كرة القدم ليست مجرّد مباراة تُلعب على أرض خضراء، ولا هي فقط تكتيكات ومراكز ومصائد تسلل، إنها مشاعر، وانتماء، وأحلام تتوارثها الأجيال. حين يذوب الجمهور في هتافه، ويتحد الملايين على نبض واحد، تدرك أنّ هذه اللعبة أكبر من الرياضة، وأنها شكل من أشكال الحياة ذاتها.

عندما تدخل كرة القدم إلى السينما، تأخذنا من صخب الملاعب إلى عمق الإنسان، إلى تلك اللحظات التي يلتقي فيها الحلم بالخذلان، والمجد بالوجع، والضحك بالدموع. وبينما تتكرّر المواسم، وتتشابه المباريات، تبقى السينما قادرة على تذكيرنا بالسبب الذي جعلنا نحب هذه اللعبة الجميلة في المقام الأول.

في هذا التقرير، نستعرض عشر قصص سينمائية عالمية ألهمت عشاق المستديرة وأعادت اكتشاف روحها الأصيلة:

1 - بيليه: ميلاد أسطورة (2016)
في بلد تُعد فيه كرة القدم ديانة، يبدأ الفيلم من جرح وطني عميق، حين خسرت البرازيل كأس العالم أمام أوروغواي.

ووسط الحزن الجماعي، يولد حلم طفل فقير اسمه "ديكو"، يعد والده بأنه سيعيد البهجة إلى بلاده.

يتتبع الفيلم رحلة هذا الفتى الذي يعمل ماسح أحذية في الأحياء الفقيرة، قبل أن يصبح "بيليه" رمزاً عالمياً لكرة القدم، وملهماً لأجيال لا تُحصى.

لا يتحدث الفيلم عن المهارات والتكتيكات بقدر ما يتحدث عن الشغف، والإصرار، والإيمان بالنفس؛ إنها حكاية عن الحلم البرازيلي في أن تكون كرة القدم فناً وروحاً قبل أن تكون لعبة.

الفيلم الشهير لبيليه ميلاد أسطورة. (وكالات)

2 - جول! (2005)
من أزقة لوس أنجليس المليئة بالغبار إلى ملاعب الدوري الإنكليزي العريقة، يأخذنا الفيلم إلى قصة سانتياغو مونيز. الشاب المكسيكي الذي يعيش بلا أوراق رسمية، لكنه لا يتوقف عن الحلم بأن يصبح لاعباً محترفاً.

حين يصادفه كشاف مواهب، تفتح أمامه بوابة نيوكاسل يونايتد، ليبدأ رحلة مليئة بالشكوك، والصعوبات، والعزيمة، ومع كل إخفاق صغير، يزداد إصراره على الوصول إلى القمة.

"هدف!" ليس فيلماً رياضياً فحسب، بل هو درس في كيف يمكن لحلم أن يغيّر حياة إنسان، وأن يثبت أنّ الإصرار أهم من الظروف؟

3 - أفريقيا يونايتد (2010)
في قلب القارة السمراء، يصوغ الفيلم حكاية ملهمة عن الصداقة والمغامرة.

يحكي قصة فابريس، الطفل الرواندي البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، الذي يحلم بحضور حفل افتتاح كأس العالم في جنوب أفريقيا. ويقرّر السفر برفقة صديقيه دودو وأما، في رحلة بريئة تتحوّل إلى مغامرة تمتد عبر خمس دول أفريقية.

الطريق محفوفة بالمخاطر والمفاجآت، لكن ما يجمعهم هو الإيمان بأنّ كرة القدم قادرة على توحيد القلوب، وتجاوز الحدود، وصناعة الفرح في أبسط أشكاله.

الفيلم تحية دافئة للقارة التي أنجبت الشغف باللعبة، واحتفاء بقدرة الأطفال على الحلم حتى في أحلك الظروف.

4 – ويل (2011)
"ويل" هو صبي بريطاني يعشق نادي ليفربول، ويرتبط بوالده بعلاقة مميزة حتى يخطفه الموت فجأة. ووسط الحزن، يقرّر الصغير تنفيذ وعد قديم، فينطلق وحيداً إلى إسطنبول ليحضر نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005.

