احتفل المسيحيون في جميع المحافظات السورية، بما فيها دمشق، بعيد الميلاد ، وأقيمت قداديس منتصف الليل وسط إجراءات أمنية أرخت الطمأنينة على أجواء العيد. 

ويعتبر المراقبون هذه الأعياد بمثابة اختبار للسلطات الجديدة في سوريا، بعد مواجهات طائفية أثارت مخاوف كبيرة على الأقليات في البلاد.

وشهدت الشوارع والكنائس مسيرات كشفية وعروضاً للألعاب النارية، حيث أدّى المؤمنون طقوسهم براحة وطمأنينة، بعدما سادت مخاوف من تضييق في ظل الحكم الجديد.

View this post on Instagram

A post shared by Annahar Al Arabi (@annaharar)

 ولم يؤثر احتراق شجرة الميلاد في صحنايا على أجواء العيد. فبعد منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وتعليقات حول احتراق الشجرة  أمام كنيسة مار إلياس الغيور في منطقة صحنايا بريف دمشق، واتهام بعض التغريدات من وصفتهم بـ"المتشددين" بإحراق الشجرة"، سارع الأب إليان وهبه، راعي الكنيسة إلى التوضيح، أن الحادثة وقعت حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء  أثناء الاحتفال في باحة الكنيسة، حيث أطلق أحد الشباب مفرقعات نارية بشكل خطأ، فأصابت الشجرة المزينة بزينة معظمها من النايلون، مما أدى إلى احتراقها بالكامل، دون وقوع إصابات بين الحاضرين.

وخلال الاحتفالات، قدمت فرقة سنابل المحبة  أكبر استعراض ميلادي في دمشق، مضيفة فرحاً إلى قلوب الحاضرين  ومعززة دور المجتمع المدني في دعم الاستقرار الاجتماعي والنسيج الوطني.

وأكد الياس الأحمر، القائد العام لفرقة سنابل محبة، أن هذه الاحتفالات تمثل رسالة سلام ، معبرا عن أمله بأن تعم روح الميلاد في البلاد بعد كل ما شهدته من تحديات وما قدّمته من تضحيات.

 وتمنى مشاركون في قداس الميلاد الخير لسوريا، ورفعوا الصلوات من أجل أن يعم السلام والأمان في البلاد، وأن يستمر التعاون بين جميع الطوائف والأديان في مواجهة التحديات.

وتبادل المؤمنون التهانئ في نهاية القداس بالميلاد المجيد، مؤكدين على أهمية الوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي، وأن الاحتفال بالمناسبات الدينية يعكس قيم المحبة والتعايش والتضامن بين جميع أبناء الوطن.

وفي إطار الأنشطة الكشفية أيضاً، أقام كشاف كنيسة الزيتون خلال أسبوع الميلاد استعراض “كرنفال المحبة والسلام” في أحياء دمشق القديمة، حيث امتلأت الشوارع بالبهجة والفرح، مع عروض كشفية للأطفال لتدخل الفرح إلى قلوب الصغار وتعزز روح المشاركة المجتمعية.