الخليج العربي
25-02-2025 | 08:22
40 مليار دولار من الاستثمارات... زيارة محمد بن زايد إلى إيطاليا ترسم مستقبلاً لعقود من التعاون
عالم أكثر استقراراً وازدهاراً وتطوّراً، هكذا يمكن اختصار نتائج زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإيطاليا

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ترحب برئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في روما. (رويترز)
عالم أكثر استقراراً وازدهاراً وتطوّراً، هكذا يمكن اختصار نتائج زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإيطاليا، حيث التقى نظيره سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وأعلن عن استثمار 40 مليار دولار في مجالات عدّة ترتبط بالتنمية المستدامة وبنهضة الإنسان.
علاقة تاريخية
وإن كانت هذه الزيارة الرسمية الأولى لرئيس إماراتي لإيطاليا، إلا أنّ العلاقات بين البلدين تمتد إلى 74 عاماً مضت. ففي العام 1951، قام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس للإمارات، بزيارة هذه الدولة الأوروبية في إطار رحلة تعرّف خلالها على ثراء الثقافة والتاريخ الأوروبيين.
ويقول وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، في مقال مشترك مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني في صحيفة "الناشيونال" الإماراتية، إنّه "في ذلك الوقت، لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تأسّست في شكلها الحالي، لكن الشيخ زايد كان يفكّر بالفعل في المستقبل. وقد ألهمه ما رآه، وأراد لشعبه التقدم نفسه. كانت إيطاليا بلداً نهض من جديد من خلال العزيمة والإبداع، مازجاً بين احترام التقاليد ورؤية الابتكار".
40 مليار دولار من الاستثمارات
ومن المعروف أن إيطاليا تعتبر واحدة من أهم الشركاء التجاريين للإمارات في الاتحاد الأوروبي، وتهدف أبوظبي إلى تعميق هذه العلاقات التجارية وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة في المستقبل. وهذه الزيارة، التي وصفتها ميلوني بأنها تشكّل "بداية جديدة" للعلاقات بين روما وأبوظبي، تمثّل شراكة استراتيجية شاملة من شأنها أن تُحدّد معالم التعاون الثنائي لعقود مقبلة وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وسيركّز الإعلان عن الاستثمار الإماراتي الضخم في إيطاليا بقيمة 40 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، والأنشطة تحت البحر، والطاقة المتجددة، والمعادن النادرة، بالإضافة إلى "خطة ماتي" التي تهدف إلى تحفيز التنمية في أفريقيا للحد من وصول المهاجرين عبر البحر. كما ذكرت ميلوني خطة أُعلنت في كانون الثاني/ يناير لتعاون إيطاليا وألبانيا والإمارات في مشروع لنقل الكهرباء عبر كابل تحت البحر في الأدرياتيك.
طاقة متجددة وذكاء اصطناعي
وتعتبر إيطاليا شريكاً مهماً للإمارات في مجال الطاقة المتجددة، إذ تمتلك إمكانيات كبيرة في هذا المجال من خلال الشركات الرائدة في تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وقد تمّ إحراز تقدّم كبير هذا الأسبوع بتوسيع نطاق التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والتصنيع المتقدم بين الجانبين، وفقاً لوزير الخارجية الإماراتي. وهي مجالات تركز أبوظبي على تطويرها في إطار استراتيجية "رؤية 2021" و"رؤية 2030". وأكد الشيخ محمد بن زايد على أهمية العمل مع إيطاليا لتحقيق تقدم كبير في هذا المجال.
وصولاً إلى مجال الفضاء، يزداد التعاون بين البلدين، ويشير الوزيران الإماراتي والإيطالي في مقالهما إلى أن إيطاليا هي إحدى الدول القليلة التي تتمتع بإمكان الوصول المستقل إلى الفضاء، بينما برزت الإمارات بسرعة رائدة في مجال استكشاف الفضاء، إذ أطلقت أول بعثة عربية إلى المريخ.
وممّا لا شكّ فيه، أنّ التعاون في هذا المجال "لا يتعلّق بالتكنولوجيا فحسب، بل بالطموح الإنساني والفضول والتصميم المشترك على تجاوز حدود ما نعرفه، فالبلدان يتصديان معاً للتحديات العالمية مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ".
