جوفنتوس يعاني وتودور يفتقد الحلول

يعيش جوفنتوس واحدة من أسوأ فتراته في تاريخه العريق. الفريق الذي كان يوماً رمزاً للصلابة والقوة ويُرعب خصومه، أصبح الآن غارقاً في دوامة من الاضطراب الفني والتذبذب المستمر، ما انعكس بوضوح على نتائجه داخل الملعب وتسبب في نزيف نقاط متواصل بات يقلق جماهير الـ"بيانكونيري" أكثر عن أي وقت مضى.
ورغم حضور الكرواتي إيغور تودور إلى مقاعد القيادة منذ مارس 2025 ونجاحه في تجاوز المرحلة الأولى من مهمته بأمان، فإنّ الصورة تغيّرت سريعاً مع انطلاقة الموسم الجديد، حيث بدا الفريق وكأنه ينهار تدريجياً، وكأنّ "السيدة العجوز" تعاني من جروح عميقة يصعب على تودور علاجها.
فترة تودور الأولى كانت مليئة بالحماسة والاندفاع، وتمكن خلالها من تحقيق أفضل الممكن بحجز مقعدٍ في دوري أبطال أوروبا رغم الوضع المتدهور للفريق حينها، لكنّ ذلك النجاح اتضح لاحقاً أنه لم يكن سوى "ضمادة موقتة" على جرحٍ لم يُعالج بعد.
الانهيار الأول تحت قيادة تودور جاء باكراً، حتى قبل انطلاق الموسم رسمياً، عندما تلقّى جوفنتوس خسارة قاسية بخماسية أمام مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية، ورغم ذلك، حافظت الإدارة على ثقتها في المدرب الكرواتي الذي لم ينجح حتى الآن في وضع بصمته الفنية أو إعادة روح الفريق القديمة.
مع بداية الموسم، بدا جوفنتوس يفتقد إلى خطة تكتيكية واضحة داخل الملعب. الدفاع الذي كان يوماً مصدر قوة للفريق تلقّى 5 أهداف في 6 مباريات فقط، بينما اكتفى الفريق بتسجيل 9 أهداف، في وقتٍ يعاني فيه خط الوسط من تفكك واضح.
وخلال هذه الجولات الست، حقق الفريق 3 انتصارات و3 تعادلات، ليحصد 12 نقطة وضعته في المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإيطالي.
عجز تودور عن إيجاد الحلول الجذرية لمشكلات فريقه، لا سيما مع فشله في تطبيق فلسفته القائمة على الضغط العالي والتمرير السريع، في ظل حالة من فقدان الثقة والتشتت الذهني لدى اللاعبين. الفريق بات بلا روح، وكأنّ هيبة الـ"بيانكونيري” تلاشت بعد رحيل أليغري، إذ لم يحقق أي انتصار منذ خمس مباريات متتالية.
لكن من الظلم أن يُحمّل تودور وحده مسؤولية هذا الانهيار؛ فالمشكلة أعمق من مجرّد جهاز فني. إنها جروح تراكمت بفعل قرارات إدارية متخبطة وتغييرات غير مدروسة. على مدار سنوات، اكتفت الإدارة بوضع "مسكنات موقتة" بدلاً من العلاج الحقيقي، فمشروع جوفنتوس الحالي يفتقد الأسس الواضحة، وتودور يبدو كمن وُضع في قلب عاصفة بلا أدوات كافية لإنقاذ الفريق.