تُظهر المقارنة بين رواتب نجوم كرة القدم في الماضي والحاضر مدى التحوّل الهائل الذي شهدته اللعبة على المستوى المالي خلال العقدين الأخيرين. ولعل الأمثلة الأوضح على هذا الفارق المذهل تأتي من مقارنة بسيطة بين ما كان يتقاضاه الأسطورتان ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في سن الثامنة عشرة، وبين ما يحصل عليه اليوم موهبة برشلونة الواعدة لامين يامال في العمر نفسه.

بحسب تقارير إسبانية عديدة، يتقاضى يامال حالياً راتباً أسبوعياً مذهلاً يصل إلى 300 ألف يورو، وهو رقم يضعه ضمن قائمة الأعلى أجراً في الدوري الإسباني رغم أنه لم يبلغ سوى الثامنة عشرة من عمره. فاللاعب الشاب يعيش واحدة من أكثر البدايات المدهشة لمسيرة احترافية، بعدما وقّع عقداً ضخماً مع برشلونة مطلع العام الحالي.

في المقابل، حين بلغ ليونيل ميسي السن نفسه في برشلونة، كان راتبه لا يتجاوز 1500 يورو أسبوعياً، أما كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد الشاب آنذاك، فكان يتقاضى نحو 1200 يورو أسبوعياً فقط.

ليونيل ميسي. (أ ف ب)

هذه الأرقام تعكس بوضوح كيف تغيّرت "بورصة كرة القدم" على نحو هائل؛ فالقيمة السوقية للمواهب الشابة أصبحت ترتفع بسرعة خيالية، والرواتب لم تعد مجرّد مكافأة على الأداء بل جزءاً من سباق تنافسي بين الأندية لضمان بقاء نجوم المستقبل في صفوفها.

كريستيانو رونالدو. (أ ف ب)

ورغم أنّ عامل التضخم وتطوّر السوق يفسران جزءاً من هذا الارتفاع، إلا أنّ حالة لامين يامال تمثل رمزاً للعصر الجديد في كرة القدم، إذ أصبح الموهوب الشاب يساوي ملايين قبل أن يُكمل حتى عقده الثاني.