بين زعامة المالكي وصعود السوداني: تصدعات "الإطار التنسيقي" تربك حسابات ما بعد الانتخابات

العالم العربي 07-11-2025 | 06:00

بين زعامة المالكي وصعود السوداني: تصدعات "الإطار التنسيقي" تربك حسابات ما بعد الانتخابات

مهمة اختيار رئيس الوزراء المقبل ستكون شديدة التعقيد في ظل استمرار الانقسام داخل البيت الشيعي.
بين زعامة المالكي وصعود السوداني: تصدعات "الإطار التنسيقي" تربك حسابات ما بعد الانتخابات
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، وقيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي. (أ ف ب)
Smaller Bigger

يتصاعد الجدل داخل الأوساط السياسية العراقية بشأن مستقبل "الإطار التنسيقي" الذي يضم أغلبية القوى الشيعية التقليدية، وسط مؤشرات واضحة على انقسامات داخلية قد تلقي بظلالها على تشكيل الحكومة المقبلة، وتوازنات السلطة في البلاد. وعلى غرار الدورات الخمس السابقة، تبدو الانتخابات السادسة بالنسبة إلى قادة الإطار فرصة لإعادة تموضعهم، أكثر من كونها فرصة لتغيير حقيقي في المشهد السياسي، لأن الأحزاب الشيعية التقليدية لا تزال تغذي نفوذها بالمال السياسي والولاء الطائفي.

عقد "الإطار التنسيقي" اجتماعه الـ248 في مكتب زعيم "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي، في ظل انشقاقات وصراعات محتدمة خلف كواليس السباق الانتخابي. وينبئ غياب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن الاجتماع بتوتر متصاعد بين الرجلين، كان من أبرز نتائجه قرار السوداني إبعاد هشام الركابي، المستشار الإعلامي السابق للمالكي، من عضوية مجلس مفوضي هيئة الإعلام والاتصالات، وتعيين باسم العوادي، المتحدث باسم الحكومة، بديلاً منه. 

تذكيراً، بُعيد تشكيل حكومة السوداني، اتسعت الهوّة بين جناحين رئيسيين داخل "الإطار التنسيقي": جناح المالكي الذي يسعى إلى استعادة نفوذه المركزي، وجناح السوداني الذي يحاول تقديم نموذج أكثر اعتدالاً ومرونة في العلاقة مع الأطراف المحلية والدولية.

تراقب طهران وواشنطن المشهد العراقي عن كثب، فتدعم الأولى "وحدة المعسكر الشيعي" لعدم تكرار تجربة انقسام 2021، فيما تذهب الثانية إلى دعم قوى تريد الاستقلال عن النفوذ الإيراني، وتأميم سلاح الفصائل المسلحة. ويرى تقرير صادر عن معهد المجلس الأطلسي الأميركي أن التصدع داخل "الإطار" يتزامن مع تحولات إقليمية كبرى، أبرزها تراجع النفوذ الإيراني، وتغير خريطة التحالفات في المنطقة، بما في ذلك صعود نظام سني في سوريا وتراجع قدرات "حزب الله" و"حماس"، مشيراً إلى أن هذه التحولات تُثير قلق القوى الشيعية في العراق من "فقدان البيئة الحامية لها"، خصوصاً في ظل العقوبات الأميركية المفروضة على بعض فصائل الحشد الشعبي، ما يزيد حساسية "الإطار" حيال استمرار هيمنته على الدولة.

يفسر الصحافي والأكاديمي أحمد الياسري انقسام قوى "الإطار" على أنه يعكس التنافس على الزعامة، في إطار تعزيز نفوذ أعضائه من خلال تحالفات انتخابية تزيد من حصتهم البرلمانية. ويقول الياسري لـ"النهار" إن المالكي وزعيم "عصائب أهل الحق" الشيخ قيس الخزعلي يراهنان على قواعدهما التقليدية، بينما يسعى السوداني وزعيم "تحالف قوى الدولة الوطنية" عمار الحكيم ومحسن المندلاوي وهمام حمودي الى استقطاب جمهور شيعي "رمادي، وهذا واضح من اختيارهم مرشحيهم"، مرجحاً أن تصاحب تشكيل الحكومة المقبلة تعقيدات كبيرة بسبب الإشكالات المحتملة على توزيع المناصب، "فالانقسام الشيعي الراهن يشحذ همة القوى السنية والكردية لتثبيت مكاسب سياسية إضافية، تشمل مناصب تنفيذية أو ملفات عالقة". 

كما يشير الياسري إلى "عامل خارجي" سيكون مؤثراً في عملية تشكيل الحكومة، في ظلّ وجود ملفات شائكة بين طهران وواشنطن.

وكشفت مصادر مطلعة عن مبادرة للحكيم، في محاولة للتهدئة بين المالكي والسوداني. وقالت هذه المصادر إن هذه المحاولة اصطدمت برغبة السوداني في ولاية ثانية يعارضها المالكي بشدة. ويوحي المشهد السياسي أن اللعبة تدور حول مصالح ضيقة، وبالتالي بإمكان الناخبين إحداث مفاجأة بتغيير المعادلات التقليدية.

إلى ذلك، يؤكد النائب جواد اليساري أن "مهمة اختيار رئيس الوزراء المقبل ستكون شديدة التعقيد في ظل استمرار الانقسام داخل البيت الشيعي". ويقول اليساري لـ"النهار" إن غياب التوافق المسبق على هوية رئيس الحكومة أو آلية الترشيح "يجعل المشهد مفتوحاً على جميع الاحتمالات، بما في ذلك تأخر تشكيل الحكومة، أو استمرار حال الانسداد السياسي"، مضيفاً: "هناك رغبة كبيرة لدى قوى الإطار في إعادة توزيع النفوذ والمناصب على حساب الاستقرار الحكومي"، لافتاً إلى أن المشهد داخل الإطار لم يعد يتعلّق بتباينات في الملفات الإدارية، بل بصراع على اتجاهات استراتيجية ومصالح متعارضة.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

سياسة 11/6/2025 10:23:00 AM
"حزب الله": بصفتنا مكوّناً مؤسِّساً للبنان الذي التزمناه وطناً نهائياً لجميع أبنائه، نؤكد حقنا ‏المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان
اقتصاد وأعمال 11/6/2025 6:37:00 AM
تماسك الدولار عند أقل بقليل من أعلى مستوى في أربعة أشهر الذي وصل إليه في الجلسة السابقة، وسط تزايد الإقبال على الأصول الأعلى في المخاطر
سياسة 11/7/2025 4:02:00 PM
بعد أن كتبت "بعلبك إيمتى؟" على تغريدة لأفيخاي... هذا ما جرى معها 
مجتمع 11/7/2025 1:01:00 PM
تصاعد الجدل ليبلغ الجمعية، حيث أكد رئيسها الدكتور رامي اللقيس لـ" لنهار " أنه تم فصل الموظفة سارة الشياح من عملها...