ملف المدرب الأكثر لغزاً في الأهلي المصري

ما بين التأجيل المستمر والارتباك الإداري، تحوّل ملف المدير الفني للنادي الأهلي إلى واحد من أكثر الملفات غموضاً داخل "القلعة الحمراء". فرغم أهمية المرحلة وضرورة حسم هوية المدرب الجديد، لا تزال الإدارة عاجزة عن التوصل إلى اتفاق مع مدير فني لخلافة الإسباني خوسيه ريفيرو الذي أقيل قبل أكثر من شهر، مع استمرار الاعتماد على عماد النحاس كمدرب موقت للفريق الأول.
ورغم إدراك الجميع داخل النادي أهمية هذا الملف، فإنّ التعامل معه لم يكن بالمستوى المطلوب، إذ بدا واضحاً أنّ الإدارة تعاني من ارتباك في تحديد هوية المدرب الأنسب لهذه المرحلة. فمنذ إقالة السويسري مارسيل كولر، ثم الاعتماد على النحاس موقتاً، مروراً بالتعاقد مع ريفيرو قبل بطولة بحجم كأس العالم للأندية، ثم إقالته بعد ثلاثة أشهر فقط والعودة إلى النحاس، ظل الأهلي يفتقد إلى رؤية فنية مستقرّة أو خطة واضحة لإدارة هذا الملف الحيوي.
يعيش الفريق حالة من التذبذب الفني منذ مطلع العام الحالي، ومع ذلك جاءت قرارات الإدارة متأخرة ومترددة، سواء في إقالة كولر أو في التمسك بريفيرو رغم تواضع نتائجه. هذا التردد كلّف الفريق نقاطاً ثمينة مع انطلاق الموسم الجديد، وأدى إلى تراجع موقفه في جدول الدوري.
وتُظهر المؤشرات الحالية ضعفاً في قدرة الإدارة على حسم التعاقد مع مدير فني أجنبي يليق بتاريخ الأهلي، مع استمرار الرهان على عماد النحاس الذي يقدم نتائج إيجابية نسبياً، لكنها تبقى "خادعة". فالفريق لا يزال يعاني من أخطاء تكتيكية واضحة داخل الملعب، إلى جانب افتقاده إلى الشخصية القوية على المستويين الفني والإداري، وهو ما انعكس في بعض المواقف التي شهدت تجاوزات من لاعبين كبار داخل الفريق.
ورغم طرح العديد من الأسماء أمام لجنة الكرة برئاسة محمود الخطيب، فإنّ الإدارة لم تنجح حتى الآن في التوصل إلى اتفاق نهائي مع أي مدرب. هذا التباطؤ يكشف عن حالة من الحيرة والارتباك، وربما غياب الرؤية داخل مجلس الإدارة، الذي يبدو أقرب إلى الاستمرار بعماد النحاس حتى نهاية الدور الأول من الدوري، واستغلال انطلاق الأمم الأفريقية 2025 في نهاية هذا العام، على أمل عبور هذه المرحلة بأقل الخسائر قبل فترة التوقف المقبلة.
الأكثر أهمية الآن أنّ الأهلي لا يحتاج إلى مدرب فحسب، بل إلى قرار إداري حاسم يُعيد الانضباط إلى المنظومة بأكملها. استمرار الغموض يعني أنّ الأهلي يسير بلا بوصلة، وهو ما لا يتقبله جمهور اعتاد على البطولات لا على الأعذار.