نونو سانتو كابوس يلاحق وارد - براوس

في عالم كرة القدم، لا تُعتبر المهارة وحدها كافية لضمان مكان اللاعب في التشكيلة الأساسية أو لأن يصبح جزءاً من منظومة ناجحة، فكثيراً ما نشاهد لاعبين يتمتعون بكل مقوّمات الإبداع والتألق، ومع ذلك يخرجون من حسابات المدربين، فقط لأنّ المدير الفني لم يؤمن بإمكاناتهم أو لم يرَ لهم دوراً يتناسب مع خططه التكتيكية.
الأمر هنا لا يتعلق بقدرة اللاعب على الأداء في الملعب فحسب، بل يمتد ليتعلق برؤية المدرب ومدى توافق مهارات اللاعب مع فلسفته الكروية، وهذا تماماً ما واجهه جيمس وارد - براوس؛ لاعب يتمتع بموهبة واضحة وتميز استثنائي، لكنه وجد نفسه بشكل غير متوقع خارج الحسابات الفنية بسبب تقاطعه مع المدرب نونو سانتو.
وارد - براوس، الذي يعتبر اليوم أحد أفضل لاعبي الكرات الثابتة في الدوري الإنكليزي، بدأ الموسم بصورة إيجابية مع فريق وست هام يونايتد بقيادة المدرب غراهام بوتر، حيث لعب أساسياً في أول خمس مباريات في الـ"بريميرليغ"، وكان عنصراً أساسياً في التشكيلة، إلا أنّ الأمور سرعان ما تبدلت بمجرّد تعيين نونو سانتو مديراً فنياً للفريق، وفجأة، أصبح براوس مهمشاً واستُبعد من قائمة أول مباراة.
ما حدث مع لاعب وسط وست هام اليوم ليس جديداً تماماً، إذ يحمل هذا السيناريو جذوراً تعود إلى الموسم الماضي عندما كان نونو سانتو مدرباً لفريق نوتينغهام فورست.
خلال تلك الفترة، كان براوس معاراً للفريق حيث حظي بثقة البرتغالي في البداية وشارك أساسياً في أول خمس مباريات بأداء لافت، ولكن سريعاً ما تبدلت الأوضاع ليصبح أسير مقاعد البدلاء، وغالباً ما كان يُمنح دقائق معدودة في نهاية المباريات، الأمر الذي دفعه لطلب إنهاء إعارته والعودة إلى وست هام في شباط / فبراير 2025، وهي الخطوة التي وافق عليها سانتو.
المفارقة العجيبة جاءت لاحقاً؛ فبعد مغادرته بفترة وجيزة عن نوتينغهام تم إنهاء عقد نونو سانتو مع النادي، وحينها ظنّ البعض أنّ وارد - براوس بات في مأمن من فترة الاضطراب، لكنّ القدر كان يُخبئ له فصلاً آخر أكثر صعوبة، إذ عاد سانتو مجدداً إلى الدوري الإنكليزي عبر بوابة وست هام، وهو النادي ذاته الذي انتقل إليه براوس لاستعادة مستواه، ليجد اللاعب نفسه يواجه المصير نفسه تحت قيادة مدرب لا يؤمن بإمكاناته، حيث قرّر المدرب تهميشه منذ أول مباراة أشرف فيها على الفريق، وكأنه كابوس يلاحقه.