الهندسة والثقافة
ومن ناحية أخرى، تمتلك إيطاليا خبرات متقدمة في مجالات الهندسة المعمارية وتصميم المدن والبنية التحتية، ما يجعلها شريكاً مهماً في مشاريع الإمارات الكبرى مثل مدينة "نيوم" الذكية، ومشروعات الطاقة المتجددة. وقد عبّر الشيخ محمد بن زايد عن اهتمامه بالاستفادة من هذه الخبرات الإيطالية، ودعوة الشركات الإيطالية للمشاركة في هذه المشاريع الطموحة.
البُعد الثقافي كان حاضراً أيضاً خلال الزيارة، فجرى توقيع اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الفنون والتعليم. وتُعتبر الإمارات وجهة ثقافية رائدة في العالم العربي، خاصة في ظل المشاريع الثقافية التي تقوم بها مثل متحف اللوفر في أبوظبي وجزيرة السعديات.
وتبادل الشيخ محمد بن زايد مع ماتاريلا تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين من خلال إقامة معارض فنية مشتركة، وتنظيم فعاليات ثقافية تعكس التراث والفن الإيطاليين، إضافة إلى تسهيل الفرص للطلاب للدراسة في الجامعات الإيطالية.
لم تكن إذاً مجرّد سياسة ديبلوماسية قام بها رئيس الإمارات لإيطاليا، بل هي تاريخية بكلّ ما تضمّنت من توطيد للتعاون في مجالات حيوية ومهمة من الاقتصاد إلى الثقافة، ومن الطاقة إلى التكنولوجيا، وفرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين في مجالات متنوعة بما ينعكس مستقبلاً أكثر إشراقاً للجانبين في ظل التحديات العالمية المتزايدة. إنها زيارة تعكس الرؤية الاستراتيجية للمستقبل التي تتبناها كل من القيادة الإماراتية والإيطالية في سبيل تحقيق التقدم والازدهار لشعبيهما.
علاقة تاريخية
وإن كانت هذه الزيارة الرسمية الأولى لرئيس إماراتي لإيطاليا، إلا أنّ العلاقات بين البلدين تمتد إلى 74 عاماً مضت. ففي العام 1951، قام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس للإمارات، بزيارة هذه الدولة الأوروبية في إطار رحلة تعرّف خلالها على ثراء الثقافة والتاريخ الأوروبيين.
ويقول وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، في مقال مشترك مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني في صحيفة "الناشيونال" الإماراتية، إنّه "في ذلك الوقت، لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تأسّست في شكلها الحالي، لكن الشيخ زايد كان يفكّر بالفعل في المستقبل. وقد ألهمه ما رآه، وأراد لشعبه التقدم نفسه. كانت إيطاليا بلداً نهض من جديد من خلال العزيمة والإبداع، مازجاً بين احترام التقاليد ورؤية الابتكار".
40 مليار دولار من الاستثمارات
ومن المعروف أن إيطاليا تعتبر واحدة من أهم الشركاء التجاريين للإمارات في الاتحاد الأوروبي، وتهدف أبوظبي إلى تعميق هذه العلاقات التجارية وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة في المستقبل. وهذه الزيارة، التي وصفتها ميلوني بأنها تشكّل "بداية جديدة" للعلاقات بين روما وأبوظبي، تمثّل شراكة استراتيجية شاملة من شأنها أن تُحدّد معالم التعاون الثنائي لعقود مقبلة وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وسيركّز الإعلان عن الاستثمار الإماراتي الضخم في إيطاليا بقيمة 40 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، والأنشطة تحت البحر، والطاقة المتجددة، والمعادن النادرة، بالإضافة إلى "خطة ماتي" التي تهدف إلى تحفيز التنمية في أفريقيا للحد من وصول المهاجرين عبر البحر. كما ذكرت ميلوني خطة أُعلنت في كانون الثاني/ يناير لتعاون إيطاليا وألبانيا والإمارات في مشروع لنقل الكهرباء عبر كابل تحت البحر في الأدرياتيك.
