إسرائيل تستهدف اقتصاد الحوثي عسكرياً... فهل يتوقف؟
لم تمرّ سوى ساعات على استهداف إسرائيل منشآت حيوية للحوثيين في مناطق يسيطرون عليها شمال اليمن، حتى أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهدف بوضوح: "الحوثيون صاروا تقريباً الذراع الأخيرة المتبقية لمحور الشر الإيراني".
وما أن أعلن الحوثيون في الآونة الأخيرة تنفيذ مزيد من الهجمات على "أهداف إسرائيلية" قرب تل أبيب، حتى كرر مسؤولون إسرائيليون كبار وعيدهم للجماعة بالردّ. هكذا شن الطيران الإسرائيلي فجر الخميس غارات عدة شملت محطتي الكهرباء المركزيتين جنوب وشمال صنعاء وخزانات وقودهما، كما استهدفت غارات أخرى ميناء الحديدة ومنشأتي "الصليف" و"رأس عيسى" النفطيتين.
وخلفت الغارات تسعة قتلى وثلاثة جرحى في صنعاء والحديدة وفق ما أعلنته الميليشيا الحوثية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن التصديق على خطة الهجوم ضد عشرات المنشآت الاستراتيجية التابعة للحوثيين.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصدر عسكري أن الهدف من الهجوم على اليمن هو تدمير 3 موانئ رئيسية يستخدمها الحوثيون.
وفيما قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إن "إيران جلبت الدمار إلى غزة ولبنان وسوريا وهي الآن تجلب الدمار إلى اليمن"، أصدرت الخارجية الإيرانية بياناً دانت فيه "الهجوم الإسرائيلي على البنى التحتية في اليمن" معتبرة أنه انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وبات واضحاً أن القصف الإسرائيلي يركز على المنشآت الاقتصادية ذات الإيرادات في مناطق سيطرة الحوثيين، على عكس الغارات الأميركية التي تستهدف مخازن أسلحة ومنصات اطلاق الصواريخ البالستية.
المجلس الرئاسي
وإذ دان مجلس القيادة الرئاسي "العدوان الاسرائيلي الجديد على الأراضي اليمنية"، حمّل الميليشيات الحوثية مسؤولية هذا التصعيد والانتهاك للسيادة الوطنية، ودعاها الى تغليب مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح أخرى.
وخلال اجتماعه اليوم الخميس برئاسة رشاد محمد العليمي، اطلع المجلس على احاطة بشأن "الهجمات الإرهابية الحوثية على الأمن البحري، وسردياتها المضللة لاستثمار أوجاع الشعب الفلسطيني، وتداعياتها على الأوضاع المعيشية لشعوب المنطقة، وعسكرة مياهها الإقليمية".
ضرر اقتصادي
ويرى نائب مدير تحرير صحيفة "14 أكتوبر" الحكومية في عدن أيمن عصام أن الغارات الإسرائيلية تتعمد استهداف المنشآت الاقتصادية بهدف ضرب الحوثيين اقتصادياً، لكن المواطنين في مناطق سيطرة الحوثي يدفعون ثمناً باهظاً جراء تدمير البنى التحتية.
ويضيف في حديث لـ"النهار": "أدركت إسرائيل أن الميليشيا الحوثية كحكومة غير معترف بها دولياً لا تهتم ولا تأبه لأي استهداف يطال المواطنين، وهي الميليشيا التي لا تلتزم بصرف مرتبات الموظفين رغم سيطرتها على مرافق إيرادية ضخمة، ولهذا عمدت إسرائيل الى استهداف الحوثي في مرافقه الاقتصادية التي يمول منها جبهاته الحربية".
ويرى عصام أن أي ضربات جوية لن تؤدي غرضها ما لم تتزامن مع معركة برية، كما أنّ "تصدُّر إسرائيل للغارات الجوية يقدّم للحوثي مادة دعائية دسمة يستغلها في تحشيد أنصاره بزعم دفاعه عن غزة، في حين أن كل جبهاته الحربية تستهدف اليمنيين".
ويلفت إلى أنه "مع المستجدات الأخيرة التي تشهدها المنطقة وما لحق بالأذرع الإيرانية في سوريا ولبنان من ضرر، عمد الحوثي الى تصعيد عملياته العسكرية في البحر الأحمر وضد إسرائيل، خاصة مع عدم نجاح الضربات الأميركية في وقف هجمات الحوثي الصاروخية، لكنّ استهداف المنشآت الاقتصادية قد يجعل الميليشيا تعيد حساباتها".
توقف مؤقت
ويرى المحلل السياسي اليمني وائل القباطي أن الغارات الجوية الإسرائيلية قد تؤدي الى توقف مؤقت لهجمات الحوثيين باعتبار أن الخسارة الاقتصادية غير مقبولة بالنسبة إليهم.
ويضيف في حديث لـ"النهار": "لا يهتم الحوثي لو سقط الآلاف من مقاتليه قتلى أو جرحى، وهو الذي يسوق أتباعه يومياً إلى محارق الموت، لكنه غير مستعد لخسارة مئات الملايين من الريالات التي تجبى يومياً الى خزائنه من المنشآت التجارية والاقتصادية".
وأبدى القباطي أسفه لكون المنشآت المستهدفة ملكية عامة ويفترض أن يستفيد منها الناس بعد زوال الميليشيا الحوثية.
وتابع : "الحل الوحيد هو دعم الحكومة الشرعية وفصائل المقاومة الشعبية المناهضة للحوثي للتقدم صوب صنعاء، وإنهاء وجود هذه الميليشيا التي جثمت على صدر الشعب اليمني، إذ لا ينفع معها الحلول السياسية ولا الضربات الجوية وهذا ما أثبته الواقع منذ عشر سنوات".
نبض