رحلته الطويلة عبر الموانئ والحدود والمدن الغريبة تتحوّل إلى تجربة إنسانية خالدة، بحيث يلتقي أشخاصاً يذكّرونه بأنّ الأمل لا يموت، وأنّ الحلم هو اللغة الوحيدة التي يفهمها القلب.

إنه فيلم عن الشجاعة، عن حب الأب، وعن كرة القدم التي تمنحنا القوة للاستمرار.

5 – يونايتد (2011)
يروي الفيلم قصة كارثة ميونيخ الجوية عام 1958 التي أودت بحياة لاعبي مانشستر يونايتد، وكيف واجه النادي صدمة لا تُحتمل. لكن من رحم الألم، يولد الأمل، إذ ينهض المدرب المساعد جيمي مورفي ليعيد بناء الفريق من جديد، متحدياً الحزن والمستحيل.

الفيلم مزيج من الدموع والإلهام، يُظهر كيف يمكن لكرة القدم أن تكون أكثر من رياضة، وأن تكون وسيلة للشفاء والعودة إلى الحياة.

من فيلم يونايتد. (وكالات)

6 - ذا دامد يونايتد (2009)
الفيلم يحكي قصة المدرب الأسطوري برايان كلوف، الذي انتقل لتدريب نادي ليدز يونايتد بعد أن حوّل ديربي كاونتي إلى بطل لإنكلترا، لكن عداوته القديمة مع لاعبي ليدز وجماهيره جعلت مهمته جحيماً حقيقياً.

في 44 يوماً فقط، يعيش كلوف صراعاً بين الكبرياء والطموح، وبين النجاح والهاوية.

إنه فيلم عن السلطة، والغرور، وضغط المجد، وعن كيف يمكن للكرة أن تكشف الإنسان كما هو بلا أقنعة.

7 - مين ماشين (2001)
في مزيج جريء بين الرياضة والجريمة، يقدم الفيلم قصة اللاعب الإنكليزي السابق داني ميهان، الذي يجد نفسه خلف القضبان بعد فضيحة تلاعب بالنتائج.

هناك، يقرّر تشكيل فريق من السجناء لمواجهة فريق الحراس، في مباراة تتحوّل إلى معركة رمزية من أجل الكرامة والتحرّر.

يُظهر الفيلم كيف يمكن للعبة أن تكون مساحة للغفران، وكيف يمكن لهدف في مباراة صغيرة أن يُعيد المعنى إلى حياة منكسرة.

8 - مايك باسيت (2001)
بأسلوبٍ ساخر وذكي، يسلّط الفيلم الضوء على فوضى الكرة الإنكليزية وضغوطها الإعلامية.

يجد المدرب المغمور مايك باسيت نفسه فجأة في مقعد المدير الفني للمنتخب الوطني، بين أعين الصحافة المتربصة وجماهير لا ترحم.

من غرف الملابس إلى المؤتمرات الصحافية، يضع الفيلم المشاهد في قلب الجنون الكروي البريطاني، في قالب يجمع بين الكوميديا والنقد اللاذع.

9 - لفّها مثل بيكهام (2002)
تحلم "جيس"، الفتاة الهندية المراهقة، بأن تصبح لاعبة كرة قدم محترفة مثل مثلها الأعلى ديفيد بيكهام، لكنّ العادات والتقاليد العائلية تقف في وجهها.

حين تنضم إلى فريق نسائي سراً، تبدأ صراعها بين الحب والواجب، وبين حلمها الشخصي وضغوط المجتمع.

الفيلم دعوة إلى كسر القوالب النمطية، والتمسك بالهوية، والإيمان بأنّ الأحلام لا تقتصر على الرجال وحدهم.

10 - شاولين سوكر (2001)
يجمع الفيلم بين فنون الكونغ فو وكرة القدم في توليفة مليئة بالطاقة والخيال.

البطل "سينغ" يجمع إخوته الرهبان لتشكيل فريق يستخدم مهارات القتال القديمة في المباريات الحديثة، ليصنعوا عروضاً كروية مدهشة لا تخضع لأي منطق.

ورغم الكوميديا المبالغ فيها، يحمل الفيلم رسالة عميقة، وهي أنّ الإيمان بالذات، حتى في أغرب الطرق، يمكن أن يكون مفتاحاً لإحياء الشغف من جديد.