منتخب السويد من رمز للانضباط إلى فريق بلا هوية

في زمن ليس بالبعيد، كان اسم منتخب السويد مرادفاً للقوة والتنظيم والصلابة الذهنية، وبارعاً في مواجهة الكبار وصناعة المفاجآت على الساحات الكروية.
اليوم، تبدو السويد كأنما تسير في حقبة مليئة بخيبات الأمل، بعدما تحوّل المنتخب الذي كان يشكل عقدة للخصوم إلى فريق بالكاد يترك بصمة، ويطارد بعيون يائسة بريق مجد يتلاشى مع مرور الزمن.
عالم كرة القدم الحديث لم يعد يقتصر على الأسماء التقليدية، بل أفسح المجال لمنتخبات جديدة تسعى لإثبات وجودها وتحقيق المفاجآت؛ وهذا ما أثبته منتخب كوسوفو حين نجح في كتابة صفحة تاريخية بإسقاط المنتخب السويدي على أرضه وبين جماهيره، محققاً فوزاً مستحقاً بهدف نظيف.
الوضع الحالي للمنتخب السويدي يعكس أزمة غير مسبوقة، فقد انهار الفريق الذي كان يوماً ما رمزاً للقوة في أوروبا والعالم؛ وتصفيات كأس العالم 2026 كانت شاهدة على هذا الانحدار، بعدما ودّع المنتخب مشواره باكراً عندما حصد نقطة يتيمة من أربع مباريات، تميّزت بأداء هجوميّ ضعيف لا ينسجم مع سمعة السويد، التي سجّلت هدفين فقط في كل اللقاءات.
ومع أنّ المنتخب يمتلك مجموعة من أبرز المواهب في القارة الأوروبية، يتقدّمهم ألكسندر إيزاك، صاحب أغلى صفقة في تاريخ الدوري الإنكليزي بقيمة 145 مليون يورو، إلى جانب فيكتور غيوكيريس وأنتوني إيلانغا، اللذين جذبا الأنظار بانتقالاتهما الضخمة، فإنّ حضورهم في داخل الملعب بدا محدوداً وباهتاً، ولا يعكس قيمتهم السوقية ولا حجم التطلعات المرتبطة بأسمائهم.
يعيش المنتخب السويدي حالياً حالة من الإحباط الشديد، ووسائل الإعلام المحلية لم تتردد في وصفه بأنه "فريق بلا روح أو خطة"، إذ يقبع المنتخب في المركز الأخير بنقطة واحدة فقط مع خسارات متلاحقة، من دون أن يظهر أيّ من ملامح للتحسّن. حتى في مباراته الوحيدة التي انتهت بالتعادل أمام سلوفينيا، لم ينجح إيزاك في تقديم المستوى المنتظر منه، بينما كان تأثير غيوكيريس شبه معدوم.
آخر انتصار للسويد يعود إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 عندما تغلّبت على أذربيجان بسداسية نظيفة في دوري الأمم الأوروبية، وهو انتصار يبدو اليوم كأنه ذكرى باهتة من زمن مغاير تماماً لما تشهده السويد حالياً.
أُقيل مدرب الفريق يون دال توماسون بعد هذه النتائج، وهو أمر طبيعي، لأنّ الصورة التي عرفت بها السويد كرمز للقوة والانضباط تبددت تماماً، وأصبح المنتخب تائهاً غير قادر على إيجاد طريق لاستعادة مكانته أو تحقيق الحد الأدنى من المتوقع منه.