رغم الشعبية الجارفة لكرة القدم في مصر، فإنّ السينما المصرية لم تُنصف اللعبة الأكثر جماهيرية كما تستحق. فبين أفلام كوميدية أظهرت اللعبة بخفة ظل، وأخرى حاولت ملامسة واقع اللاعبين وطموحاتهم، ظلّ التناول السينمائي لكرة القدم محدوداً.

ألقى لاعب النادي الأهلي السابق الفنان شريف عبدالمنعم الضوء على دور السينما المصرية في كرة القدم، وذلك من خلال رؤيته الفنية كونه وقف أمام الكاميرا في كثير من الأعمال، وذلك في حوار خاص مع "النهار".

*هل عبّرت السينما المصرية عن كرة القدم بشكل كافٍ؟
- لم يكن التناول بالكم الكافي، هناك بعض الأعمال التي تطرّقت إلى كرة القدم عبر الكوميديا، وحققت نجاحاً مميزاً؛ مثال على ذلك فيلم "4-2-4" مؤلفه كان يسبق عصره، خصوصاً أنه لفت الى مواضيع مثل كيفية اختيار اللاعبين، وتحكم السماسرة بعمليات البيع والشراء، وهو يعبّر عن الوضع القائم وما تعيشه اللعبة من مشكلات.

*هناك بعض الأعمال غير الكوميدية مثل فيلم "العالمي" ما رأيك فيه؟
- هذا الفيلم كان مهماً لأنه أوضح كيفية احتراف اللاعب المصري، وكيف ستستفيد بلاده منه في التأهل إلى المناسبات العالمية والدولية، وللمصادفة فإنّ الفنان يوسف الشريف الذي حصل على دور البطولة في هذا العمل كان يُجسّد جزءاً من مشوار حياتي.

بوستر فيلم العالمي. (وكالات)

*ما وجه التشابه بين مسيرتك وقصة فيلم "العالمي"؟
- كنت ألعب في الأهلي المصري، وتعرّضت لحادث، وحاولت العودة من جديد إلى اللعبة، وهي القصة نفسها التي قدمها يوسف الشريف الذي تعرّض لما تعرّضت له نفسه، ثم عاد وأدى واجبه وصعد بمصر إلى كأس العالم مع المدرب حسن شحاتة.

*ماذا عن فيلم "غريب في بيتي"؟
- كان الفيلم يتناول قصة حياة لاعب في نادٍ شهير جداً على أرض الواقع، سرعان ما تألق، ولكن انحرافه تسبب بانتكاسة تعرّض لها وسرعان ما هبط مستواه، وهو أيضاً يمثل جزءاً من الواقع الذي يعيشه بعض نجوم كرة القدم المشاهير.

*كيف ترى فيلم "الحريف" الذي قدمه عادل إمام؟
- هو بعيد عن الرياضة، لأنه كان يتناول ما يشغل بال بعض جماهير كرة القدم في الساحات الشعبية "الكرة الشراب"، وهناك شخصية شهيرة في حي شبرا والمناطق المجاورة لها اسمه "سعيد الحافي"، قصة الفيلم تتناول سيرته الذاتية، وكيف كانت المباريات يجري الرهان عليها وطرق الفوز بها، ولا توجد قوانين أو مراقبة لمثل هذه الأحداث.

بوستر فيلم الحريف لعادل إمام. (وكالات)

*ما رؤيتك لفيلم "الزمهلاوية"؟
- الفيلم كوميدي، لكنه رصد العلاقة بين اللاعبين في الأهلي والزمالك، ومدى ارتباطهم ببعض، وأنه يمكنهم العيش في منزل واحد بلا مشاكل، عكس حالة الشحن بين الجماهير المعروفة منذ عشرات السنين.

*ما رأيك في تجربة "إكرامي" في السينما؟
- "إكرامي" أدى دوراً في فيلم "رجل فقد عقله" وكان يشاركه في البطولة عادل إمام الذي كان الجمهور يراه مثل "زيزو" نجم الأهلي السابق. وهو من نوعية الأفلام العائلية التي تميل إلى الكوميديا، بالإضافة إلى عمل آخر هو "يارب ولد" وهو مستوحى أيضاً من الحياة اليومية للأسرة المصرية بكل ما فيها من مشاكل، وأيضاً يتخلله طابع ساخر.

*هل كان "إكرامي" مؤهلاً للاستمرار في السينما لمدة أطول؟
- "إكرامي" في حاجة إلى شخصية قوية بجانبه خلال العمل السينمائي، وكان ناجحاً في "الجمل القصيرة" التي ينطقها، وفي تجربته مع الفنان عادل إمام كان مميزاً، والمخرج محمد عبدالعزيز استطاع أن يبرز "خفة الظل" التي كان يتمتع بها حارس مرمى الأهلي، لكنه لم يذهب إلى أفلام "الأكشن" على العكس، أنا ذهبت إلى أعمال الحركة.

*هل يمكن أن تذهب السينما إلى "كرة القدم" مجدداً في المستقبل؟
_ في البداية، ما كانت تعيشه كرة القدم في الماضي عكس الوضع الحالي، لأنه إذا كانت لدى بعض اللاعبين أسرار خاصة، فإنّ الـ"سوشال ميديا" أصبحت تعرف كل شيء عن نجوم اللعبة، لذا فإنّ السينما يجب أن تتناول مواضيع جديدة، لأنّ الجمهور سيذهب لشراء التذاكر لمشاهدة أفكار مختلفة تضيف له شيئاً، بدلاً من البحث عن "قوالب قديمة".