في اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2025، التي تستضيفها إمارة دبي، أكد محمد الشرهان، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، في حديث خاص لـ"النهار"، أن "الرسالة التي توجهها دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم واضحة، مفادها أن هناك أملاً للحكومات ومستقبلاً أكثر إشراقًا للبشرية، وذلك من خلال مناقشة القضايا الجوهرية التي تؤثر على مستقبل العمل الحكومي في التوقيت المناسب". 

وأضاف الشرهان أن "القمة تسعى إلى تعزيز الحوار بين الحكومات وتبادل الرؤى"، مشيرًا إلى أن "دورنا في القمة هو تقريب وجهات النظر بين الحكومات، وخلق مساحة للنقاش الفعّال حول التحديات التي تواجه العالم، إضافةً إلى استكشاف الفرص المتاحة لمواكبة التطورات التكنولوجية وتعزيز كفاءة العمل الحكومي". 

وتعقد القمة العالمية للحكومات سنويًا في دبي، بمشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ومسؤولين حكوميين وخبراء من مختلف القطاعات، بهدف استشراف مستقبل العمل الحكومي واستعراض أفضل الممارسات العالمية في الإدارة الحكومية.

الذكاء الاصطناعي والتحديات التي تواجه الحكومات العربية

وحول أبرز التحديات التي تواجه الحكومات العربية، أوضح الشرهان أن "الذكاء الاصطناعي يأتي على رأس هذه التحديات، لما له من تأثير كبير على مختلف القطاعات، بما في ذلك الصحة والتعليم والاقتصاد. وقال: "على الحكومات أن تعيد النظر في سياساتها وقوانينها، وأن تعمل على تطوير أطر تنظيمية مرنة لمواكبة التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم".

وأشار إلى أن "الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها، إذ يمكنه تحسين كفاءة الخدمات الحكومية، وتسريع عمليات صنع القرار، وتحقيق الاستدامة في مختلف المجالات". وأضاف: "نحن لا ندّعي معرفة كل شيء، لكن وجود ممثلين عن الحكومات وخبراء عالميين وأعضاء في المنظمات الدولية ضمن فعاليات القمة يمكن أن يعطي بارقة أمل، ويساهم في تسريع عملية تبني أحدث التقنيات وتطوير السياسات الحكومية بما يتماشى مع المستقبل".

القمة منصة للحوار واستشراف المستقبل

وتسعى القمة العالمية للحكومات 2025 إلى أن تكون منصةً رئيسية للحوار وتبادل الأفكار بين الحكومات، حيث تناقش محاور رئيسية مثل التحولات الرقمية، والاستدامة البيئية، ومستقبل الاقتصاد العالمي، إضافة إلى التحديات التي تواجه الحوكمة في ظل الأزمات العالمية المتزايدة.

وأكد الشرهان أن "القمة لا تقتصر فقط على مناقشة التحديات، بل تهدف أيضًا إلى تقديم حلول مبتكرة يمكن للحكومات تبنيها لتحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية المستدامة. وأضاف: "في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم، أصبح من الضروري أن تتبنى الحكومات استراتيجيات مرنة تساعدها على مواجهة التحديات المستقبلية والاستفادة من الفرص المتاحة".



في الختام، مع استمرار فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025، يتضح أن دور الحكومات في تشكيل مستقبل البشرية أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. ومن خلال تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات، تسعى القمة إلى تمكين الحكومات من اتخاذ قرارات مستنيرة، ومواكبة التقدم التكنولوجي، وتحقيق التنمية المستدامة. وكما أكد الشرهان، فإن الأمل قائم، والمستقبل يمكن أن يكون أكثر إشراقًا إذا تم التعامل مع التحديات بوعي واستراتيجية واضحة.