"محور المقاومة" في 2025: بداية النهاية

العالم العربي 26-12-2025 | 05:45

"محور المقاومة" في 2025: بداية النهاية

ما زال محور المقاومة يُظهر "إعلامياً" نوعاً من الصمود لشراء الوقت لحين وصول إيران إلى صفقة من خلال الوسطاء على حساب أذرعها.
"محور المقاومة" في 2025: بداية النهاية
إيرانية أمام موقع قصفته إسرائيل في طهران. (أ ف ب)
Smaller Bigger

لم تعتقد إيران وحلفاؤها في "محور المقاومة" يوماً أن عام 2025 سيحمل هذا المستوى من الخسارات الثقيلة. فعلى الرغم من رهان طهران - منذ بداية حرب غزة - على "حماس" و"حزب الله" ونظام بشار الأسد ووجودها الفعلي في سوريا، وعلى الحوثيين في اليمن والفصائل المسلحة في العراق، فإن الانهيار السريع لهذه الساحات، التي كانت تستخدمها بشكل متواز كأوراق قوة وضغط تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية، حرمها من استخدامها لتحسين شروط تفاوضها بهدف الوصول إلى صفقة شاملة، ففقدت أذرعها المسلحة، التي كانت تمثل الدرع العسكرية والأمنية الاستراتيجية، ما يجعل هندستها للمحور المستند إلى سردية "المقاومة"، والتي استمرّت نحو 45 عاماً بدعم لا حدود، تتلاشي تزامناً مع عجز كامل عن وقف انكسارها الإقليمي.

ثخُنت جراح إيران ومحورها بشكل أكبر مع حرب الـ 12 يوماً مع إسرائيل في حزيران/يونيو الماضي، إذ كشفت هذه المواجهة عن ضعف القدرات العسكرية والاستخبارية، ومستويات الاختراق للداخل الإيراني، وهشاشة النظام السياسي فيها. تلك الحرب، التي شملت ضرباتها إصابة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال هجوم إسرائيلي استهدف اجتماعاً للمجلس الأعلى للأمن القومي، فضلاً عن منشآت نووية ومصانع ومخازن للصواريخ البالستية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، حتى وصلت إلى تصفية الخط الأول من القيادة العسكرية، وفيها قائد الحرس الثوري الإيراني، لم تكن إلا إعلاناً رسمياً عن هزيمة مدوية لقوتها الإقليمية وأذرعها الباقية في المنطقة؛ تلك الأذرع التي عجزت عن خوض معركة الإسناد أو حرب الوجود في ضوء كلفة انهيار إيران على مستقبلهم، ما حولهم إلى مجرد أصوات وبيانات تُظهر "وهم القوة" في فترات متباعدة. 

لم تتوقف خسارة طهران عند برنامجها النووي الذي كان يمثل قوة ردع إقليمية وترسانة مساندة لمحور المقاومة، بل تجاوزت ذلك إلى مواجهة شرط "تجريد السلاح" لقدرتها الصاروخية والتكنولوجية، من أجل قبول عودتها إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن. وهذا ما انسحب على شبكة حلفائها: "حزب الله" اللبناني الذي يواجه رفضاً لبقاء سلاحه وضرورة تصفيته من الدولة اللبنانية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي. والقرار ذاته بدأ يطبق على الفصائل العراقية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام. فإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أفقدت الفصائل هامش المناورة، حتى مع قبول جزء منها بحصر السلاح بيد الدولة، إذ أعلنت عبر المبعوث الخاص بـ "أن التصريحات وحدها لا تكفي، ويجب أن يكون نزع السلاح شاملاً وغير قابل للتراجع، وأن تشمل هذه العملية التفكيك الكامل لجميع الفصائل المسلحة".

كانت العزلة لـ"محور المقاومة" داخل جغرافيتهم، وعدم القبول بوجود أركانه كدولة داخل الدولة وبسلاحهم الرديف، من أهم المؤشرات على نهاية التأثير العقائدي - الإيديولوجي الذي مارسوه لاحتكار التمثيل المكوناتي والطائفي. فاللبنانيون والعراقيون اليوم أكثر تمسكاً بغطاء الدولة لا بمظلة البنادق والمسيّرات، رافضين في الوقت نفسه أن يكونوا تابعين، أو أن يشكلوا مجالاً حيوياً للنفوذ الإيراني، وهذا ما ضاعف انكسار رمزية المحور.

ما زال محور المقاومة يُظهر "إعلامياً" نوعاً من الصمود لشراء الوقت لحين وصول إيران إلى صفقة من خلال الوسطاء على حساب أذرعها، إلا أن الصفقة تبدو غير مؤكدة، خصوصاً أن مؤشرات عودة الحرب بين إسرائيل وإيران تبدو الأقرب، بدعم كامل من البيت الأبيض، بل مرجّح أن تكون شاملة في هذه المرة، لتستهدف جبهات المحور الباقية، بما يحقق التحول المنشود للشرق الأوسط الجديد وفق "العقيدة الترامبية". لذا، سواء أكان العامل عسكرياً أم تفاوضياً، فإن عام 2025 سجّل النهاية الفعلية لما يسمّى "محور المقاومة".

  
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/24/2025 10:00:00 AM
أراد يسوع بيت لحم بدون حواجز ولا قيود. أرادها مدينة تصدّر السلام من هذه البقعة الجغرافية إلى كل العالم.
المشرق-العربي 12/24/2025 12:33:00 PM
القوة مؤلفة من سيارتين إحداهما من نوع هايلكس والأخرى هامر عسكرية
المشرق-العربي 12/25/2025 12:34:00 PM
الداخلية السورية: العملية تأتي تأكيداً على فاعلية التنسيق المشترك بين الجهات الأمنية الوطنية والشركاء الدوليين
المشرق-العربي 12/25/2025 1:41:00 PM
العلاقات السورية - الإسرائيلية معقدة، ولم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاقية أمنية رغم المساعي الديبلوماسية.