روبن أموريم... "الشيطان" يبحث عن وسادة

ما أسوأ أن تتولى تدريب فريق كبير، ثم يصبح مصيره في جدول ترتيب الدوري الإنكليزي مثل الأرجوحة عالقاً في منتصف الجدول، ومهدداً في أي وقت، فيما تتجه بعض فرق الوسط إلى المقدمة بسرعة.

روبن أموريم، مرحباً بك في أرض لا تعرف المغفرة لأخطاء قد لا تكون مسؤولاً عن أغلبها... النتائج فقط هي التي تكفّر عن الخطايا في مانشستر يونايتد، حتى لو اكتسبت بعض التعاطف فإنّ المصير يلوح في نهاية النفق. يبدو السير جيم راتكليف المالك المشارك في الإدارة منحازاً لنجاح تجربة المدرب البرتغالي الشاب. لكن نزيف النقاط يشبه أواني الضغط التي لا تحتمل مواصلة العمل تحت الحرارة العالية لفترات طويلة.

بحسب قوانين الثروة، فإنّ إنفاق نحو 230 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية على لاعبين من اختيارك، ثم الإخفاق في تحقيق نتائج إيجابية، والخروج من كأس الرابطة الإنكليزية، أمام فريق من الدرجة الرابعة بركلات الترجيح يعدّ سقطة لا تُغتفر.

يبحث "الشياطين الحمر" عن وسادة هادئة لنوم مريح وسط نتائج طيبة. لكن أموريم رجل لا يعرف سوى العيش في حالة من القلق، وينقلها إلى الجماهير بسبب الأداء المخيب منذ انطلاق الموسم.

روبن أموريم. (أ ف ب)

انهمرت النتائج السلبية فوق رأس أموريم في منافسات الدوري الإنكليزي، التي وصلت بالفريق إلى منتصف الجدول، بسبب خسائر أمام أرسنال ومانشستر سيتي وبرينتفورد وتعادل ضد فولهام؛ وبدلاً من تقديم أداء مميز يدعم فكرة التأهل إلى المنافسات الأوروبية، بات الفريق على مشارف الذهاب إلى مناطق الصراع على تفادي الهبوط، وربما خفف الفوز على سندرلاند في الجولة الماضية من وطأة الأحداث الساخنة.

وبحسابات تبدو منطقية، إذا استمر مانشستر يونايتد في فقدان النقاط بهذا النسق، فلن يكون بمقدوره جمع 40 نقطة؛ وهو الرقم الذي يمنحه الطمأنينة لتفادي الهبوط فقط، من دون التفكير في الذهاب إلى بطولات أوروبية أو التقدّم بين كبار البطولة.

يمكن تمييز الأصوات الغاضبة بين جماهير مانشستر يونايتد، لأنّ الاستمرار في الدعم من دون وجود أي ضوء يلوح في الأفق سيعني التعرّض لانتكاسة لا يمكن احتمالها، ولا سيما أنّ أجواء المنافسة حادة وأغلب الفرق لا تستسلم بسهولة.

الأجواء في الدوري الإنكليزي باتت مختلفة، وكل الفرق أصبح لديها الأموال للتعاقد مع لاعبين مميزين. وفي الوقت نفسه، فإنّ الكبار أيضاً ينفقون كثيراً، ويخشى الجمهور أن يكون مانشستر يونايتد أحد الفرق التي تغير المدرب مبكراً، فيما بدأت أسماء تظهر في الصحافة يمكنها تولي تدريب الفريق مثل الإسباني تشافي هيرنانديز والفرنسي زين الدين زيدان.

وواجه أموريم سلسلة من الانتقادات أبرزها أنه يعتمد على خطة (3/4/3)، ولا يمكنه التنازل عنها رغم أنها قد لا تناسب أسلوب بعض اللاعبين في القائمة. ولكنه يدين بالولاء لها منذ أن كان يتولى المسؤولية الفنية لنادي سبورتينغ لشبونة.

وبعدما حصل أموريم على الدعم اللازم لعقد صفقات، ثم اقتناص فترة إعداد جيدة، والاكتفاء بالمنافسات الإنكليزية من دون أي مشاركة في منتصف الأسبوع داخل بطولات أوروبا، فإنّ حدة الانتقادات تتفاقم، ولا يمكن للمدرب البرتغالي الشاب احتمالها.

يسير أموريم على الأشواك، ومهما اكتسب التعاطف اللازم من الإدارة فستكون النتائج هي المؤشر الرئيسي لبقائه أو رحيله، ولا يمكن في مثل هذه المواقف تحدي قوانين الطبيعة.