إسماعيل باعوف جوهرة في كتيبة شباب المغرب

يواصل إسماعيل باعوف تعزيز مكانته كواحد من أبرز ركائز فريق شباب المغرب، حيث أصبح المحور الأساسي لنظام الفريق على أرض الملعب.
بفضل رؤيته الثاقبة وقدرته الفريدة على الربط بين خطوط اللعب، أثبت باعوف أنه لاعب لا يمكن الاستغناء عنه، إذ يسيطر بمهارة على إيقاع المباراة، ويوفر للفريق توازناً حيوياً خصوصاً في اللحظات الحرجة.
تألّق باعوف بشكل لافت خلال منافسات كأس العالم للشباب تحت الـ 20 سنة، مقدّماً أداءً لافتاً، ومظهراً قدرات استثنائية على تغيير تفاصيل المباراة في أيّ وقت.
ساهمت جهوده في تحقيق منتخب أشبال الأطلس إنجازاً تاريخياً بالفوز بالبطولة، وهو إنجاز لم يسبق لأيّ فريق عربيّ أو أفريقيّ أن حققه.
قدّم باعوف أرقاماً مميزة خلال البطولة، منها استخلاص الكرة 46 مرّة ليحتلّ المركز الثاني في هذا السياق، كما أنه كان المدافع الوحيد الذي حافظ على سجلّه خالياً من أيّ مراوغة طوال المنافسات.
إسماعيل باعوف، المدافع الذي لا يكتفي بأدواره الدفاعية، أثبت قدرته على تقديم مساهمة هجومية مؤثرة، بعدما لعب دوراً حاسماً في تسجيل أهداف فارقة خلال مسيرة المنتخب.
في نصف النهائي أمام فرنسا، حصل على ركلة جزاء مهمة مهّدت الطريق نحو النهائي، كما صنع فرصة محورية في المباراة الختامية أمام الأرجنتين أسفرت عن الهدف الأول، ليؤكد قيمته كلاعب متكامل داخل المنظومة.
لكن ما يجعل قصة باعوف أكثر تميزاً ليس فقط تألقه داخل الملعب، بل أيضاً رحلته الشخصية الفريدة. فقد وُلد اللاعب المغربي في بلجيكا، وبدأ مشواره الكروي بأنشطة كرة القدم في الشوارع، ما لفت أنظار كشّافي فريق شارلوروا، الذي ضمّه إلى أكاديمية النادي وهو في العاشرة من عمره.
انتقل لاحقاً إلى فريق أندرلخت وهو في السادسة عشرة، لكنه بعد فترة قصيرة اختار اللعب مع كامبور الهولندي ضمن الدرجة الثانية.
في بداية مشواره الدولي، لعب لصالح منتخب بلجيكا تحت الـ 16 سنة، وخاض معه عشر مباريات، سجّل خلالها هدفين، غير أنّ قراره بالانضمام إلى المنتخب المغربي جاء تعبيراً عن ارتباطه القوي بجذوره، حيث قرّر تمثيل وطنه الأم في عام 2024.
يثبت إسماعيل باعوف من خلال أدائه أنّ أيامه المقبلة تحمل وعوداً لا تقلّ إثارة عن حاضره المشرق، إذ يملك شباب المغرب لاعباً استثنائياً يمكنه تحقيق إنجازات كبيرة وقيادة الفريق نحو تحقيق طموحات مستقبلية مهمّة.