غزو العراق: الحرب... اللغز!
لا يزال لغز الحرب الأميركيّة على العراق لغزاً على رغم مرور 22 عاماً على انطلاق الحملة العسكرية التي توجت بسقوط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس في بغداد في التاسع من نيسان /أبريل 2003.
مع سقوط التمثال، سقط النظام العائلي – البعثي الذي أقامه الديكتاتور العراقي، وهو نظام غير مأسوف عليه، في ضوء ما تسبب به من كوارث في الداخل العراقي وعلى صعيد المنطقة.
المخيف في الأمر أن القرار الذي اتخذته إدارة جورج بوش الأبن أدى في واقع الحال إلى تغيير طبيعة التوازن الإقليمي بعدما سلمت الولايات المتحدة العراق على صحن من فضّة إلى "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران. تحولت إيران إلى المنتصر الوحيد في حرب خاضها الأميركيون مع بعض الحلفاء بهدف إقامة "نظام ديموقراطي" في العراق.
لا وجود، إلى اليوم، لجواب واضح يفسّر الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تخوض حرباً في العراق خدمة لإيران. كلّ ما في الأمر أن أميركا تدفع حالياً ثمن القرار الخاطئ الذي اتخذته إدارة بوش الإبن. لم تدرك تلك الإدارة معنى انتقال السلطة الفعلية في العراق إلى "الحرس الثوري" الإيراني؟
بقي لغز حرب 2003 لغزاً. ما لم يعد لغزاً ذلك التراجع الإيراني في الإقليم منذ اندلاع حرب غزّة في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.
واضح أن تفاعلات الزلزال العراقي ما زالت مستمرّة. ما ليس واضحا هل تمحوها تفاعلات الزلزال الآخر الذي تسببت به حرب غزّة؟
نبض