رياضة 07-10-2025 | 20:20

كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ومحمد صلاح... هل غيّرت "السوشيال ميديا" الولاء؟

من كريستيانو رونالدو إلى ليونيل ميسي ومحمد صلاح... لا يمكن إلقاء اللوم على الجيل الجديد، فهو يعيش في زمن "السوشيال ميديا"، وصناعة الأبطال، والمال والانتقالات بأسعار خيالية، فتغيّرت النظرة كلياً إلى عالم نجوم كرة القدم
كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ومحمد صلاح... هل غيّرت "السوشيال ميديا" الولاء؟
ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو محمد صلاح. (أ ف ب)
Smaller Bigger

هو زمن تحوّلت فيه الملاعب إلى مسارح للنجوم، وامتلأت الشاشات بأضواء الشهرة، لتتشكّل ظاهرة جديدة قلبت قواعد اللعبة: مشجّع النجم، لا الفريق.

ذاك المشجع لا يهمه لون القميص، ولا شعار النادي، بل اسم اللاعب الذي يرتديه. يتنقل من نادٍ إلى آخر، تبعاً لحركة نجمه المفضّل، من دون أيّ ثمن، ويحتفل بالفوز مهما تغيّر المكان، طالما أن البطل نفسه هو من رفع الكأس.

إنها ظاهرة تعكس تغيّر الثقافة الرياضية بين الولاء للفريق والانبهار باللاعب، بين العاطفة تجاه الشخص والانتماء إلى الجماعة؛ فهل هذا التحوّل طبيعي، أم أننا نفقد جوهر التشجيع الحقيقي؟

 

محمد صلاح. (أ ف ب)
محمد صلاح. (أ ف ب)

 

كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، ومحمد صلاح، وكيليان مبابي، وحتى إرلينغ هالاند وولامين يامال وغيرهم، يُعلن المشجّع الولاء لهم بدلاً من النادي الذي ينتمي إليه كل منهم، فما السبب؟

أسئلة كثيرة يمكن طرحها في عصر "السوشيال ميديا"، والإجابات هي السؤال ذاته: "السوشيال ميديا"!

 

رقم قياسي خارج الملاعب... رونالدو يصل لمليار متابع على وسائل التواصل الاجتماعي

 

 

لنعد سنوات طويلة إلى الوراء، ولنتذكّر البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا. الجمهور كان يعشقهما، ولكن ذلك لا يعني أن المشجّع تخلّى عن فريقه من أجل فريق آخر دافع عن ألوانه واحد من هذين الأسطورتين!

في تلك السنوات، كان الانتماء إلى الأندية جزءاً من الهوية؛ فالمشجّع يولد في منزل يشجّع، على الأغلب، فريقاً واحداً ومحدداً، فيعيش انتصاراته، ويغضب لهزائمه. لكننا في عهد "السوشيال ميديا"، تبدّل المشهد كليّاً في عالم كرة القدم.

 

كريستيانو رونالدو. (أ ف ب)
كريستيانو رونالدو. (أ ف ب)

 

من ريال مدريد إلى النصر
إثباتات عدّة تؤكد الكلام أعلاه، على رأسها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي انضم إلى ريال مدريد في عام 2009، وجذب أنظار جيل بكامله، ثمّ انتقل إلى جوفنتوس وسارت معه مجموعة كبيرة من عشاقه، قبل أن يعود إلى مانشستر يونايتد وبعدها إلى النصر السعودي.

اليوم، نجد حتى قميص رونالدو في "العالمي" يرتديه الشباب. الرقم "7". وحتى لو لم يكن هذا المشجّع يتابع دوري روشن السعودي، فقد أصبح يفعل ذلك من أجل متابعة "المعشوق الأول".

 

رونالدو يقود النصر السعودي لأول انتصار خارج الملاعب

 

 

أما "المصيبة" فهي تحوّل "الكلاسيكو" الإسباني بنظر الكثيرين من الحدث الكروي الأبرز في العالم إلى 90 دقيقة من "الروتين"، بعدما فقد بريقه عقب رحيل كريستيانو رونالدو وبعده ليونيل ميسي.

 

ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بقميص برشلونة وريال مدريد. (أ ف ب )
ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بقميص برشلونة وريال مدريد. (أ ف ب )

 

مثلاً، تراجع الحضور الجماهيريّ لريال مدريد في الكثير من المباريات التي تلت مغادرة كريستيانو رونالدو، فضلاً عن تراجع القيمة الفنية لـ"الكلاسيكو" بعد انتهاء عهد رونالدو - ميسي.

