دون شهادة ومع تكتلات متغيرة... سوريا أمام انتخابات كروية استثنائية

يترقب جمهور الرياضة في سوريا معرفة مصير انتخابات اتحاد كرة القدم بعد مرور أكثر من 9 أشهر على استقالة الاتحاد السابق، في الوقت الذي يبدو فيه الكثير من الملفات معلّقة في انتظار الاتحاد الجديد الذي من الواضح أنه يحتاج الى عملية قيصرية كي يبصر الحياة حين تعقد الجمعية العمومية في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل بعد سلسلة من التأجيلات الطويلة.
آخر تطوّر قانوني في طريق الوصول لاتحاد جديد كان الشهر الماضي حين اجتمعت الجمعية العمومية للاتحاد ووافقت على بنود عدة أبرزها إلغاء شرط امتلاك رئيس الاتحاد أو نائبه أي شهادة علمية، علماً أن القانون السابق كان ينص على حملهما الشهادة الثانوية على أقل تقدير.
أثار هذا القرار غضب طيف واسع من الجمهور السوري، الذي اعتبر أنه خطوة لتسهيل تولي فراس تيت رئاسة الاتحاد.
كان فراس تيت أحد أبرز اللاعبين الشبان في سوريا حين انطلقت الثورة السورية، ليختار الالتحاق في صفوفها، وبعد التحرير تولى إدارة مكتب الألعاب الجماعية في الاتحاد الرياضي العام، الذي تحوّل مسمّاه لاحقاً إلى وزارة الرياضة.
لكن رغم الحديث عن محاولة محاباة تيت، بدا أن التوجه العام في وزارة الرياضة والشباب لا يقف في مصلحته، بحيث أكدت الكثير من الأخبار نية معاون الوزير جمال الشريف الترشح لرئاسة الاتحاد، وبدء عمله على تجهيز قائمة مناسبة، ونقل الصحافي السوري عبد الباسط نجار حديثاً مع وزير الرياضة محمد الحامض قال فيه أنه سيدعم قائمة الشريف بكل وضوح، متابعاً أنه لم يعتد التدخل في قرارات أحد لكنه سيُلزم فراس تيت على الاستقالة من الوزارة في حال أراد الاستمرار في الترشيح، بحسب ما نقله الصحافي السوري.
رغم أن المنطق يقول إن تقديم الاستقالة لابد من أن يكون فرضاً على أي مرشح، فمن غير المنطقي أن يذهب مرشح للانتخابات وهو يملك منصباً مرموقاً في الوزارة، سواء كان هذا المنصب هو مدير مكتب أو معاوناً للوزير، لكن حتى الآن لم يتم نشر أي استقالة رسمية تمهيداً لإعلان الترشح.
من جانبه نشر فراس تيت عبر صفحته على فيسبوك منشورات عدة يدعم فيها موقفه الانتخابي كتب في إحداها "لا أملك الشهادة، لكني أملك ما هو أثمن، تجربة علمية عميقة في كرة القدم كلاعب سابق، وفهم ميداني واقعي للعبة، وارتباط مباشر بهموم اللاعبين والجمهور، وأحب وطني أضعاف ما تحبون المناصب".
المعركة الانتخابية لا تقتصر على صاحبَي المنصبَين في الوزارة، إذ أعلن نبيل سباعي نيته الترشح، وهو من أصحاب الخبرة الإدارية الطويلة، بحيث تسلم سابقاً رئاسة نادي الكرامة، ورئاسة اللجنة الموقتة لاتحاد كرة القدم إضافة إلى انتخابه عضواً في مجلس إدارة الاتحاد في دورات عدة.
كما أعلن الحكم السوري المقيم في هولندا فراس الخطيب ترشيحه لمنصب رئيس الاتحاد قبل أشهر عدة، ويرى ضرورة تطوير عقلية الإدارة والتخطيط للمستقبل، ويسعى لاستقدام خبراء من هولندا وبلجيكا وإنكلترا للمساعدة في بناء مستقبل الكرة السورية.
مرشح آخر قادم بعد تجارب خارجية، هو أحمد بيطار، المقيم في أميركا، والذي وصف مشروعه بأنه الأضخم في تطوير اللعبة، متضمناً إعادة تأهيل جميع الملاعب وتحويل الأندية لكيانات اقتصادية.
وسط كل هذا، تبدو هناك تحوّلات سريعة في الخفاء حول تشكيل المرشحين للقوائم، فتارة نسمع عن اجتماعات تهدف إلى تحويل مرشحي الرئاسة إلى أعضاء في قوائم أخرى، وتارة نسمع عن أسماء يتم ربطها في أكثر من قائمة.
في اجتماع الجمعية العمومية السابق، لم يبدُ الأمر متغيراً عن الماضي، ممثلون عن الأندية واللجان يصوتون بـ"نعم" على كل مقترح، ومن مفارقات الزمان أن من بين الـ 6 الذين صوتوا بالرفض على إلغاء شرط الشهادة، إثنان منهما كانا ممثلين نادي تشرين الذي ورد اسمه بين مقترحي هذا التعديل!
ومازال الجمهور يأمل في رؤية جمعية انتخابية أكثر مسؤولية وألا تكون أداة لإملاءات مرسومة.
وسط كل هذا يتناسى الجميع الهموم اليومية للكرة السورية، فحتى يومنا هذا لم يتم تحديد موعد انطلاق الدوري الذي ارتفع عدد أنديته من 12 إلى 16 نادياً، بعد إلغاء الهبوط وضم ناديين من دوريات الشمال، كأن واقع الكرة السورية يركّز بالكامل على كراسي الاتحاد، أما شؤون كرة القدم فليست ضمن الاهتمامات حالياً.