"قيصر" سوريا يتسلّم الجائزة الفرنسية – الألمانية لحقوق الإنسان
في مراسم خاصة أقيمت في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس، سلّم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والوزير المساعد للشؤون الأوروبية في ألمانيا غونتر كيرشباوم، فريد المذهان المعروف باسم "قيصر"، الجائزة الفرنسية – الألمانية لحقوق الإنسان وسيادة القانون، تقديراً لدوره في كشف واحدة من أبشع الجرائم المرتكبة في سوريا خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ويُعدّ "قيصر" صاحب أكبر عملية توثيق وتسريب لصور ضحايا التعذيب في السجون السورية، حيث هرّب عشرات آلاف الصور التي أظهرت معتقلين قتلوا تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام. وقد كشف المذهان هويته للمرة الأولى عبر برنامج "للقصة بقية" على قناة الجزيرة، ليتبيّن أنه المساعد أول فريد ندى المذهان، رئيس قلم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق، وينحدر من مدينة درعا جنوبي سوريا.

وروى المذهان في شهادته تفاصيل صادمة عن آليات التوثيق، مؤكداً أن أوامر التصوير كانت تصدر مباشرة من أعلى هرم السلطة في النظام، بهدف التحقق من تنفيذ عمليات القتل. وأشار إلى أنّ أول جثث صُوّرت تعود لمتظاهرين من درعا في آذار/مارس 2011، وأن التعذيب والقتل كانا يتمّان ثم تُلصق أرقام على الجثث لتسهيل الأرشفة.

وشملت أماكن التصوير المشافي العسكرية في تشرين وحرستا، إضافة إلى تحويل مرآب مستشفى المزة العسكري إلى ساحة ضخمة لتجميع الجثث مع تزايد أعداد القتلى الذين تراوحت أعدادهم، بحسب "قيصر"، بين 10 و15 يومياً في بداية الثورة، لترتفع لاحقاً إلى نحو 50 جثة يومياً.

وكشف المذهان أنه أخفى وسائط نقل الصور في ثيابه وربطات الخبز وعلى جسده خشية التفتيش الأمني، مشيراً إلى أنّ انشقاقه كان مخططاً له منذ بداية الثورة لكنه أجّله ليتمكن من جمع أكبر قدر ممكن من الأدلة والوثائق.
ولعبت صور "قيصر" دوراً محورياً في قانون قيصر الذي أقره الكونغرس الأميركي عام 2016، والذي فرض عقوبات على شخصيات وكيانات متورطة في جرائم الحرب والانتهاكات بحق السوريين.
وبمنح هذا التكريم، تؤكد فرنسا وألمانيا أنّ شهادة “قيصر” شكلت نقطة تحول في كشف جرائم التعذيب الممنهج داخل سوريا، وأنها تظلّ وثيقة دامغة في مسار توثيق الانتهاكات ودعم حقوق الإنسان.
نبض