روما غاسبريني على الطريق الصحيح لاستعادة الأمجاد

بعد سنوات من التذبذب الفني وعدم القدرة على مجاراة الكبار والخروج المتكرّر من منافسات القمة، والاكتفاء بمحاولة حجز أحد المقاعد الأوروبية، يبدو أنّ فريق روما قد وجد ضالته أخيراً مع جيان بييرو غاسبريني، الذي جاء إلى العاصمة الإيطالية العريقة حاملاً معه فلسفته الخاصة من أجل إعادة البسمة إلى وجوه الجماهير.
منذ جلوس غاسبريني على مقاعد القيادة في الأولمبيكو، ظهرت بصمته سريعاً، وبدأ الفريق يستعيد بريقه تدريجاً. المدرب الذي جعل من أتالانتا أحد أقوى الفرق الإيطالية في العقد الأخير، وتمكن من خلق فلسفته الخاصة التي سطرت اسمه بين المدربين الكبار في إيطاليا، جاء إلى روما وهو يعلم جيداً أنه أمام تحدٍ جديد، هدفه كتابة فصل جديد في مسيرته التدريبية، يعيد من خلاله أحد أكبر أندية الـ"كالتشيو" إلى مكانته الطبيعية بين الكبار.
نجح غاسبريني في فرض فلسفته المتطوّرة منذ البداية، وحوّل لاعبيه إلى مجموعة من "الذئاب" كما يرمز شعار الفريق، لا يتركون مجالاً للتهاون حيال مهاجمتهم؛ فحوّلهم إلى مجموعة واحدة تلعب من أجل الفريق فقط.
المدرب الإيطالي المعروف بجرأته الهجومية واندفاعه حتى على حساب الأداء الدفاعي، بات أكثر توازناً وحنكة في العاصمة، حيث يقدم الفريق هجوماً شرساً، ودفاعاً صلباً جعله الأكثر قوة بين الدوريات الخمسة الكبرى، بعدما تلقى هدفين فقط في أول ست مباريات في الدوري الإيطالي. هذا الأداء القوي قاد روما إلى الصدارة المشتركة مع نابولي بفارق الأهداف، بعدما جمع الفريق 15 نقطة من 6 مباريات.
بصمة غاسبريني لم تتوقف عند الجانب التكتيكي والفني داخل الملعب فحسب، بل امتدت إلى الجانب النفسي، إذ أعاد الروح إلى لاعبين بدا أنهم فقدوا الحافز في السنوات الماضية. روما اليوم لا يلعب لمجرّد التواجد بين الكبار وحجز مقعد أوروبي، بل يقاتل من أجل الألقاب.
الأرقام تنصف غاسبريني حتى الآن، لكن الرجل نفسه يُدرك أنّ إعادة إحياء روما لن تتم بين ليلة وضحاها، ومع ذلك، تبدو المؤشرات مطمئنة، وتقول إنّ النادي وضع قدمه أخيراً على الطريق الصحيح.