"الخط الأصفر"... حدود إسرائيل الجديدة على أنقاض غزة؟

العالم العربي 26-12-2025 | 06:00

"الخط الأصفر"... حدود إسرائيل الجديدة على أنقاض غزة؟

السيطرة على مراكز الثقل السكاني مثل بيت حانون وخان يونس ورفح تعني تحويل ما تبقى من غزة إلى جيوب محاصرة فاقدة للمعنى الجغرافي والإنساني.
"الخط الأصفر"... حدود إسرائيل الجديدة على أنقاض غزة؟
فلسطينيون في مخيم جباليا شمال قطاع غزة في 24 ديسمبر 2025. (أ ف ب)
Smaller Bigger

بينما تترقب الأعين مسارات التفاوض، ترسم الجرافات الإسرائيلية على الأرض واقعاً  جديداً يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وهو مخطط تقنيّ المظهر، سياسي الجوهر، يهدد بابتلاع نحو 58% من مساحة قطاع غزة، وتحويلها إلى مناطق عازلة وممرات أمنية معزولة.


الإجراءات الإسرائيلية على الأرض تشير إلى أكثر من مجرد إجراءات أمنية موقتة، بل أمام عملية "قضم جغرافي" تعيد صياغة حدود القطاع. فهل يمثل هذا الخط  "الحدود الجديدة" التي ستخنق ما تبقى من الجغرافيا الفلسطينية وما يحكى عن حل الدولتين، أم أنه فصل جديد من فصول الضم الصامت الذي سيغير وجه غزة؟

 

 

 

قوات اسرائيلية على حدود غزة. (وكالات)
قوات اسرائيلية على حدود غزة. (وكالات)

 

 

 

الخط الأصفر": من مناورة عسكرية إلى ترسيم حدود "الضم الصامت"
يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب أن تحويل ما يُسمى "الخط الأصفر" إلى حدود رسمية ليس مجرد تعديل تقني، بل هو محاولة إسرائيلية لفرض واقع جغرافي جديد بقوة السلاح.

 

ويحذر أبو عرقوب في حديث لـ"النهار" من أن "الاحتلال يستغلّ المناخ الدولي الراهن والدعم الأميركي المحتمل لتمرير خطة تقتطع 58% من مساحة قطاع غزة، محولاً إياها من منطقة عمليات عسكرية موقتة إلى حدود دائمة تهدف إلى شطب السيادة الفلسطينية وإخراج الأرض من أيّ سياق تفاوضي مستقبلي".

 

هذه الاستراتيجية لا تستهدف الفصائل الفلسطينية فحسب، بل هي عملية "إنهاك مجتمعي" منظمة تهدف إلى دفع السكان نحو الهجرة القسرية تحت وطأة انهيار مقومات الحياة. فالسيطرة على مراكز الثقل السكاني مثل بيت حانون وخان يونس ورفح تعني تحويل ما تبقى من غزة إلى جيوب محاصرة فاقدة للمعنى الجغرافي والإنساني.

 

 

التدويل السياسي للمخطط: واشنطن كشريك في إعادة رسم الجغرافيا

يؤكد أبو عرقوب أن التذرع بـ"الدوافع الأمنية" يسقط أمام الحقائق الميدانية، إذ تهدف السياسة الإسرائيلية إلى "التجفيف الاقتصادي الشامل" ومنع إعادة الإعمار لفرض حالة من الاستحالة المعيشية داخل القطاع.

 


ويشير إلى أن "سعي الاحتلال للحصول على غطاء أميركي لشرعنة الخط الأصفر هو اعتراف صريح بافتقار هذه الخطوة لأي مشروعية قانونية دولية. وبموجب هذا الطرح، تتحول الولايات المتحدة من دور ’الوسيط‘ إلى شريك ميداني في إعادة رسم خريطة الأرض الفلسطينية بالقوة".

 

ويحذر الخبير في الشؤون الإسرائيلية من "أننا أمام مشروع استيطاني متكامل الأركان، يعتمد صيغة ’الضم بلا إعلان‘ و‘الاحتلال بلا سقف زمني‘، حيث يظل الفلسطيني هو المستهدف الوحيد في أرضه ومستقبله".

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/24/2025 10:00:00 AM
أراد يسوع بيت لحم بدون حواجز ولا قيود. أرادها مدينة تصدّر السلام من هذه البقعة الجغرافية إلى كل العالم.
المشرق-العربي 12/24/2025 12:33:00 PM
القوة مؤلفة من سيارتين إحداهما من نوع هايلكس والأخرى هامر عسكرية
المشرق-العربي 12/25/2025 12:34:00 PM
الداخلية السورية: العملية تأتي تأكيداً على فاعلية التنسيق المشترك بين الجهات الأمنية الوطنية والشركاء الدوليين
المشرق-العربي 12/25/2025 1:41:00 PM
العلاقات السورية - الإسرائيلية معقدة، ولم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاقية أمنية رغم المساعي الديبلوماسية.