أولمو الصفقة "الزجاجية" في مشروع فليك "الحديدي"

صفقة انتقال داني أولمو إلى برشلونة كانت واحدة من أكثر الصفقات التي أثارت الضجة على الساحة الرياضية في الآونة الأخيرة؛ وذلك منذ أعلن النادي الكاتالوني عن تعاقده رسمياً مع اللاعب الإسباني بعقد يمتدّ حتى عام 2023، قادماً من نادي لايبزيغ الألماني مقابل 60 مليون يورو.
رافقت الصفقة موجة كبيرة من الآمال بإعادة بريق خط الوسط والهجوم إلى الفريق، وبدت حينها كـ"عودة الابن الضال إلى بيته". فابن "لا ماسيا" الذي غادر باكراً، ابتسم له القدر أخيراً بالعودة إلى النادي الذي نشأ فيه، باحثاً عن كتابة فصل جديد في مسيرته الكروية الواعدة بعد تألقه الواضح في ألمانيا.
لكن ما بين أزمة قيده بسبب قوانين اللعب المالي النظيف، ونجاح النادي في تسجيله لاحقاً، وصولاً إلى دوامة الإصابات التي ابتُلي بها اللاعب، تحوّلت صفقة "الأحلام" إلى واحدة من أكثر الملفات المثيرة للجدل في برشلونة، وبدأت التساؤلات تُطرح حول ما إذا كان قرار ضمه صائباً بالفعل.
أولمو يُعدّ أحد أبرز المواهب الإسبانية الصاعدة التي تمتلك مزيجاً من المهارة والسرعة والذكاء. تلك الإمكانيات جعلت المدرّب هانسي فليك يُصرّ على ضمه إلى منظومته المستقبلية، التي يسعى إلى بنائها، بينما خاطر خوان لابورتا بدفع 60 مليون يورو في صفقة واحدة، رغم الأزمة المالية التي يعاني منها النادي.
ورغم بعض اللمحات الجيدة، التي أظهرها اللاعب في مشاركاته القليلة، فإنّ دوامة الإصابات والتراجع البدني التي دخل فيها حرمت برشلونة من رؤية النسخة المنتظرة منه.
لكن المشكلة أعمق من مجرّد إصابة عابرة؛ فالسجل الطبي للاعب مليء بالإصابات المتنوّعة والمتكرّرة، سواء خلال فترته في لايبزيغ أو مع منتخب إسبانيا. هذا الإرث البدني المقلق يثير الشكوك حول قدرته على الصمود في موسم مزدحم بالمباريات.
والإصابات ليست وحدها السبب في تراجع تأثير أولمو، إذ لم يجد فليك حتى الآن التوظيف الأنسب له داخل الملعب. فما بين الجناح وصانع الألعاب واللاعب الحر خلف المهاجمين، ظل الإسباني متنقلاً بين المراكز من دون أن يرسّخ لنفسه دوراً محدداً لتتراجع أهميته في حسابات المدرب.