مواهب بلا مجد... مشاريع أساطير لم تكتمل

رياضة 12-10-2025 | 19:05

مواهب بلا مجد... مشاريع أساطير لم تكتمل

الغرور وعدم الالتزام دمّرا كل شيء؛ فبعد تجارب متذبذبة لروبينيو مع مانشستر سيتي وميلان، بدأ الانحدار السريع
مواهب بلا مجد... مشاريع أساطير لم تكتمل
حاتم بن عرفة. (وكالات)
Smaller Bigger

في كرة القدم، ليس كل موهبة يُكتب لها أن تُزهر حتى النهاية؛ فبين آلاف اللاعبين الذين حلموا بأن يصبحوا "الأسطورة القادمة"، هناك من امتلك الموهبة والمهارة، وحتى البريق الأول، لكنّ القدر أو الغرور أو القرارات الخاطئة وضعت نهاية باكرة لحكايات كان يمكن أن تغيّر تاريخ اللعبة.

هؤلاء هم النجوم الذين وُلدوا ليكونوا استثنائيين، لكنهم لم يبلغوا المجد. وعود كبيرة أطلقتها الجماهير، وعناوين الصحف التي بشّرت بجيل جديد من العباقرة، قبل أن تبتلعهم الإصابات، أو يُغريهم المال، أو يخذلهم سوء التقدير.

حاتم بن عرفة موهبة لم تجد الانضباط
منذ لحظاته الأولى في الملاعب الفرنسية، كان واضحاً أنّ حاتم بن عرفة يمتلك شيئاً مختلفاً، لمسة ساحرة، وثقة مفرطة، ومهارة جعلت المدافعين مجرّد ظلال أمامه.

في نيوكاسل، أبهر الدوري الإنكليزي بيسراه المراوغة وتسديداته الذكية، حتى بدأ يُقارن بأسماء مثل كريم بنزيما وإيدين هازارد، لكن خلف هذا اللمعان، كان هناك لاعب يصعب السيطرة عليه، تصرّفاته الغريبة، وتمرّده المتكرّر على المدربين، جعلته خصماً لنفسه أكثر من أي منافس.

ثم جاءت إصابة كسر الساق في موسم 2010-2011 لتقضي على الزخم الذي بناه بشق الأنفس. وبعد رحلة بين إسبانيا وفرنسا، ومعاناة مع الانضباط الذاتي، أعلن اعتزاله في صيف 2024 بعد تجربة قصيرة في ليل.

رويستون درينثي من أمل هولندا إلى درس في الغرور
في صيف 2007، لم يكن أحد في أوروبا يجهل اسم رويستون درينثي، كان أفضل لاعب في بطولة أوروبا تحت 21 عاماً، وأفضل لاعب في أولمبياد بكين، ويمثل الجيل الذهبي الهولندي الجديد.

لم يتردد ريال مدريد في دفع 14 مليون يورو لفينورد، وهو مبلغ ضخم آنذاك، ليكون "الوريث الشاب" على الجبهة اليسرى بعد مغادرة روبيرتو كارلوس.

لكنّ الانبهار بالنجومية أعمى اللاعب الصغير؛ لم يحتمل ضغوط النادي الملكي، ولا المنافسة الشرسة مع زملائه، فقد شغفه، وبدأ يتراجع تدريجياً حتى وجد نفسه خارج حسابات كبار أوروبا.

فيديريكو ماشيدا الهدف الذي أضاع مصيره
عندما سجل الإيطالي فيديريكو ماشيدا هدفه الأسطوري في مرمى أستون فيلا بقميص مانشستر يونايتد عام 2009، اعتقد الجميع أنّ السير أليكس فيرغسون أنجب نجماً جديداً.

الصحافة البريطانية وصفته بـ"كريستيانو رونالدو القادم"، والجماهير ظنت أنها وجدت خليفة الجناح البرتغالي الذي غادر إلى مدريد، لكنّ الوهج كان موقتاً، فلم يستطع الشاب المولود في روما أن يتحمّل الضغط النفسي الهائل، ولم يتمكن من تطوير نفسه في ظل التوقعات المبالغ فيها.

بعد تجارب متفرّقة في إنكلترا وإيطاليا، انتهى به الحال في الدوري اليوناني.

أندرسون من "جوهرة البرازيل" إلى غموض النهاية
كان أندرسون عام 2005 رمزاً للأمل البرازيلي الجديد. فوزه بالكرة الذهبية في مونديال الناشئين تحت 17 عاماً جعله في مصاف نيمار. انتقاله من غريميو إلى بورتو ثم إلى مانشستر يونايتد مقابل نحو 30 مليون يورو، كان تتويجاً لمسيرة شابة لامعة.

