ناقوس الخطر يطرق باب "أنفيلد"

يبدو أنّ رياح الأزمات بدأت تضرب أسوار "أنفيلد" بقوة. فالفريق البطل الذي كان عنوانه الصلابة والقوة والشراسة الهجومية، أصبح يعاني بشدة في الفترة الأخيرة.
أربع هزائم متتالية، هي الأولى في مسيرة آرني سلوت مع ليفربول، لكنها كانت كفيلة بأن تجعل صافرات الإنذار تدوي داخل النادي وتطرح تساؤلات حول مستقبل الفريق خلال الموسم الحالي.
الانهيار الأخير لا يمكن تبريره بضغط المباريات أو سوء التوفيق، بل هو نتاج تراكم مشكلات واضحة داخل منظومة الفريق. الهزيمة أمام مانشستر يونايتد، رغم معاناة الأخير، كشفت بوضوح حجم الخلل بين خطوط الـ"ريدز" ومدى ضعف المنظومة التي باتت تُخترق بسهولة. ومعها ثلاث هزائم أخرى، أصبح الفريق في دوامة من التراجع المقلق، ليظهر ليفربول بصورة لم يعتدها جمهوره منذ سنوات.
في أربع مباريات فقط تلقى الفريق سبعة أهداف ولم يسجل سوى هدفين. تلك الأرقام تكفي لتوضيح حجم الأخطاء الفنية التي يعاني منها ليفربول في الفترة الأخيرة تحت قيادة سلوت. معظم الأهداف التي استقبلها الفريق جاءت من انعدام الضغط وسهولة فقدان الكرات، وتحوّلت الكرات العرضية إلى كابوس حقيقي. أما خط الدفاع فيبدو هشاً وفيه مساحات في ظل عدم انسجام فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي، بينما يفشل خط الوسط في التغطية أو تقديم المساندة المطلوبة.
أما على الصعيد الهجومي، فقد تراجع الأداء بصورة مقلقة رغم التدعيمات الكبيرة في الميركاتو الأخير. محمد صلاح، النجم الأول للفريق، فقد كثيراً من بريقه. أما فلوريان فيرتز، "صفقة الأحلام"، فلم يقدم بعد ما يشفع له، والثنائية الهجومية بين ألكسندر إيزاك وهوغو إيكيتيكي لم تثبت فعاليتها. الفريق بات يكتفي بالتسجيل ثم يتراجع، ما يعكس أزمة ثقة واضحة داخل المجموعة.
المشكلة لا تقتصر على الجانب الفني فقط، بل تمتد إلى الجانب النفسي أيضاً. فالفريق يبدو فاقداً للروح والرغبة في القتال، حتى المدرب الهولندي نفسه يبدو حائراً خارج الخطوط، بعدما فقدت خطته التقليدية بريقها أمام التطوّر التكتيكي للمنافسين، ليظهر عاجزاً عن إيجاد حلول جذرية لمشكلات فريقه.