فينيسيوس في الموعد عند الالتزام بالملعب

يثبت فينيسيوس جونيور أنّ التركيز هو العنصر الحاسم وراء التألق الدائم الذي يظهره على أرض الملعب؛ فعندما يستثمر كامل طاقته في كرة القدم، يظهر أمام عشاق ريال مدريد بأداء استثنائي ويُثبت قدراته الحاسمة في اللحظات المصيرية.

كلما تجنب اللاعب التشتيت خارج إطار اللعبة، وكرّس اهتمامه بالكامل لكرة القدم، يؤكد حضوره كواحد من أمهر وأخطر الأجنحة حول العالم.

هذا الموسم، عاد فينيسيوس بنسخة ناضجة تليق بتطلعات جمهور ريال مدريد، بعد التحديات التي واجهها إثر خسارته الكرة الذهبية لعام 2024. وتمكن النجم البرازيلي من استعادة بريقه بأداء لافت في مواجهة فياريال، حين أظهر روحاً قتالية وشغفاً لا يهدأ للتألق وإثبات قدراته.

في تلك المباراة، كان فينيسيوس العامل الحاسم لتغيير مجريات اللقاء لصالح فريقه، مجسداً دور الجناح الأيسر الذي افتقده ريال مدريد لفترة بسبب تراجع الأداء سابقاً، وقاد الفريق لتحقيق الفوز بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، وسجّل أرقاماً استثنائية، منها تسجيل هدفين وصناعة ست فرص محققة للتسجيل، بالإضافة إلى أداء لافت شمل تنفيذ ست مراوغات ناجحة، والفوز بـ11 التحاماً بدنياً، ليحصد بجدارة لقب أفضل لاعب في المباراة.

ما يميز عودة فينيسيوس ليس الجانب الإحصائي فقط، بل تأثيره المباشر على خصومه كلما استلم الكرة. وهذا الأداء المتميز لا يقتصر على مباراة واحدة، بل يمتد عبر الموسم ليحتل المركز الثاني بين لاعبي الدوري الإسباني كواحد من أكثر اللاعبين مساهمةً في الأهداف بمجموع تسع مشاركات، إلى جانب صناعة 19 فرصة محققة.

فينيسيوس جونيور. (أ ف ب)

اليوم، يعود فينيسيوس ليذكر الجميع بإشراقة نسخة 2022، التي شكلت مع كريم بنزيما ثنائية قوية قادت الفريق إلى الانتصارات. ومع تشابي ألونسو على رأس القيادة الفنية، استعاد ريال مدريد الثقة المتبادلة بين لاعبيه، وانعكس ذلك بوضوح على أرضية الملعب تحت وطأة الانتقادات والضغوط الكبيرة. وجاء رد فينيسيوس بأرقام مذهلة، إذ سجل خمسة أهداف، وصنع أربعة أخرى خلال ثماني مباريات فقط، ليكون مساهماً مباشراً في نصف أهداف الفريق في الدوري تقريباً.

يثبت النجم البرازيلي أنّ الموهبة وحدها لا تكفي لبناء شخصية أسطورية في كرة القدم، فالالتزام والحضور الذهني هما المفتاحان لتحويل إمكانيات اللاعب إلى قوة حقيقية قادرة على تغيير معادلات كرة القدم؛ وحين يركّز بشكل تام على دوره داخل المستطيل الأخضر، يصبح العنصر الحاسم الذي يمنح فريقه القدرة على تجاوز التحديات مهما كانت صعبة، مؤكداً مكانته بين أفضل لاعبي العالم.