لامين يامال ونيكول... علاقة تقودهما إلى السحاب

يقود الحب أحياناً إلى تصرفات تبدو مغلفة بالمغامرة، لكنها محفوفة بالمخاطر للاعب الكرة، الذي تفترض الضوابط السلوكية والاحترافية ضرورة ذهابه إلى الفراش مبكراً والخضوع لنظام غذائي وتدريبي دقيق، أمّا لامين يامال نجم برشلونة فكان مثالاً نموذجياً للموهبة الملتزمة حتى قابل المغنية الأرجنتينية نيكي نيكول.
انطلقت مغامرات اللاعب في كل اتجاه، كان آخر ما ظهر للجمهور من صور للاعب مع المغنية وهما داخل مروحية، وبالطبع فإنّ ارتكاب مثل هذه الأفعال غير المنضبطة قد يقود لامين إلى مخاطر صحية خاصة مع معاناته من إصابة وغيابه عن فريقه والمنتخب الإسباني بداعي العلاج، خصوصاً أنّ إصابته مرهونة ببراعة من يقود الطائرة والأحوال الجوية وقتها.
هذه ليست المرّة الأولى التي يتعرّض فيها يامال لانتقادات، خصوصاً أنّ مثله الأعلى نيمار كان هو الآخر بطلاً لحفلات السهر والمغامرات التي أنهت مسيرته كلاعب ينتمي للصف الأول من صفوة نجوم كرة القدم مبكراً، أما لاعب منتخب إسبانيا فهو في بداية حياته الكروية ويحتاج إلى المضيّ قدماً في طريقه.
في المقابل، يملك برشلونة سجلاً في التعامل مع مثل هذه الحالات سواء كان ذلك رونالدينيو أو نيمار، لذا سيكون لامين محل اهتمام من الألماني هانسي فليك المدير الفني للفريق، الذي لا يجد أي مشكلة في توجيه انتقادات لأي لاعب ما دام ذلك يصب في المصلحة العامة.
ويجب أن يشعر لامين بالخطر لأنّ قصة أنسو فاتي لا تزال عالقة في الأذهان، وإن لم يقدم اللاعب أقصى ما لديه داخل الملعب فسيكون عبئاً على النادي وسيسعى في النهاية لرحيله مهما كلفه الأمر.
وإن كان يامال موهبة فريدة من نوعها، فإنّ أكاديمية "لا ماسيا" لديها لاعب بنفس الإمكانيات وربما أسرع بالكرة نوعاً ما هو ساما نوموكو لاعب منتخب إسبانيا تحت 17 عاماً والمنحدر من أصول مالية، ولديه مهارات كبيرة في الكرة ويلعب في الجناح الأيمن. ويمكنه الحصول على فرصة مع الفريق الأول إذا رأى فليك ذلك، ولكن خبراء الأكاديمية ربما يرون أنه بحاجة إلى بعض الوقت كي يتأقلم أكثر ويحصل على المزيد من الدقائق بصفة أساسية مع الفرق العمرية المختلفة.
ولو كان نوموكو يلعب في الجهة اليسرى لكان أسهل بكثير الذهاب إلى الفريق الأول، لكن من سوء حظ اللاعب أنّ مركزه مغطى من لامين والوافد الجديد روني بردغجي، لذا الأفضل التروي قليلاً قبل تصعيده.
ربما يذهب لامين في نفس طريق نيمار وينتقل برقم قياسي إلى باريس سان جيرمان، لا سيما أنّ بعض التقارير الصحافية أشارت إلى ذلك، ولكن في الوقت نفسه فإنّ المخاوف من تجربة اللاعب البرازيلي التي لم تكن موفقة وإعلانه في أكثر من مناسبة ندمه على الانتقال إلى نادي العاصمة الفرنسية ورغبته في العودة إلى برشلونة من جديد، قد تتسبب بإعادة التفكير في مثل هذه الخطوة.
يامال لاعب صغير السن، وربما يملك والده فرصة ذهبية لتقديم النصائح له، لأنّ التركيز في الملعب أهم من الذهاب في رحلات جوية، أو إقامة عيد ميلاد في أجواء احتفالية صاخبة بعيدة عن أعين وسائل الإعلام.