المصارع المصري كيشو يثير الجدل بعد حصوله على الجنسية الأميركية

أثار إعلان المصارع المصري محمد إبراهيم كيشو، الحاصل على برونزية أولمبياد طوكيو 2020، تمثيل الولايات المتحدة الأمريكية في البطولات المقبلة، جدلاً واسعاً داخل الأوساط الرياضية المصرية والعربية، بعد نشره صوراً خلال تدريباته مع المنتخب الأميركي استعداداً لأولمبياد لوس أنجلوس 2028، معلقاً عليها بعبارة: "الخطوة الأولى".
وأكد كيشو، البالغ من العمر 27 عاماً، أن قراره جاء نتيجة "ضعف الدعم المالي والمؤسسي في مصر"، موضحاً في تصريحات سابقة أنه "بطل أولمبي يتقاضى 1500 جنيه مصري فقط"، وأنه لم يجد البيئة المناسبة للاستمرار في مسيرته الرياضية.
ورغم تأكيده عبر حسابه في فيسبوك أن "مصر بلده ولن ينساها"، إلا أن خطوته نحو تغيير ولائه الرياضي أثارت موجة من الانتقادات والغضب، وسط اتهامات لاتحاد المصارعة المصري بالتقصير في دعم الأبطال، وهي اتهامات دأب الاتحاد على نفيها مراراً.
تحرك رسمي مصري
في المقابل، أعلنت وزارة الشباب والرياضة المصرية عن اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من ظاهرة تجنيس الرياضيين المصريين، مشيرة إلى أن بعض الجهات الخارجية "تستغل الظروف الاجتماعية للاعبين في عمليات استقطاب غير مشروعة".
وأكدت الوزارة في بيان رسمي نُشر مؤخراً أن هذه الممارسات تمثل "شكلاً من أشكال الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر"، مشددة على حرص الدولة على حماية رياضييها والحفاظ على انتمائهم الوطني.
وبتوجيه من الوزير أشرف صبحي، بدأت الوزارة تنسيقاً واسعاً مع اللجنة الأولمبية المصرية والاتحادين المصري والأفريقي للمصارعة، والاتحاد الدولي للعبة، لاتخاذ عدة خطوات رسمية، من بينها:
إرسال مخاطبة رسمية إلى الاتحاد الدولي للمصارعة لوقف أي تجنيس غير قانوني.
التأكيد على حق مصر في الحفاظ على لاعبيها الذين يمثلونها دولياً.
طرح القضية على طاولة الاتحاد الدولي لضمان اتخاذ إجراءات رادعة بحق أي جهات أو أفراد يثبت تورطهم في عمليات استقطاب مشبوهة.
وأشادت الوزارة بـ"التحرك الأفريقي الموحد" بقيادة فؤاد مسكوت، رئيس الكونفيدرالية الأفريقية للمصارعة ونائب رئيس الاتحاد الدولي، الذي أكد رفض القارة لأي ممارسات تمس نزاهة الرياضة أو كرامة اللاعبين.
ملف متكرر يقلق الوسط الرياضي
وانضم كيشو إلى قائمة من الأبطال المصريين الذين غادروا البلاد في السنوات الأخيرة لتمثيل دول أخرى، مثل إبراهيم غانم (الونش)، ومحمد عصام السيد، وأحمد فؤاد بغدودة، بينما اضطر آخرون إلى الاعتزال بسبب ضعف الدعم أو الإصابات المزمنة.
ويعيد هذا الجدل تسليط الضوء على ملف دعم الرياضيين المصريين، إذ يرى خبراء أن ضعف الحوافز المالية وغياب برامج الرعاية طويلة المدى يدفع بعض الأبطال إلى البحث عن فرص أفضل في الخارج، في حين تؤكد الحكومة المصرية أنها تعمل على تحسين أوضاع الأبطال الرياضيين وتوفير الدعم اللازم لهم على المستويات الفنية والإدارية والمالية.
وبحسب الميثاق الأولمبي، يُلزم الرياضي الذي يغيّر جنسيته بالانتظار ثلاث سنوات منذ آخر مشاركة له مع بلده الأصلي قبل تمثيل دولة جديدة، إلا إذا حصل على استثناء بموافقة اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للعبة.