ميلاد دمشق: زينة الفرح في مدينة تغيّرت وجوهها

العالم العربي 19-12-2025 | 06:22

ميلاد دمشق: زينة الفرح في مدينة تغيّرت وجوهها

روح الميلاد بقيت كما هي، عصيّة على التغيير.
ميلاد دمشق: زينة الفرح في مدينة تغيّرت وجوهها
زينة الميلاد في دمشق.
Smaller Bigger

ليس الميلاد في دمشق هذه السنة كالعيد في أعوام مضت. تبدّلت الوجوه، واختلطت مشاعر العودة بالرحيل، وحملت الشوارع ذاكرة مغتربين عادوا قسراً وآخرين غادروها مكرهين. الآمال  بـ"سوريا الجديدة" حضرت بثقلها في الأجواء، تلامس الفرح بحذر، لكن روح العيد بقيت كما هي، عصيّة على التغيير. فدمشق، رغم كل التحولات، ما زالت تعرف كيف تحتفل بالحياة.

في أزقة دمشق القديمة، ارتدت الحجارة العتيقة حُلّة الميلاد. الأضواء تلمع على الشرفات، والزينة تتدلّى من النوافذ، فيما تمتزج رائحة القهوة بصوت التراتيل، فتغدو المدينة مشهداً دافئاً يعاند القلق ويستعيد الفرح.

الشوكولا… طعم الميلاد في كل بيت

خلال محطة في أحد محلات الشوكولا، تقول صاحبته إن لعيد الميلاد طقوسه الراسخة في الذاكرة الدمشقية: تبادل التهاني، وفتح البيوت للضيافة، والاجتماع حول تفاصيل صغيرة تصنع الفرح. وتؤكد أن الشوكولا يبقى العنصر الأبرز على موائد العيد، إلى جانب الهدايا، فيما تشكّل الراحة، واللوزينة، والملبس ركائز لا غنى عنها في كل بيت. وتعرب عن أملها بأن يحمل الموسم حركة أفضل وإقبالاً يعكس تحسّناً اقتصادياً طال انتظاره، لأن الفرح، كما تقول،  يبدأ من القدرة على الاحتفال. وتضيف أن مشهد الأطفال المتحلقين حول واجهات المحال، يتأملون الشوكولا والهدايا، هو بحد ذاته وعد صغير بالأمل.

 

 

 

 

دمشق تتألّق بألوان الميلاد

وفي محل للحرف اليدوية وزينة الميلاد، ترى صاحبته أن دمشق تعيش هذا العام حالة خاصة من البهجة، مدفوعة بعودة الأحبة وبشعور عام بالانفتاح. وتشير إلى أن الحركة التجارية نشطت بشكل ملحوظ، خصوصاً في مجال الحرف اليدوية، مع توفّر المواد الأولية بعد أن كانت نادرة، ما فتح الباب أمام مزيد من الإبداع لدى الحرفيين الدمشقيين. وتلفت إلى الدور اللافت للشباب في تزيين الطرقات والكنائس والبيوت، مضيفين لمساتهم الخاصة على الزينة، في مشهد يعكس رغبة جماعية في استعادة الفرح. وتختم بتمنّيها أن يكون العام الجديد أكثر سخاءً وأقرب إلى قلوب الناس.

شهادة الزوّار… الشام شامة الدنيا

زائرة لدمشق القديمة تصف الشام بأنها "شامة على وجه الدنيا"، حيث الفرح ينساب في الشوارع القديمة، والزينة تزيّن الأسواق والمحال، وروح المحبة تلامس كل من يتجوّل بين الأزقة. وتعبّر عن أمنيتها بالسلام والأمان، مكتفية بعبارة "ميلاد مجيد" تختصر الرجاء كله. وفي باب شرقي، تقول زائرة أخرى: "إن شاء الله مع هذا العيد يولد البلد من جديد"، معتبرة أن مشاركة الجميع في الاحتفالات تمنح المدينة دفئاً وحيوية استثنائية.

 

 

 

 

 

 

حتى بابا نويل كان له حضوره، بجرسه الذي استوقف الصغار والكبار، ناشراً البهجة في المدينة القديمة، وهو يوزّع البالونات والهدايا الصغيرة، ويترك خلفه ضحكات الأطفال كأثرٍ جميل في الذاكرة.

فرح مختلف هذا العام

من جانبه، يقول أنطون الشناعة، مختار حي باب توما، إن هذا الميلاد يختلف عن الأعوام السابقة، إذ تعيش المدينة حالة جديدة من الفرح. ويؤكد أن زينة الميلاد في الشوارع والبيوت والكنائس، إلى جانب الفعاليات الاحتفالية، أعادت شيئاً من السرور إلى قلوب الأهالي، وعزّزت روح المحبة والتواصل بينهم. ويرى أن تعاون السكان، ولا سيما الشباب، في التحضيرات، يعكس تماسكاً اجتماعياً يعاند كل الصعوبات.

هكذا، تتجلّى احتفالات الميلاد في دمشق – بزينة الشجر، وبريق الأضواء، ودفء اللقاءات – كصورة عن محبة لا تنطفئ، وتآلف يجمع السوريين على فرح واحد. وفي انتظار "ولادة سوريا الجديدة"، كما ينتظر المؤمنون ولادة الطفل يسوع، تبقى دمشق رمزاً للمحبة والسلام، ومدينة تعرف كيف تصون الفرح حتى في أكثر الأزمنة قسوة

الأكثر قراءة

أوروبا 12/18/2025 2:58:00 PM
الطبيب أدين بتسميم 30 مريضاً خلال عمليات جراحية وتوفي 12 منهم!
سياسة 12/18/2025 3:34:00 PM
إعلام عبري: روي أمهز تفاصيل عن "إحدى أكثر مبادرات حزب الله سرية وتمويلاً، وهو مشروع استراتيجي وإبداعي وطموح أُطلق عليه اسم "الملف البحري السري"
مجتمع 12/18/2025 1:31:00 PM
كيف سيكون طقس اليومَين المقبلَين؟
مجتمع 12/18/2025 2:51:00 PM
لا تزال الحادثة قيد المتابعة من قِبل الأجهزة الأمنية المختصة