الحمل ليس عائقاً... جوسلين بريا تقدم درساً في الشغف والإصرار (فيديو)

في مشهد إنساني ملهم أثار الإعجاب حول العالم، خطفت العداءة الفنزويلية جوسلين بريا الأضواء، بعدما أنهت سباق "غاتوريد كاراكاس روك" الشهير لمسافة 10 كيلومترات في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، رغم أنها في الشهر السابع من الحمل، مسجّلة زمناً مميزاً بلغ 40 دقيقة و31 ثانية.
وقالت بريا، المقيمة في مدينة بونتيفيدرا الإسبانية، في تصريحات للصحافة المحلية: "لم أتخيّل أن يثير الأمر هذا القدر من الضجة. كنت أريد أن أستمتع بالجري فقط كما أفعل دائماً".
وشارك في السباق أكثر من 12 ألف عدّاء وعدّاءة، وسط تغطية إعلامية واسعة ساهمت في انتشار صور بريا وهي تعبر خط النهاية بابتسامة هادئة وثقة كبيرة، لتصبح رمزاً للإصرار والقدرة على التحدي في أصعب الظروف.
رياضة رغم الحمل
توضح بريا أنها لم تتوقف عن التدريب منذ بداية الحمل، بل شاركت في عدة سباقات خلال الأشهر الماضية، منها منافسات في منطقة رياس بايكساس الإسبانية، قبل أن تعود إلى بلدها للمشاركة في سباق كاراكاس.
وتقول: "كنت أمارس التمارين منذ البداية، وشاركت في سباقات عدة، لكن الناس لم يعرفوا أنني حامل، لأنني لم أعلن ذلك إلا عندما زرت والدتي في الصيف".
وتعتزم العداءة خوض سباق آخر في وطنها خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدة أنّ الرياضة أصبحت دافعاً نفسياً يساعدها على التكيّف مع التغيّرات الجسدية التي يفرضها الحمل: "الأمر صعب بالنسبة إلى رياضية معتادة على التدريب القويّ والسفر والمنافسة، لكنني وجدت في الجري وسيلة للحفاظ على توازني النفسي والجسدي".
دعم طبي ومتابعة دقيقة
بريا شددت على أنها تمارس الرياضة بموافقة ومتابعة طبية دقيقة، مشيرة إلى أنّ طبيبها النسائي هو نفسه عدّاء هاوٍ، وقد شجّعها على الاستمرار في التمارين بشرط تخفيض الحمل التدريبي ومراقبة جسدها عن قرب.
وتقول عن ذلك: "قال لي طبيبي: استمعي إلى جسدك، كلي جيداً، وارتاحي بما يكفي، وخففي الوتيرة، ما دام جسدك يسمح لك، استمري".
وفي حين اعتادت بريا الجري بمعدل 3 دقائق و30 ثانية لكل كيلومتر في ذروة لياقتها، فإنها الآن تجري بوتيرة أبطأ تبلغ نحو 4:45 إلى 5 دقائق لكل كيلومتر، التزاماً بالتوصيات الطبية.
وتحوّلت قصة بريا إلى ظاهرة إيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تلقت سيلاً من الرسائل الداعمة من نساء حوامل وغير حوامل، عبّرن عن رغبتهن في خوض تجربة الرياضة بإلهام من قصتها.
وتقول العداءة: "من الرائع أن أرى نساءً يشعرن بالحماس لممارسة الرياضة بعد رؤية تجربتي. هذا يعني لي الكثير".
العودة بعد الولادة
أما عن المستقبل، فتؤكد جوسلين أنّ هدفها بعد الولادة هو العودة التدريجية إلى المنافسات الدولية، مع التركيز على التعافي والتأقلم مع حياتها الجديدة كأم.
وتضيف: "أولويتي أن أكون بخير بعد الولادة، وأن أستعيد لياقتي تدريجاً. شريكي ومدربي مارفين بلانكو سيكون إلى جانبي كما كان دائماً، وسنستمر كفريق واحد".
وتطمح بريا للمشاركة في دورة الألعاب الأميركية والبطولات القارية عام 2026، مؤكدة أنّ تجربة الحمل والجري منحتها "نظرة جديدة للحياة" ودفعة معنوية لمواصلة مسيرتها الرياضية.