التهديدات الإسرائيلية للبنان تزداد: التصعيد "أمرٌ لا مفرّ منه"

العالم العربي 05-12-2025 | 16:31

التهديدات الإسرائيلية للبنان تزداد: التصعيد "أمرٌ لا مفرّ منه"

تقدّر واشنطن أن الهجمات الإسرائيلية قد تفضي إلى تصعيد واسع في ظلّ ظروف ميدانية تزداد هشاشة.
التهديدات الإسرائيلية للبنان تزداد: التصعيد "أمرٌ لا مفرّ منه"
جندي لبناني عند مدخل نفق استخدمه حزب الله عيادة ومخزناً قرب الحدود مع إسرائيل في وادي زبقين، 28 نوفمبر 2025. (أسوشيتد برس)
Smaller Bigger

ما إن استقلّ بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر طائرته مغادراً لبنان بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام، حتى عاد الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن تصعيد في الجبهة الشمالية، مع إشارات إلى احتمال استئناف الجيش الإسرائيلي هجماته على لبنان. ففي ظل الوضع العالق على جبهتي لبنان وغزة، تؤكد التقديرات الأمنية أن التصعيد "أمرٌ لا مفرّ منه"، بينما تسعى واشنطن لاحتواء التوتر.

أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" بأن واشنطن تقدّر أن الهجمات الإسرائيلية قد تفضي إلى تصعيد واسع في ظل ظروف ميدانية تزداد هشاشة. وأشارت إلى أن العمليات الإسرائيلية في لبنان تُنفَّذ في سياق "العمل على إنفاذ اتفاق وقف إطلاق النار"، وأن الإدارة الأميركية ترى أن السلطات اللبنانية "لا تبذل الجهد اللازم لدفع مسار نزع سلاح حزب الله".

وذكرت القناة أن المسؤولين في تل أبيب عرضوا أمام المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس مزاعم تفيد بأن "حزب الله" ينتهك الاتفاق من خلال إعادة تأهيل قدراته العسكرية، بعدما تضرّرت بشدّة في الحرب الأخيرة، موضحةً أن الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي يستعدان لاحتمال تصعيد واسع في الجبهة اللبنانية، على خلفية ما تقول تل أبيب إنه استمرار لـ"تعاظم قدرات حزب الله" داخل لبنان. لكن الولايات المتحدة تحاول في هذه المرحلة على الأقل تهدئة الأجواء.

 


إحدى الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني. (أ ف ب)
إحدى الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني. (أ ف ب)

 

تصعيد لنزع السلاح
وفي تصريح لصحيفة "إسرائيل اليوم" في نيويورك، قال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز إن بلاده تواصل بذل الجهود الرامية لنزع سلاح "حزب الله"، "فرغم أن هذه المهمة صعبة ومعقدة، يجري التقدم خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف"، إلا أن ثمة "فرصة كبيرة". 

ولفت والتز إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته "يسعيان دائماً إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط، لكن إذا استدعى الأمر اتخاذ خطوات صعبة فيجب القيام بها".

من جانبه، يرى المستوى السياسي في إسرائيل أن نزع سلاح "حزب الله" أمر بالغ الأهمية لمستقبل لبنان وأمن إسرائيل، والولايات المتحدة هي الحليف الأكبر والأهم لإسرائيل في هذه المهمة. وقد أشارت القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن التنسيق ليس صدفة، إذ عرضت إسرائيل على المبعوثة الأميركية ما تقول إنه "أدلة على محاولات ’حزب الله‘ إعادة بناء قوته وتعزيز قدراته، إلى جانب ما تعتبره إثباتاً على أن الجيش اللبناني غير قادر على فرض تطبيق اتفاق وقف النار ومنع خروقات ’حزب الله‘، وغير راغب في ذلك".

ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي قوله: "تحتاج إسرائيل إلى الشرعية الأميركية لأيّ خطوة قد تُتخذ". وأفادت بأن وزير الخارجية جدعون ساعر عرض على أورتاغوس خلال لقائهما تقديرات إسرائيلية جديدة بشأن "حزب الله"، من بينها الادعاء أنه "يعيد التسلح بوتيرة أسرع كثيراً من وتيرة تخلّيه عن السلاح"، وأن "إيران تنقل إليه الأموال عبر تركيا"، مشدداً على أن "واجب الحكومة اللبنانية تحمّل مسؤولياتها ووقف هذا المسار".

 

سكان من كفركلا بجانب مركبات الجيش اللبناني قرب أنقاض مبنى مدمر في قريته (أ ف ب)
سكان من كفركلا بجانب مركبات الجيش اللبناني قرب أنقاض مبنى مدمر في قريته (أ ف ب)


مدنيان في "الميكانيزم"
ووسط الحديث عن التصعيد، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوعز بإرسال القائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي إلى اجتماع مع مسؤولين حكوميين واقتصاديين لبنانيين في "محاولة لخلق أساس للتعاون الاقتصادي".

وصفت "هآرتس" هذه الخطوة بأنها جاءت بسبب الضغط الأميركي على خلفية محاولة إدارة ترامب منع انهيار وقف النار بين إسرائيل ولبنان، في أعقاب التهديدات الإسرائيلية. ووصف مكتب رئيس الوزراء الخطوة بأنها "محاولة أولى لتهيئة أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين البلدين". ونسبت الصحيفة إلى مصادر استخباراتية قولها إن "حزب الله" قد يرد على اغتيال رئيس أركانه هيثم الطبطبائي بعمليات خارج لبنان وإسرائيل تفادياً للتصعيد، فهو لا يسعى للحرب، لكنه "سيصمد إذا فُرضت عليه، ولن يرفع الراية البيضاء"، مشيرة إلى أن ضغوطاً عسكرية وسياسية شديدة تُمارس عليه، فيما يرى في المطالب بنزع سلاحه وانسحابه ودمجه في الحياة السياسية "استسلاماً كاملاً".

ولفتت الصحيفة إلى أن مدنيين - إسرائيلياً ولبنانياً - حضرا اجتماع "الميكانيزم" في الناقورة الأربعاء، للمرة الأولى منذ بداية اجتماعات اللجنة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024. ترأس الوفد الإسرائيلي أوري رزنيك من مجلس الأمن القومي، بينما ترأس الوفد اللبناني السفير السابق في الولايات المتحدة سيمون كرم، المعروف بمعارضته لـ"حزب الله".

وبحسب التقرير، تُعدّ الخطوة استثنائية جداً من جانب بيروت. فإرسال شخصية مدنية هو بمثابة تقديم ورقة للتفاوض على أمل احتواء التصعيد والضغوط الأميركية، ويُشير – ظاهرياً – إلى محاولة لخلق انطباع بالتطبيع، في ظل ازدياد الضغط الأميركي في الفترة الأخيرة. وتساءلت "هآرتس": هل بدأت نتائج الضغط الأميركي تؤتي ثمارها؟

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/3/2025 12:22:00 PM
لا بد من تفكيك شبكات التمكين الإسلامية داخل الجيش السوداني، وعزل قادته الموالين للإخوان... فهذا شرط أساسي لأي دعم دولي لعملية السلام.
المشرق-العربي 12/3/2025 12:18:00 PM
ياكواف كاتس، وهو أحد مؤسسي منتدى السياسة MEAD، والباحث البارز في JPPI، ورئيس تحرير السابق لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، يجيب عن هذه الأسئلة في مقال له، ويشير إلى الفوارق بين الماضي والحاضر.
المشرق-العربي 12/3/2025 2:17:00 AM
يطالب القرار إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجولان
سياسة 12/4/2025 10:43:00 AM
أمرت الحكومة العراقية بتجميد جميع أموالهم وأصولهم...