ليس في الأمر أيّ مفاجأة، فملامح المربع الذهبي في بطولة الدوري اللبناني الـ66 لكرة القدم بدأت تتضح مبكراً، بعد مرور أربع مراحل فقط، فـ "المكتوب يُقرأ من عنوانه".

واصل العهد والنجمة سلسلة انتصاراتهما، محققين العلامة الكاملة، مع أفضليّة واضحة لـ"المارد الأصفر"، الذي تفوّق على المبرة 2-0 في افتتاح المرحلة، فيما فاز النبيذيّ بثلاثية نظيفة على البرج.

من لقاء النجمة والبرج. (وكالات)

وبينهما، حقق الأنصار فوزاً صعباً على الصفاء إثر ركلة جزاء مثيرة للجدل، في حين واصل جويا تألّقه في موسمه الأول بين الكبار باكتساحه الراسينغ بيروت 7-0، فيما بدا الحكمة الأقرب لمزاحمة رباعيّ المقدّمة بعد تغلّبه على شباب الساحل 2-0. أما في دربي قضاء صور، فقد حسم الرياضي العباسية المواجهة بفوزه على "سفير الجنوب" التضامن 2-1.

هذه النتائج ترسم ملامح البطولة بوضوح، حيث يبدو أنّ المنافسة على اللقب ستنحصر بين العهد والنجمة وجويا والأنصار. وبالتالي، فإنّ مهمة هذه الفرق في الدوري المنتظم تتمثل بجمع أكبر عدد ممكن من النقاط وتفادي أيّ تعثّر أمام الفرق التي تبدو خارج دائرة الصراع.

أما معركة الهبوط، فمن المبكر الحديث عنها، ولا سيما أنّ جميع الفرق أمامها فرصة لإعادة النظر في تشكيلاتها خلال فترة الانتقالات بين الذهاب والإياب، حيث بدأت بعض الأندية فعلياً البحث عن بدائل أجنبية أو محلية، بينما يتجه بعضها الآخر نحو تغييرات فنية على مستوى الجهاز التدريبي.

وقد استهل التضامن - صور هذا المسار باستقالة المدرب الوطني جمال طه، والتعاقد مع خليل وطفى لقيادة "سفير الجنوب"، الذي لم ترقَ نتائجه إلى مستوى تطلعات الإدارة.

جدل تحكيمي
قمة المرحلة الرابعة بين الأنصار والصفاء، التي حسمها الدولي علي طنيش "سيسي" لمصلحة الفريق الأخضر، كانت الأكثر جذباً للأنظار، سواء من الناحية التحكيمية أو الفنية.

في الجانب التحكيمي، أثارت ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم الدولي محمد عيسى جدلاً واسعاً، وأعادت النقاش حول مستوى التحكيم في البطولة. فكثيرون اعتبروا أنّ القرار غير صحيح، بحجة أنّ مهاجم الأنصار الفلسطيني محمد حبوس سقط من دون احتكاك فعلي، فيما رأى آخرون أنّ مدافع الصفاء عباس عاصي ارتكب خطأ واضحاً. الحالة كانت بالفعل معقّدة، رغم وجود تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، إذ إنّ الزوايا المحدودة للكاميرات لم تساعد في توضيح الصورة بشكل كاف.

في هذا الإطار، قدّم نادي الصفاء، عبر رئيسه رياض عطا الله، شكوى رسمية إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم، جاء فيها: "سيتقدم رئيس نادي الصفاء بكتاب رسمي إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم احتجاجاً على الظلم التحكيمي الواضح الذي يتعرض له نادي الصفاء منذ بداية الموسم، والذي بلغ ذروته في مباراة الفريق الأخيرة أمام نادي الأنصار".

من لقاء الأنصار والصفاء. (وكالات)

عصبية وتغيير؟
لكن ما أثار الاستغراب أكثر كان الحالة العصبية التي انتابت مدرب الأنصار الصربي دراغان يوفانوفيتش، الذي تشابك مع أحد لاعبي الصفاء بعد المباراة، لينال بطاقة حمراء كانت لها تبعات إدارية حيث تم إيقافه مدة سنة. ووسط الجدل المتصاعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول احتمال إقالته، أوضحت أوساط النادي لـ"النهار" أنّ القرار بهذا الشأن يعود أوّلاً وأخيراً إلى رئيس النادي النائب نبيل بدر، مشيرة إلى أنّ أداء الفريق لا يُعدّ سيئاً، رغم أنّ النتائج لا تعكس مستوى العروض، إذ بدا واضحاً افتقاره إلى رأس حربة حقيقيّ يترجم الفرص الغزيرة إلى أهداف.

الفريق الذي يستعدّ لتمثيل لبنان في مسابقة كأس التحدّي الآسيويّ الأسبوع المقبل، خاض معسكراً ناجحاً في أبو ظبي، ففاز على بني ياس الإماراتي، وخسر بصعوبة أمام الوحدة الإماراتي، وخسر ودّياً أمام الغريم التقليدي النجمة 0-3؛ وكلّ ذلك بغياب لاعبيه الدوليين. وختم المصدر لـ"النهار" قائلاً: "لا شكّ في أنّ دراغان مدرب ممتاز، وقد توّج بلقبي الدوري في الموسمين الماضيين مع النجمة ثم معنا، وهو قارئ مميز للمباريات، ويُعدّ قيمة مضافة، لكن من غير المفهوم توتره المفرط أخيراً. وبعدما قرّر الاتحاد إيقافه، سيكون من الصعب ترك الفريق من دون مدرب، لكنّ التوقيت لا يساعد على أي تغيير". ويستعد "الزعيم الأخضر" للسفر الخميس إلى الكويت للمشاركة في دور المجموعات للمسابقة القارية، وأردف: "نحن ندرس أيضاً تعديل بعض المراكز وتبديل بعض الأجانب بين مرحلتي الذهاب والإياب".