"الأرز" يقترب من "السعودية 2027" والمطلوب فوز جديد على بوتان

يتطلّع منتخب لبنان لكرة القدم إلى وضع أولى خطواته في نهائيات كأس الأمم الآسيوية "السعودية 2027"، عندما يلتقي نظيره البوتاني مساء الثلاثاء (السابعة بتوقيت بيروت) على ملعب سعود بن عبد الرحمن في نادي الوكرة بالعاصمة القطرية الدوحة، ضمن الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثانية للتصفيات القارية.
وكان منتخب "الأرز" قد حقق فوزاً مستحقاً الخميس الماضي بنتيجة 2-0 على ملعب حمد الكبير، في لقاء أحكم في خلاله قبضته على صدارة المجموعة، وإن لم يسلم من موجة انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي طاولت أداء الفريق وخيارات المدرب المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش، خصوصاً لجهة بطء التحوّل الهجومي وطريقة بناء اللعب.
لكن رادولوفيتش، الذي يدرك حساسية المرحلة، شدّد على أهمية الانتصار والنقاط الثلاث، قائلاً: "كنت أقول إنّ المباراة لن تكون سهلة، ورغم سيطرتنا لم نتمكن من التسجيل باكراً رغم وفرة الفرص، ما منح الخصم شيئاً من الثقة. لو سجّلنا مبكراً لكانت النتيجة أكبر بكثير. ومع ذلك، الأداء كان إيجابياً وسنبني عليه للقاء المقبل".
ويدرك "رادو" أنّ الفريق لايزال في طور التشكّل، إذ تضمّ التشكيلة دماءً جديدة تحتاج إلى مزيد من الانسجام والخبرة الدولية، على غرار لاعب المنتخب الأولمبي علي قصاص واليافع سامي مرهج الذي يسطع نجمه مباراة بعد أخرى سواء مع المنتخب أو مع فريقه بيريرا الكولومبي، وغيرهما.
الأرقام بدورها تدعم رواية السيطرة: نسبة استحواذ بلغت 71% للبنان في مقابل 29% لبوتان، وتسديدات وصلت إلى 30 محاولة منها 9 بين الخشبات الثلاث، و8 ركنيات، وهي مؤشرات على تفوّق ميداني واضح لم يُترجم بعدد وافر من الأهداف. ومع ذلك، لم يخفِ رادولوفيتش قلقه من لحظات الارتباك في الدقائق الأخيرة، التي كادت أن تكلّف فريقه ثمرة الجهد والتحضيرات الطويلة.
ومن المرجّح أن يعتمد المدرب المونتينيغري على التشكيلة ذاتها تقريباً، بوجود الحارس مصطفى مطر، والظهير المتألّق حسن زين، والمدافع الصلب خليل خميس، ومحمد صفوان، إلى جانب المخضرم محمد حيدر في الوسط، مع علي طنيش "سيسي" أو أحمد خير الدين، فيما يتولّى علي قصاص وحسين شكرون دعم المهاجمين سامي مرهج وكريم درويش. كما يبرز المدافع وليد شور الذي اختير أفضل لاعب في المباراة السابقة بعدما افتتح التسجيل، قبل أن يعزّز البديل جهاد أيوب النتيجة في الدقائق الأخيرة.
ويقول خير الدين: "لقد تعلمنا من أخطاء المباراة السابقة بأنه لا ينبغي إهدار الفرص والاستفادة من الكرات السانحة من أجل تسهيل المهمة". فيما أضاف قصاص: "لقد جانبنا التوفيق إلا أننا انتزعنا النقاط الثلاث وعلينا تحقيق الفوز مجدداً للبقاء في الصدارة".
وسيفتقد المنتخب البوتاني الى حارسه الأساسي غامبل دورجي بداعي الإصابة، وللاعبه أورغيين وانغتشوك الذي طُرد في اللقاء السابق، ما يمنح لبنان أفضلية نسبية ينبغي استثمارها بحذر.
الجالية اللبنانية الواسعة في قطر يُعوَّل عليها لتشكّل السند المعنوي الأكبر للمنتخب في هذه المواجهة، التي قد تفتح الطريق نحو ثالث تأهل متتالٍ عبر التصفيات، ورابع في تاريخ مشاركات لبنان الآسيوية بعد نسخة 2000 التي استضافها على أرضه.
ويتصدر لبنان المجموعة برصيد 7 نقاط، أمام اليمن (5) وبروناي (3) وبوتان (1). وسيكون الفوز كافياً لرجال الأرز للابتعاد في الصدارة وتعزيز حظوظهم في نيل بطاقة التأهل المباشرة إلى النهائيات.
وفي المجموعة نفسها، يلتقي منتخب اليمن نظيره بروناي في الدوحة أيضاً. أما في المجموعة الخامسة، فقد تضمن سوريا تأهلها رسمياً إذا كرّرت فوزها على ميانمار.