طاقة متجددة وذكاء اصطناعي
وتعتبر إيطاليا شريكاً مهماً للإمارات في مجال الطاقة المتجددة، إذ تمتلك إمكانيات كبيرة في هذا المجال من خلال الشركات الرائدة في تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وقد تمّ إحراز تقدّم كبير هذا الأسبوع بتوسيع نطاق التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والتصنيع المتقدم بين الجانبين، وفقاً لوزير الخارجية الإماراتي. وهي مجالات تركز أبوظبي على تطويرها في إطار استراتيجية "رؤية 2021" و"رؤية 2030". وأكد الشيخ محمد بن زايد على أهمية العمل مع إيطاليا لتحقيق تقدم كبير في هذا المجال.
وصولاً إلى مجال الفضاء، يزداد التعاون بين البلدين، ويشير الوزيران الإماراتي والإيطالي في مقالهما إلى أن إيطاليا هي إحدى الدول القليلة التي تتمتع بإمكان الوصول المستقل إلى الفضاء، بينما برزت الإمارات بسرعة رائدة في مجال استكشاف الفضاء، إذ أطلقت أول بعثة عربية إلى المريخ.
وممّا لا شكّ فيه، أنّ التعاون في هذا المجال "لا يتعلّق بالتكنولوجيا فحسب، بل بالطموح الإنساني والفضول والتصميم المشترك على تجاوز حدود ما نعرفه، فالبلدان يتصديان معاً للتحديات العالمية مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ".
الهندسة والثقافة
ومن ناحية أخرى، تمتلك إيطاليا خبرات متقدمة في مجالات الهندسة المعمارية وتصميم المدن والبنية التحتية، ما يجعلها شريكاً مهماً في مشاريع الإمارات الكبرى مثل مدينة "نيوم" الذكية، ومشروعات الطاقة المتجددة. وقد عبّر الشيخ محمد بن زايد عن اهتمامه بالاستفادة من هذه الخبرات الإيطالية، ودعوة الشركات الإيطالية للمشاركة في هذه المشاريع الطموحة.
البُعد الثقافي كان حاضراً أيضاً خلال الزيارة، فجرى توقيع اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الفنون والتعليم. وتُعتبر الإمارات وجهة ثقافية رائدة في العالم العربي، خاصة في ظل المشاريع الثقافية التي تقوم بها مثل متحف اللوفر في أبوظبي وجزيرة السعديات.
وتبادل الشيخ محمد بن زايد مع ماتاريلا تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين من خلال إقامة معارض فنية مشتركة، وتنظيم فعاليات ثقافية تعكس التراث والفن الإيطاليين، إضافة إلى تسهيل الفرص للطلاب للدراسة في الجامعات الإيطالية.
لم تكن إذاً مجرّد سياسة ديبلوماسية قام بها رئيس الإمارات لإيطاليا، بل هي تاريخية بكلّ ما تضمّنت من توطيد للتعاون في مجالات حيوية ومهمة من الاقتصاد إلى الثقافة، ومن الطاقة إلى التكنولوجيا، وفرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين في مجالات متنوعة بما ينعكس مستقبلاً أكثر إشراقاً للجانبين في ظل التحديات العالمية المتزايدة. إنها زيارة تعكس الرؤية الاستراتيجية للمستقبل التي تتبناها كل من القيادة الإماراتية والإيطالية في سبيل تحقيق التقدم والازدهار لشعبيهما.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
العالم العربي
9/15/2025 8:43:00 PM
خلف الحبتور: في موقف يعكس غطرسة لا حدود لها، يخرج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ليأمر سكان غزة بإخلاء مدينتهم، وكأنها ملك له يوزع أهلها كما يشاء
المشرق-العربي
9/12/2025 12:25:00 PM
إقفال منتجع "إكس بيتش" في منطقة وادي قنديل في محافظة اللاذقية.
شمال إفريقيا
9/15/2025 11:56:00 AM
محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا
لبنان
9/14/2025 2:53:00 PM
تغيير مسار طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط المتجهة من بيروت إلى مطار هيثرو في لندن بسبب عارض صحي أصاب أحد الأطفال