإن كان هذه المرة لأسباب أخرى تتعلق بطريقة تعامله مع الملف الأوكراني.

 

ورأى براء شيبان وبورجو أوزجليك من "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" أن عدم وجود حملة أميركية برية يقيّد بوضوح ما يمكن أن تحققه أميركا عبر القوة العسكرية وحدها. لكن كما كتبا في "فورين بوليسي"، إذا استمرت الهجمات لفترة طويلة فسيحفز ذلك خصوم الحوثيين على الاستفادة من خسائرهم، إلى جانب أن العقوبات ستصعّب عليهم تجنيد المزيد من المقاتلين. ولفتا النظر أيضاً إلى أن الرهان الحوثي حالياً هو الاعتماد على الحدود التي فرضتها أميركا على نفسها من أجل "تفادي انهيار شبيه بـ (انهيار) نظام الأسد وحزب الله".

 

بعبارة أخرى، يعني ذلك أن التعويض ولو النسبي عن غياب قوات برية على الأرض ينبغي أن يأتي من حملة عسكرية طويلة الأمد ضد الحوثيين. من دون ذلك، ستضعف ركيزة "اليقين" أو "الصدقية" في حملة ترامب الرادعة. من المؤكد أن الرئيس الحالي ينطلق من وضع أفضل في التعامل مع الحوثيين بالمقارنة مع وضع سلفه. لكن ما إذا كان يملك "النفس الطويل" في استغلال هذه الميزة مسألة أخرى.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 11/22/2025 12:24:00 PM
حرّر محضر بالواقعة وتولّت النيابة العامة التحقيق.
اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً.