المغرب يحتضن القارة السمراء بنكهة "مونديالية"!

لم يترك المغرب أي ثغرة في حفل القرعة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة، إذ قدّم صورة عن البلاد أكثر من رائعة، ووعد القيمون على الملف بأن تكون النسخة الخامسة والثلاثين من البطولة القارية "مفخرة أفريقيا"، حيث ستحتضنها تسعة ملاعب بنكهة "مونديالية".

مما لا شك فيه أنّ المملكة باتت وجهة كروية عالمية بامتياز، منذ سنوات عدة، إذ احتضنت العديد من البطولات فضلاً عن مباريات منتخبات لا تملك ملاعب بمواصفات "دولية"، حيث تتواقر في البلاد بنية تحتية رياضية مميزة، ولا تزال تواصل العمل في بناء الملاعب وتأهيلها استعداداً للحلم الأكبر وهو استضافة نهائيات كأس العالم 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال.

وشدد رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع في كلمة في حفل القرعة على "التزام المغرب توفير كل سبل الراحة للمشاركين، كل العالم يراقب ما سيكون عليه الوضع في هذه النسخة، وبطبيعة الحال هو قاسم مشترك بيننا كي نرتقي باللعبة والتنافس ليكون شريفاً على المستطيل الأخضر بطبيعة الحال وليس خارجه".

وأشار لقجع إلى أنّ المملكة "ركزت على توفير بنية تحتية متطورة، إضافة إلى تهيئة الظروف المثالية للجماهير، بهدف تعزيز الفرح وتقوية العلاقات بين الشعوب الأفريقية".

وشدد رئيس الجامعة على أنّ تنظيم كأس أفريقيا 2025 يحظى برعاية ومتابعة شخصيتين من الملك محمد السادس، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه للرياضة والبعد الأفريقي للمملكة.

ورأى رئيس الاتحاد الأفريقي "كاف" باتريس موتسيبي، أنه "عندما تتألق البلدان الأفريقية، مثل المملكة المغربية، فإنّ القارة برمتها تشعر بالفخر لذلك". كذلك أكد أنّ بطولة كأس العالم ستعود سنة 2030 إلى أفريقيا للمرّة الثانية في تاريخ هذه المسابقة، مشيراً إلى أنّ إقامة منافسات من هذا الحجم في القارة تساهم في تطوير كرة القدم الأفريقية، وزاد أنّ "المنتخب المغربي فتح أمامنا الطريق خلال مونديال قطر 2022 ببلوغه نصف النهائي"، معتبراً، في هذا الصدد، أنّ "المنتخبات الأفريقية التي ستشارك في مونديال 2026 ستتألق من دون شك".

وأعلن الاتحاد الأفريقي عن زيادة عدد الملاعب المستضيفة إلى تسعة بدلاً من ستة، وستقام المباريات على ملاعب مولاي عبد الله بالرباط حيث سيحتضن الافتتاح والنهائي، ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، الملعب الكبير لمدينة مراكش، ملعب فاس، ملعب البريد بالرباط، الملعب الأولمبي بالرباط، ملعب مولاي الحسن بالرباط، الملعب الكبير لمدينة طنجة، والملعب الكبير لمدينة أكادير، على أن تكون جميعها جاهزة في أيلول / سبتمبر المقبل، وتقام البطولة بين 21 كانون الأول / ديسمبر 2025 و18 كانون الثاني / يناير 2026 بمشاركة 24 منتخباً.

مهمات عربية متفاوتة!
وأسفرت القرعة عن مجموعات متوازنة، وتالياً ستكون المنتخبات العربية أمام مهمات متفاوتة، إذ جاء المنتخب المصري صاحب الرقم القياسي في عدد ألقاب البطولة (7)، في المجموعة الثانية "الحذرة" الى جانب جنوب أفريقيا، فضلاً عن منتخب أنغولا القوي وزيمبابوي. ويواجه منتخب ساحل العاج حامل اللقب نظيره الكاميروني الفائز بالكأس خمس مرات في المجموعة السادسة. وفي مواجهة أخرى قوية تلاقي تونس، بطلة نسخة عام 2004، نيجيريا في المجموعة الثالثة التي تضم أيضاً أوغندا وتنزانيا.

ويفتتح المغرب البطولة بمواجهة منتخب جزر القمر، في مجموعة أولى تضم أيضاً مالي وزامبيا. ويواجه "أسود الأطلس" ضغوطاً كبيرة للظفر باللقب على أرضهم. ووقعت الجزائر في مجموعة بمتناول اليد على الورق إلى جانب بوركينا فاسو، غينيا الاستوائية والسودان.

وأثناء حفل سحب القرعة، الذي احتضنه مسرح محمد الخامس وسط العاصمة، أعرب مدرب الفراعنة حسام حسن عن طموحه في الحفاظ على هيمنة مصر التاريخية "بأن نحصل على البطولة للمرة الثامنة، لدينا الشرف أننا حصلنا عليها سبع مرات"، مراهناً على النجم محمد صلاح: "أنا محظوظ أنّ لدينا لاعباً من أعظم الموجودين في العالم حالياً". ولم ينس الإشارة أيضاً إلى نجم مانشستر سيتي الإنكليزي عمر مرموش المنضم حديثاً من أينتراخت فرانكفورت بصفقة كبيرة مضيفاً: "أضف إلى ذلك أنّ مصر لديها طبعاً طوال الوقت مواهب كبيرة مثل عمر مرموش".