بعد مصرعه بتحطم الطائرة... من هو رئيس الأركان الليبي محمد الحداد؟
وقال الدبيبة في بيان: "ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق أول ركن محمد الحداد ومرافقيه... إثر فاجعة وحادث أليم أثناء عودتهم من رحلة رسمية من مدينة أنقرة التركية"، مشيرا إلى أن الحداد كان يرافقه عدد من مسؤولي الجيش وآخرون.
وأضاف البيان: "هذا المصاب الجلل خسارة كبيرة للوطن وللمؤسسة العسكرية ولجميع أبناء الشعب إذ فقدنا رجالا خدموا بلادهم بإخلاص وتفان وكانوا مثالا في الانضباط والمسؤولية والالتزام الوطني".
والحداد كان يشغل منصبه منذ عام 2020، ويُعد من أبرز الوجوه العسكرية في مرحلة ما بعد الحرب على طرابلس، ولعب دورا محوريا في مساعي توحيد المؤسسة العسكرية الليبية عبر اللجنة العسكرية المشتركة "5+5".

علاقاته الإقليمية والدولية
نسج الحداد علاقات عسكرية واسعة، أبرزها مع تركيا، حيث زار في آب/أغسطس 2021 فرقاطة تركية قبالة السواحل الليبية ضمن مهام بحرية تركية، في زيارة أثارت حينها جدلًا ليبيًا واسعًا على خلفية مشاهد بروتوكولية خلال لقائه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في طرابلس.
كما وقّع في آذار/مارس 2023 اتفاقًا عسكريًا مع إيطاليا في روما لتدريب القوات الخاصة الليبية، مؤكدًا أهمية التعاون الأمني في منطقة المتوسط. وعلى الصعيد الأميركي، التقى الحداد في تموز/يوليو 2024 قيادات من أفريكوم، لبحث دعم توحيد الجيش وتعزيز أمن الحدود الليبية.
توحيد المؤسسة العسكرية
شارك الحداد في سلسلة لقاءات مع رئيس أركان قوات القيادة العامة الفريق أول عبد الرازق الناظوري، برعاية إقليمية ودولية، كان أبرزها اجتماعات القاهرة وروما، حيث جرى التأكيد على وحدة الأراضي الليبية وتشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود، بدعم أميركي وأوروبي.
خلفية ومسار
عُيّن الحداد رئيسًا للأركان بقرار من المجلس الرئاسي الليبي، بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول ركن، وتعهد منذ تسلمه المنصب بالعمل على "بناء جيش ليبي نظامي موحّد" قادر على حماية السيادة الوطنية. ويأتي تداول الأنباء الأخيرة عنه في توقيت حساس، مع استمرار الجهود السياسية والأمنية لإخراج ليبيا من حالة الانقسام وعدم الاستقرار.
ويبقى مصير الحداد وما رافق رحلته الأخيرة رهن التوضيح الرسمي، في انتظار بيانات مؤكدة تضع حدًا للتكهنات المتداولة.
نبض