لكن الصدمة جاءت عندما لم يستطع التأقلم مع طبيعة الدوري الإنكليزي، لا في الجانب البدني ولا في الالتزام التكتيكي، والإصابات توالت، كما أنّ الوزن الزائد أصبح مشكلة مزمنة، حتى بدأ في فقدان مكانه تدريجياً.

تنقّل بين البرازيل وإيطاليا وتركيا، واعتزل بصمت عام 2019.

روبينيو من "بيليه الجديد" إلى السقوط الأخلاقي
حين ضمّه ريال مدريد في 2005، كان روبينيو بمثابة حلم برازيلي جديد. لاعب بمهارات مذهلة وسرعة خارقة، جعله النقاد يلقبونه بـ"الظاهرة القادمة".

لكنّ الغرور وعدم الالتزام دمّرا كل شيء؛ فبعد تجارب متذبذبة مع مانشستر سيتي وميلان، بدأ الانحدار السريع. وفي عام 2024، صدرت بحقه عقوبة بالسجن لتورّطه في جريمة اغتصاب تعود إلى عام 2013، لتنتهي قصته بطريقة مأسوية لا تليق بموهبته.

 

روبينيو. (وكالات)
روبينيو. (وكالات)

 

سيباستيان جيوفينكو الموهبة التي ظلّت صغيرة
كان الإيطالي سيباستيان جيوفينكو أقصر قامة من غالبية زملائه، لكن لمساته السحرية عوّضت كل شيء. فرغم مهارته العالية مع جوفنتوس، لم يجد مكاناً أساسياً في الفريق، فاختار طريقاً مختلفاً بالانتقال إلى الدوري الأميركي، ولمع مع تورنتو إف سي وحصد الجوائز.

لكن رغم نجاحه هناك، ظل اسمه بعيداً من الصفوة الأوروبية، وعندما عاد إلى إيطاليا، لم يستطع استعادة مكانته.

أدريانو "الإمبراطور" الذي أطاح به الحزن
قلة هم من ينسون أدريانو ليتي ريبيرو في قميص إنتر ميلان. مهاجم بقدم يسرى لا تُرد، وجسد يصعب إيقافه، وقوة ذهنية جعلته مرعباً لأي مدافع.

لكن خلف كل تلك القوّة، كان هناك قلب محطم، فوفاة والده كانت بداية النهاية، إذ دخل في دوامة اكتئاب وإدمان، ابتعد عن التدريب، وتراجعت لياقته بشكل حاد.

تحوّل "الإمبراطور" إلى ظلّ لنفسه، ثم إلى قصة حزينة عن كيف يمكن للحياة الشخصية أن تُنهي مسيرة أسطورة محتملة.

 

أدريانو. (وكالات)
أدريانو. (وكالات)


ألكسندر باتو النجم الذي لم يجد طريق الاستمرار
حين وقّع ميلان مع ألكسندر باتو من إنترناسيونال البرازيلي، وُصف بأنه "المهاجم المثالي". امتلك السرعة، الذكاء، والقدرة على التسجيل من مختلف الوضعيات.

في أول موسمين، كان يُبهر أوروبا بأهدافه، لكنّ الإصابات العضلية المتكرّرة أجهزت عليه، فقد استمراريته وثقته بنفسه، حتى أصبح لاعباً هشاً نفسياً وجسدياً.

تنقّل بين الصين وإنكلترا والبرازيل، قبل أن يعلن اعتزاله في ساو باولو عام 2023.

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/12/2025 1:32:00 AM
نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين، أن 3 دبلوماسيين قطريين توفوا بحادث في مدينة شرم الشيخ في مصر
المشرق-العربي 10/11/2025 1:12:00 PM
على الرغم من السرّية الشديدة التي تُحيط بمخبأ الأسد الخفي، تمكّن فريق الصحيفة الألمانية من دخول المبنى نفسه والتقوا هناك بوكيلة عقارات محلية عرّفت عن نفسها باسم مستعار هو ناتاشا.
كتاب النهار 10/11/2025 9:39:00 AM
لا إعمار قبل تسليم السلاح، حتى لو عطل بري إقرار موازنة ٢٠٢٦
لبنان 10/11/2025 6:42:00 AM
الغارات أدّت إلى سقوط ضحايا وجرحى بحسب المعلومات الأولية