علامة تجارية
هذه الظاهرة ليست مجرد "موضة"، بل نتيجة طبيعية وأمر واقع فرضه عصر "السوشيال ميديا"؛ فاللاعب ليس مجرد اسم على القميص، بل علامة تجارية، وشخصية مؤثرة يتابعها الملايين أكثر ممّا يتابعون الأندية نفسها، ويتأثرون بأسلوب حياته، وملابسه، وطريقته في التفكير أكثر من أدائه في الملعب.

 

وساهم انخراط رونالدو في صفوف النصر بارتفاع قيمة عقود النادي التسويقية والدعائية، بالإضافة إلى حضور الجماهير لمتابعة كلّ مباريات الفريق، بل شغف جميع متابعي كرة القدم بمتابعة "العالمي" ورؤية ما يقوم به كريستيانو رونالدو بشكل خاص.

ومنذ وصول كريستيانو رونالدو إلى النادي السعودي، ارتفع عدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي ليتجاوز الـ 62 مليون متابع، وهو ما يؤكد أن الجماهير تسير خلف النجم في أي مكان يكون فيه، بينما لم تكن الأرقام عالية قبل وصول بطل أوروبا 2016 إلى العملاق السعودي.

 

ارتفاع عدد المتابعين على حسابات النصر. (إنستغرام)
ارتفاع عدد المتابعين على حسابات النصر. (إنستغرام)

 

ميسي أهم من برشلونة؟
حتى مع انتقال بطل العالم 2022 ليونيل ميسي إلى الدوري الأميركي، ارتفعت القيمة الفنية والمالية لنادي إنتر ميامي، ولا تزال أهداف اللاعب وتمريراته السحرية تنتشر بشكل كبير، مقارنة بانتشار خسارة برشلونة القاسية أخيراً أمام إشبيلية 1-4 في الدوري الإسباني، على سبيل المثال.

 

ميسي يوقّع على إنجاز استثنائي في الدوري الأميركي

 

 

قد تكون انتفاضة برشلونة في الموسمين الماضيين أعادت نوعاً من "هيبة" الفريق منذ رحيل ليونيل ميسي عن صفوفه، إلا أن الأكيد أيضاً أن متعة المشاهدة غائبة مقارنة بالفترة التي ارتدى فيها أفضل لاعب في العالم قميص "الكاتالوني".

 

ليونيل ميسي. (أ ف ب)
ليونيل ميسي. (أ ف ب)

 

صلاح وتأثيره
النجم المصري محمد صلاح أيضاً لديه تأثر كبير على الجماهير، خصوصاً في الوطن العربي، وهو الذي تعرض لانتقادات عدة نتيجة "ابتعاده" نسبياً عما يحصل في غزة، والاكتفاء بتصريح "متأخّر" وخجول.

وكان محمد صلاح أثار الجدل خلال السنتين الأخيرتين بسبب غيابه عن الدعم المستمر للفلسطينيين في الحرب الأخيرة، حتى أن البعض ربط ذلك بعدم دعم معظم الدول العربية له لإحراز الكرة الذهبية لعام 2025.

 

محمد صلاح بين الصمت والجدل... لماذا رفض التوقيع على قميص فلسطين؟

 

 

يمكن التوقّع أنه لو كان لاعب عربي غير محمد صلاح قد تصرّف بهذه الطريقة، لما كان أخذ ضجّة كبيرة في وطننا العربي. وهذا ما يؤكّد حجم جمهور "الفرعون" المصري وتأثيره الكبير.

 

محمد صلاح. (أ ف ب)
محمد صلاح. (أ ف ب)

 

هل مات الانتماء الكروي؟
يبقى أخيراً السؤال الأهم: هل مات "الانتماء الكروي" أم أننا نعيش نسخة جديدة من التشجيع؟

طبعاً، لا يمكن إلقاء اللوم على الجيل الجديد، فهو يعيش في زمن "السوشيال ميديا"، وصناعة الأبطال، والمال والانتقالات بأسعار خيالية، فتغيّرت النظرة كلياً إلى عالم نجوم كرة القدم.

 

الجماهير تعشق النجوم وليس النادي. (أ ف ب)
الجماهير تعشق النجوم وليس النادي. (أ ف ب)

 

مع هذا التحوّل، تغيّرت أيضاً علاقة المشجّع بالرياضة، فهو لم يعد يبحث عن هوية الفريق أو عن تاريخه، بل عن النجم الذي يعكس شخصيته أو يمنحه الإلهام.

من هنا، يمكن اعتبار "مشجع النجم" نتيجة طبيعية لعصر السرعة و"التأثير الإلكتروني"، حيث أصبحت الشخصيات الفردية أكثر حضوراً من الكيانات الجماعية، فيما يبقى هناك شيء مميّز في مشاعر الانتماء القديمة، هذا الفخر الذي يجعل المشجّع الوفي يقول: أنا أشجّع هذا النادي، مهما كانت الظروف.

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته.